25 سنة مرت على رحيل الفنان الأصيل محمد الحياني الذي خلف روائع غنائية لا تبلى

 

يعد المطرب والفنان المغربي الراحل محمد الحياني، الذي حلت ذكرى رحيله يوم 23 أكتوبر 2021، من رواد الأغنية المغربية و أحد رموزها المنتمين لزمنها الجميل، ومن الذين أثروا الحياة الفنية ورفعوا شأنها إلى المجد، وتميز بكونه كان يجذبه الشعر الجميل و اللحن البديع والأداء الممتاز، وكان يختار كل ما هو جاد، و لا يؤمن إلا بما هو جيد، وبذلك بقيت أعماله راسخة في الأذهان.
قال عنه الزجال والمسرحي  والحكواتي الراحل أحمد الطيب لعلج:» محمد الحياني من المطربين العرب القلة الذين يؤدون النغمات أداء سليما بغير نشاز، ثم إن له قدرة كبيرة في التجاوب مع الناس والنفاد إلى قلوبهم و عواطفهم..»
عرفت حياته مجموعة محطات، منها التحاقه بالمعهد الموسيقى بالرباط سنة 1964، حيث تعلم أصول الغناء والموسيقى الكلاسيكية، ثم الإذاعة الوطنية، حيث عمل كمتعاون ضمن المجموعة الصوتية بالجوق الوطني، و تميز ت بداياته بتقليد أغاني محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. أدى خلال مساره روائع غنائية لن تبلى ولن يمحوها الزمن، ففيما يخص الزجل، ارتبط و تعامل مع زجالين كبار..، وهكذا كان له تعاون كبير مع الراحل علي الحداني، الذي غنى له مجموعة قطع نذكر منها، «أنا حر»، «بغيتي أو كرهتي»، «ياك الجرح برا»، «لا حول و خلاص»، «ما كاين باس»، «أنا شفت عيون»، «بارد وسخون» التي توجت كأحسن أغنية سنة 1972..، وغنى لأحمد الطيب لعلج، و عبد الرحمن العلمي، والطاهر سباطة، في الجانب الديني أدى قطعة رائعة بعنوان «من ضي بهاك» التي وضع لها عبد القادر الراشدي لحنا بديعا.
لحنيا تعامل مع موسيقيين كبار، فإلى جانب الراشدي نذكر عبد العاطي أمنا، وعبد الرفيق الشنكيطي، وحسن القدميري، وعبد الرحيم  السقاط.. وكانت نقطة التحول في مساره التقاؤه بالشاعر عبد الرفيع جواهري والموسيقار عبد السلام عامر، حيث غنى لهما قطعتي «قصة الأشواق» و«راحلة»، هذه الأخيرة، التي اقترن بها واقترنت به، ووصل معها لقمة الفن، كما أدى من إنتاج نفس الشاعر «ذكرى الطفولة»، لحن حميد بنبراهيم، و«الشفاه الحمر»، تلحين عبد الرفيق الشنكيطي، كما لحن له عامر قصيدة و» غنت لنا الدنيا»، شعر مصطفى عبد الرحمن.
خاض الحياني مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي تجربة سينمائية  من خلال فيلم «دموع الندم»، الذي كان بطله، وهو من إخراج حسن المفتي، وتوفق خلاله في التمثيل و الغناء.
نال الأسطوانة الذهبية مرتين، وعرف عنه أنه كان أبي النفس لا ينساق وراء الإغراءات المالية، رغم الحاجة، كما كان محبا لفعل الخير.


الكاتب : الخميسات: أورارى علي

  

بتاريخ : 04/11/2021