28 لاعبا لمواجهتي ليبيريا وبوركينافاصو ..الركراكي يؤكد وفاءه لخطة المونديال ويراهن على نصف نهائي أمم إفريقيا

الخلية التقنية للجامعة تتابع كل المواهب واستدعاؤها يتطلب ترتيبات خاصة

الجامعة قامت بكل ما يلزم لاستقطاب لامين جمال والاختيار له في الأخير

 

 

كشف الناخب الوطني، وليد الركراكي، صباح أمس الخميس، عن لائحة تضم 28 لاعبا، لخوض مباراة ليبيريا، المقررة يوم السبت 9 شتنبر الجاري، بملعب أكادير الكبير، برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا للأمم 2024، وكذا المباراة الودية أمام بوركينافاسو، يوم 12 شتنبر 2023 بمدينة لانس الفرنسية.
وشهدت قائمة أسود الأطلس عدة متغيرات، تجلت في توجيه الدعوة لأول مرة لثلاثي المنتخب الأولمبي، إسماعيل الصيباري، لاعب أيندهوفن الهولندي، أمير ريتشاردسون، لاعب لوهافر الفرنسي، وبنيامين بوشواري، لاعب سانتيتيان الفرنسي وأمين عدلي، لاعب باير ليفركون الألماني، الذي حسم اختياره مؤخرا بتفضيل القميص المغربي، مع تسجيل عودة يونس عبد الحميد، لاعب ريمس الفرنسي، في غياب مجموعة من الأسماء، التي كانت لها مكانتها الكبيرة داخل المجموعة الوطنية، على غرار حكيم زياش، المنتقل حديثا إلى غلطة سراي التركي، وأنس الزروري وعمران لوزا وطارق تيسودالي وفهد موفي وإسماعيل قندوس وعبد الحميد الصابيري.

الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى

قال وليد الركراكي في ندوته الصحافية، التي جرت صباح أمس الخميس بقاعة المؤتمرات بمركب محمد السادس لكرة القدم، إنه تعمد تأجيل هذه الندوة الصحافية من يوم الثلاثاء إلى أمس الخميس، كي تتزامن مع يوم 31 من شهر غشت، وهو اليوم الذي تم فيه السنة الماضية تعيينه رسميا للإشراف على المنتخب الوطني. مضيفا أنه كان أيضا تحت إكراه انتظار المباريات التي جرت يوم الأربعاء وشارك فيها بعض اللاعبين المغاربة، قصد الوقوف على حالتهم البدنية والصحية.

مجهود كبير يتم في الخفاء

استحوذ لامين جمال، النجم الواعد داخل فريقه برشلونة الاسباني، بحيز كبير من النقاش خلال ندوة وليد الركراكي، الذي أكد أن اللاعب يتواجد تحت ضغط كبير، رغم أن سنه لا يتعدى 16 سنة، وعليه أن يحسم في هوية البلد الذي سيحمل قميصه.
وأوضح الركراكي أن الطاقم التقني للفريق الوطني والجامعة قاما بكل ما يلزم في هذا الملف، ومنذ مدة طويلة، حيث أن كشافي الجامعة بإسبانيا وضعوه تحت المراقبة منذ أن كان عمره عشر سنوات، وليس الآن كما يعتقد البعض، كما أن رئيس الجامعة اجتمع به على هامش مباراة الشيلي ببرشلونة في شهر شتنبر من السنة الماضية، و»أنا شخصيا اجتمعت به عند زيارتي لإسبانيا، وأطلعته على مشروع الجامعة»، وهو الآن مطالب باتخاذ قرار مصيري، وبالنسبة «لنا داخل المنتخب المغربي سيظل لامين جمال مغربيا، حتى لو اختار القميص الاسباني، لأن والده مغربي، وإذا فضل تلبية نداء الوطن سنكون سعداء للغاية.»
ونفس الأمر ينطبق على كافة اللاعبين مزدوجي الجنسية، وتحديدا إبراهيم دياز، الذي لعب لكبار كرة القدم الأوروبية، على غرار ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني، والذي لم يحسم هو الآخر في اختياره بشكل نهائي.
وأوضح الناخب الوطني أن توجيه الدعوة لأي لاعب جديد، وخاصة المزدادون في بلاد المهجر، يتطلب مجموعة من الاعتبارات، كتوقيت الاختيار ورغبة اللاعب، وحتى الضغوطات التي يتعرض لها قبل الحسم في اختياره، ومدى قدرته على التخلص منها، وهنا قدم حالة أمين عدلي، الذي سيكون في مقدمة الوافدين الجدد على النخبة الوطنية، حيث أشار الركراكي إلى أن عملا كبيرا تم القيام به في هذا الإطار امتد لعدة أسابيع.
وشدد الركراكي على أن التزامات اللاعبين مع أنديتهم، وكذا بطولة أمم إفريقيا كثيرا ما شكلت معطى سلبيا أثر على مسار المحترفين المغاربة، وقد لاحظ الجميع سوق الانتقالات الأخيرة، وكيف أن فرقا تراجعت عن إتمام بعض الصفقات في آخر لحظة لتفادي فقدان لاعب لمدة 45 يوما في شهري يناير وفبراير.
وختم الركراكي بالتأكيد على أن الجامعة تقوم بجهود كبير في هذا الإطار، حيث أن الخلية التقنية تراقب كل اللاعبين، وطالما أن العمل الذي يلزم قد تم القيام به، فلا أسف على أي قرار يأتي بعد ذلك، حتى لو كان عدم اختيار اللعب للمغرب.

