1160 منزلا يشكّلون تهديدا لأمن وسلامة المواطنين بتراب مقاطعة مرس السلطان في الدارالبيضاء
خلّف حادث انهيار أجزاء من شرفة وواجهة منزل بتراب درب السلطان بالعاصمة الاقتصادية مساء أول أمس الثلاثاء، إصابة ثلاثة أشخاص إصابات متفاوتة الخطورة، حيث أوضحت مصادر صحية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، بأن حالة اثنين منهم كانت خفيفة ومستقرة وتم التكفل بهما على مستوى مستشفى الملازم بوافي، في حين أن الشخص الثالث قد تعرض لإصابات بليغة الأمر الذي دفع إلى نقله صوب مستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد من أجل تلقي العلاجات الضرورية.
وشهد حي درب الكبير بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان حالة استنفار واسعة، وذلك بإحدى الأزقة المتفرعة صوب زنقة المحطة الطرقية المعروفة بـ «لاكروى» سابقا، بعد أن تداعت أجزاء منزل بشكل فجائي، الذي هوت حجارته على مواطنين اثنين كانا يتناولان الطعام بمحل لبيع السمك يوجد أسفل العقار، في حين تسبب الانهيار في كسور، وفقا لمصادر الجريدة لراجل كان يمر من المكان.
وفور علمها بالواقعة انتقلت السلطة المحلية والأمنية وعناصر الوقاية المدنية بشكل عاجل إلى مكان الحادث، حيث عملت على نقل المصابين وسارعت إلى تسييج محيط المنزل تفاديا لأي تداعيات أخرى يمكن أن تقع، وتبين وفقا لمصادر الجريدة، على أن المنزل الذي هوت أجزاؤه لم يكن موضوع أي قرار بالإخلاء أو أي خبرة بخصوص وضعيته «المعمارية»، خلافا للمنزلين المجاورين له من الجانبين معا، مما شكّل عنصر مفاجأة بالنسبة للمصالح المختصة بالتعمير على مستوى المنطقة؟
ويأتي هذا الحادث لينضاف إلى سلسلة حوادث مماثلة شهدتها المنطقة في وقت سابق، في درب الكبير وبوشنتوف وحي بوجدور وغيرها من أحياء المقاطعة، جراء تداعي وانهيار منازل آيلة للسقوط، والتي اختلفت تداعيات سقوطها، المادية منها والمعنوية، هذا في الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى أن عدد القرارات الصادرة عن المصالح المختصة والتي تتعلق بوضعية مجموعة من المباني يصل إلى 1160 قرارا، هي عبارة عن قرارات إما بالهدم الكلّي أو الجزئي أو تتعلق بتدعيم المنازل المعنية بها، وهو ما يبين حجم الخطر الذي تعرفه مقاطعة مرس السلطان في علاقة بالدور المتداعية للسقوط، علما بأن هذا الرقم يبقى مرشحا للارتفاع في ظل غياب إحصاء شامل لكل المباني في «الأحياء العتيقة» للمنطقة، والتي قد يشكّل عدد منها عنصر مفاجأة غير مستحبّة، كما هو الحال بالنسبة لحادث أول أمس الثلاثاء.
وتعرف عمالة «درب السلطان» بمقاطعتيها الفداء ومرس السلطان، ارتفاعا في عدد الدور المتداعية للسقوط،والتي أدت إلى تدهور النسيج العمراني في المنطقة والتسبب في مشاكل اقتصادية واجتماعية للقاطنين بها، فضلا عن تهديدها لأمن وسلامة القاطنين والمجاورين والمارة، إذ أن عددا ليس بالهيّن من المواطنين لايزالون يقطنون بمنازل شملتها قرارات بالهدم لكونهم لايتوفرون على إمكانيات مادية للبحث عن مكان آخر يكترونه، خاصة في ظل موجهة الغلاء التي تتسع رقعتها يوما عن يوم والتي ترخي بتبعاتها على المعيش اليومي للمغاربة. هذه الوضعية المقلقة والتي يُطرح بشأنها أكثر من علامة استفهام، يشجع على استمرارها كذلك ذلك طول أمد عملية إعادة الإسكان التي تمتد لسنوات، مما جعل هذا الملف يصبح بمثابة «شبح» يخيف المتضررين بسبب الهواجس التي يعيشونها كل يوم وليلة، خاصة بعد سقوط الأمطار، وجعل جماعة الدارالبيضاء بمنتخبيها ومسيريها، ومعها المقاطعات المعنية، «تعجز» عن إيجاد حلّ لهذه المعضلة، التي يعدّ «الموت» من بين التبعات الخطيرة التي قد تترتب عنها، لاسيما حين يقع الانهيار في ساعات متأخرة من الليل؟