المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 29
اليوم تعلن البيضاء الدورة 29 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وستقدم منجزها الفني والثقافي والتواصلي والمسرحي من 4 إلى 9 يوليوز 2017، بشعار: “الحركة، خاصية المسرح المعاصر” وهو إسهام ديبلوماسي ثقافي مواز، ويستضيف المهرجان هذه السنة دولة إيطاليا كضيف شرف، وذلك لما لهذا البلد من علاقات عريقة ووثيقة مع المغرب، وأيضا لما للمدرسة المسرحية الإيطالية من مكانة في عالم الفن والإبداع، من تم ستقام ندوة علمية في موضوع “الحركة ” احتفاء بالجسد لغة وثقافة وتواصلا وتمثلات في وعند الأنا والآخر.
هي مناسبة ونافذة يستشرف فيها المهرجان ويطل منها على مرحلة العقد الثالث من عمر هذا التميز النوعي في الشكل والمضمون الذي يحقق إكسير حياته من مدخل ثلاثة ارتباطات مركزية:
1ـ الارتباط بالمسرح، ذلك الإرث البشري المستمر في الزمان والمكان والذي له مهام تطهيرية وتأهيلية وتوعوية بالإضافة إلى مهامه الترفيهية الفرجوية والتثقيفية والطلائعية في نفس الآن؛
2ـ الارتباط بالشباب من جغرافية العالم، الذي يقضي زهرة عمره في مرحلة هامة في مساره التكويني والتواصلي والانفتاحي ليتأهل للآتي، وتحقق له فرصة زمكانية للحوار وتلاقح الثقافات؛
3ـ الارتباط بالجامعة باعتبارها مشتلا لتكوين الأجيال وأطر المهام المجتمعية الحالية والمستقبلية..
عبر هذا السفر الزمني للمهرجان الذي قضى عمرا يقدر ب 29 سنة مع المسرح والشباب والجامعة في مهام نحتت تجربتها وقدمت منتوجها وأوصلت رسالتها وراكمت معطيات وعلاقات وشراكات ومشتركا جماعيا وطنيا ودوليا نستحضر من خلاله مدينة الدار البيضاء التي يحمل المهرجان اسمها، كيف كانت منذ الانطلاقة الأولى سنة 1988 وكيف أصبحت الآن مع محطة الدورة الحالية لسنة 2017، حيث عاشت بالفعل تحولات كبرى استراتيجية وعمرانية وذهنية، عاشها العالم بدوره، وهي مقبلة على تحولات أخرى في أفق القرن المقبل.
تسجل الدورة 29 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، حضور شباب من العالم وفعاليات البحث العلمي وصناع الإبداع مع حضور التشكيل باعتباره رفيق المسرح والحركة الفنية وهوية بصرية للمهرجان، وهي مناسبة كذلك يلتزم فيها المهرجان بشرطه العلمي من خلال برمجة 7 ورشات محترفات تكوينية لصالح الطلبة وعشاق المسرح وهواته وعموم الشباب البيضاوي، سيؤطرها فنانون وجامعيون ومبدعون من كندا وفرنسا ولبنان وتونس وألمانيا وإيطاليا والمكسيك والمغرب، وهي:” مختبر تدريب الممثل”، ” اشتغال الجسد فوق الخشبة “، ” الجسد بين التمسرح والفضاء الإبداعي”، “الفن الدرامي بين الإبداع والإخراج”، “تقنيات تحريك الدمى وتوظيفها”، “الرقص الدرامي مع الحركة والإيقاع”، “تدريب الممثل تقنيات الدفاع عن النفس في خدمة المسرح”.
في باب التكريم والاعتراف تكرم الدورة التاسعة والعشرون من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الفنان المسرحي صلاح الدين بنموسى والممثلة “راوية”، فاطمة هراندي، وتقدم تحية تقدير واعتراف للصحفي والإعلامي مدير المحطة التلفزية عين الشق للأستاذ الفاضل أحمد اكليكم، وتحية مماثلة للأستاذ والفنان عز الدين الإدريسي الهاشمي الذي كان من المؤسسين لهذا المهرجان حيث المحتفى به هيأ معرضا تشكيليا احتفاء بالمهرجان، ونفس التقدير والامتنان للكاتب العام السابق بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بنمسيك الجهة المنظمة للمهرجان، محمد الأزور وهو من الفعاليات المؤسسة للمهرجان.
يحتوي برنامج هذه الدورة على عروض مسرحية جامعية ومحترفة، تنتمي لاتجاهات ومدارس فنية مختلفة ومتنوعة تقدم بوجهات فنية وتقنية فردية وثنائية وجماعية، يجمع بينها حدث اللقاء والاحتفاء في الزمان والمكان والتيمة “الحركة”، ويعيش المهرجان يومه مسرحا وتواصلا وتكوينا يضاف إليه لحظات يومية في فقرة مقهى منتصف الليل، حيث تناقش العروض المسرحية اليومية وهي فرصة أخرى يدخلنا فيها أهل العرض إلى ورشتهم الداخلية تقنيا وفنيا وفكريا وإبداعيا وهو تكوين آخر مواز يتكامل مع رؤى وتصورات المتلقي المبدع والطالب والمتلقي الناقد والدارس والباحث.
يستقبل المهرجان هذه السنة ما يزيد عن 250 طالبة وطالبا تمثل عدة دول وجامعات شقيقة وصديقة من العالم، تقدم عروضا جامعية وأخرى احترافية لأكاديميات عليا للمسرح بالإضافة إلى عروض مسرحية لمؤسسات فنية من أوروبا وأمريكا وكندا والعالم العربي، تمثل الجـزائر، تـونس، مصر، كوريا الجنوبية، ألمانيا، إيطاليا، روسيا، فرنسا، المكسيك والمغرب البلد المنظم، وبلجنة تحكيم دولية تضم متخصصين في مجالات تكاملية تحقق التقييم وفق توجه ووجهة المهرجان المرتبط أساسا بالتجريب والبحث العلمي والفني والإبداعي، تقدم العروض المهرجانية المسرحية في فضاءات مسرحية تمثل جغرافية البيضاء، منها فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، ومسرح سيدي بليوط والمعهد الفرنسي للدار البيضاء بوسط المدينة، ومركب الحسن الثاني، بطريق مديونة وأستوديو الفنون الحية بالحي الحسني، ومسرح القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء، ومرسم المكتبة الجامعية محمد السقاط بطريق الجديدة.
تتميز هذه الدورة بمشاركة فرقة “بالي ميلانو” من إيطاليا Le Ballet de Millan التي ستنشط حفل الافتتاح بعرض صمم خصيصا للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بعنـوان “شـهرزاد، ألف ليلة وليلة”، عرض يستحضر دهاء المرأة وفكرها وينتصر لسلطة الجسد والحكي.
هو منجز مسرحي يقترحه المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، من 4 إلى 9 يوليوز 2017، عبر الجهات الأربع للبيضاء شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ويود أن ينفتح في الدورة المقبلة على جهة الدار البيضاء سطات، في إطار الجهوية المتقدمة والموسعة، لتواصل فني وثقافي.. يخدم مسار التنمية المستدامة ويحقق المطلب الثقافي باعتباره رافعة ورهان الحضارة المدنية..