الاحتراف بالخليج لم يعد مشكلا

اعتبر وليد الركراكي أن انتقال بعض اللاعبين المؤثرين داخل الفريق الوطني إلى دوريات الخليج، على غرار ياسين بونو وغانم سايس وجواد الياميق، أمر عاد، ولن يشكل أي قلق بالنسبة إليه، لأن هؤلاء اللاعبين تجاوز سنهم الثلاثين، وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل القميص الوطني، وعاشوا مختلف الضغوطات عندما اختاروا اللعب للمغرب، ومن حقهم في هذا السن أن يبحثوا عن الفريق الذي يلائم مشروعهم ومخططاتهم المستقبلية.
واعتبر الناخب الوطني أن الدوري السعودي الآن بات أحسن من الدوري البلجيكي أو الهولندي، فنيمار ورونالدو ونغولو كانتي وغيرهم من نجوم الكرة العالمية حافظوا على مكانتهم داخل منتخبات بلدانهم رغم أنهم انتقلوا إلى الدوري السعودي، وهو ما يجب أن ننظر إليه نحن المغاربة بإيجابية.
وعن الوضعية الضبابية لسايس مع فريق السد القطري، قال وليد الركراكي إنه مشكل إداري محض، «وقد تواصلت مع غانم سايس، وأخبرني أنه سيجد حلا في القريب، وطالما أن اللاعب يلعب حاليا فإنه متواجد معنا، بالنظر إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها داخل المجموعة الوطنية، كونه عميدا للمنتخب. لكن سيكون الأمر عكس ذلك، إذ لم يلعب حتى شهر دجنبر، لأنه حينها سيفقد مكانه».

المنتخب الوطني ليس مركزا للتكوين

قال وليد الركراكي إن الأسماء التي لم يوجه إليها الدعوة في حاجة إلى كثير من العمل كي تستعيد مكانتها، مشيرا إلى أنه ومنذ آخر لائحة وجه إليها الدعوة في شهر يونيو، هناك لاعبان فقط أساسيان، منهما حكيم زياش، الذي وقع لغلطة سراي التركي، و»أنتظر عودته إلى مستواه المعهود»، مشيرا إلى أنه بصدد متابعة أكبر عدد من اللاعبين، حتى تتكون لديه صورة شمولية، وبناء عليها سيحسم في اللائحة التي سيتوجه بها إلى الكوت ديفوار لخوض نهائيات أمم إفريقيا.
وشدد الركراكي على أن الرسمية داخل الفريق الوطني تتطلب تنافسا كبيرا بين اللاعبين، لكن هناك بعض القناعات التي يتعين على المدرب أن يكونها، وهو « ما حصل مع النصيري قبل إعلان لائحة الفريق الوطني المشاركة في كأس العالم.»
وأضاف أن الفريق الوطني في حاجة إلى اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة، وهنا قدم مثال يونس عبد الحميد، لاعب ريمس الفرنسي، والذي كان من العناصر الأساسية للمنتخب الوطني في فترة سابقة، وهو الآن يقدم مستويات جيدة رفقة فريقه الفرنسي، وحافظ على نفس الأداء، ما شفع له بالعودة إلى المنتخب الوطني.
وجدد الركراكي التأكيد على أن باب المنتخب الوطني مفتوح في وجه الجميع، بدليل توجيه الدعوة لعدد من لاعبي المنتخب الوطني الأولمبي، المتوج بكأس إفريقيا، والذين كانوا تحت المراقبة منذ مدة طويلة، حيث اعتمد عليهم المدرب الحسين عموتة قبل سنة، وشاركوا في مباراة مدغشقر، ونخص بالذكر الخنوس وبوشواري والصيباري، هذا الأخير كان «كان مرشحا لمرافقتنا إلى نهائيات كأس العالم، لكنه تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في المونديال.»
وأضاف «نحن نضع كامل ثقتنا في العناصر الشابة، ونمنحها الفرصة لاكتشاف المجموعة والتأقلم مع أجوائها، فنحن نراقب كل اللاعبين، لكننا ننتظر الوقت المناسب لتوجيه الدعوة، لأن المنتخب الوطني ليس مركزا للتكوين، وإنما فريق وطني لا يستحق التواجد فيه سوى اللاعب الجاهز والمتكامل.»

أفضل أربعة مهاجمين

قال وليد الركراكي إن يوسف النصيري يبقى هو الخيار الأول في الخط الأمامي، وأن عبد الرزاق حمد لله سيظل مهاجما احتياطيا، ومن حقه التواجد في الفريق الوطني لأن أرقامه جيدة. فبعد العودة من المونديال شارك كرسمي رفقة الفريق الوطني في لقاء واحد، رغم أنه سجل بعد نهائيات كأس العالم 25 هدفا، فيما وقع النصيري 15 هدفا والكعبي عشرة أهداف وبعدهم وليد شديرة، لكن الخيار الأول بالنسبة له بقى هو مهاجم إشبيلية.
ورغم أن البعض يؤاخذ حمد لله على عدم تقديم نفس مستواه مع الاتحاد السعودي داخل الفريق الوطني، «إلا أننا نلتمس له العذر، حيث أنه يحتاج إلى ثقة أكبر، وعلينا أن نصبر عليه، ومن حقه التواجد داخل الفريق الوطني، طالما أن أرقامه جيدة، وحينما أشعر بأنه تراجع في الأداء سأمنح مكانه إلى لاعب آخر، أما الآن ومن حيث الأرقام، فإن التواجد داخل الفريق الوطني من نصيب أحسن أربعة مهاجمين. وكان من الممكن أن يتواجد التيسودالي، لكنه في الآونة الأخيرة لم يعد يشارك رفقة فريقه. وعلى العموم فإنني أسعى كي أكون منطقيا في اختياراتي.»

لن أغير خطة اللعب والهدف نصف نهائي أمم إفريقيا

شدد وليد الركراكي على أن المنتخب الوطني سيظل وفيا للنهج التكتيكي الذي قاده إلى احتلال المرتبة الرابعة في كأس العالم، مستغربا ذلك النقاش الذي طفا على السطح مباشرة بعد كأس العالم، ولاسيما عند مواجهة منتخبات إفريقية بمستويات عادية.
وأوضح الناخب الوطني أن المنتخبات القوية والفرق الكبرى كثيرا ما تجد نفسها أمام صعوبات كبيرة عندما تواجه فرقا أقل منها، معتبرا أن الأهم بالنسبة له هو أن يكون لديه أسلوب لعب خاص، وهو ما تأكد في نهائيات كأس العالم بقطر.
واعترف الركراكي بمواجهة بعض المتاعب في المباريات التي نازل فيها منتخبات إفريقية، لكنه أوضح أنه لا يهتم كثيرا بالاحتفاظ بالكرة، مؤكدا على صعوبة المهمة التي تنتظره في نهائيات أمم إفريقيا، التي يظل الفوز بها حلم يراود المغاربة منذ سنة 1976.
وشدد مدرب الفريق الوطني على أن هدفه في نهائيات أمم إفريقيا حاليا هو بلوغ نصف النهاية، التي لعبها المغرب ثلاث مرات، وآخر مرة تواجد فيها كانت قبل 20 سنة، بمجموعة كان الركراكي نفسه أحد عناصرها الأساسية، رغم أن المنتخب الوطني تعاقب عليه مدربون كبار، لكنهم عجزوا عن تحقيق هذا الحلم، حيث سيكون الرهان هو تجاوز محطة ربع النهائي.
وأوضح الركراكي أن المنتخب الوطني في كل مشاركاته القارية لم يكن يفتقد للمهارات التقنية والأداء التكتيكي، بقدر ما كان مشكله الأساسي نفسي، وهو ما سيشتغل عليه بشكل كبير.

لائحة الفريق الوطني:

حراسة المرمى: ياسين بونو (الهلال السعودي) ومنير الكجوي (الوحدة السعودي) والمهدي بنعبيد (الجيش الملكي ) ويوسف المطيع (الوداد الرياضي).
خط الدفاع: أشرف حكيمي (سان جيرمان الفرنسي)، نصير مزراوي (بايرن ميونيخ)، نايف أكرد (ويست هام الانجليزي)، رومان سايس (السد القطري)، جواد الياميق (الوحدة السعودي)، يونس عبد الحميد (ريمس الفرنسي)، يحي عطية لله (الوداد الرياضي)، عبد الكبير أبقار (ألافيس الإسباني).
وسط الميدان: أمير ريتشاردسون (رينس الفرنسي)، عز الدين أوناحي (مارسيليا الفرنسي)، سفيان أمرابط (فيورونتينا الايطالي)، بلال الخنوس (جانك البلجيكي)، بنجامين بوشواري (سانت إيتيان الفرنسي)، سليم أملاح (فالنسيا الاسباني).
خط الهجوم: أمين حارث (مارسيليا الفرنسي)، زكرياء أبوخلال (تولوز الفرنسي)، عبد الصمد الزلزولي (برشلونة الاسباني)، إسماعيل الصيباري (إيندهدوفن الهولندي)، أمين عدلي (باير ليفركوزن الألماني)، وليد شديرة (فروزينوني الإيطالي)، يوسف النصيري (اشبيلية الإسباني)، أيوب الكعبي (أولمبياكوس اليوناني)، عبد الرزاق حمد لله (الاتحاد السعودي)، إبراهيم صلاح (رين الفرنسي).

 


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 01/09/2023