واقع تم تسليط الضوء عليه في يوم دراسي بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتكوين والعلوم، كيوم عالمي للاحتفال باللغة العربية، مع تتويجها كلغة عمل. نظمت جمعية الأطباء للفحص بالصدى بتنسيق مع الجمعية المغربية للتواصل الصحي، يوم الأحد 17 دجنبر بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، يوما دراسيا حول الأمراض العصبية، تحت عنوان من الرعاش إلى مرض الباركنسون.
يوم دراسي، عرف تقديم عدة عروض ومداخلات، كما هو الحال بالنسبة لمداخلة الأستاذ الرافعي محمد عبده، رئيس قسم الأمراض العصبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، التي تمحورت حول موضوع «من الرعاش إلى مرض الباركنسون»، معرّفا في البداية بالرعاش، الذي وصفه بكونه حركة لا إرادية متواترة إلى حد ما، مبرزا أنواعه ويتعلّق الأمر بالرعاش الفيزيولوجي، وهو رعاش ناعم وسريع يصيب اليدين الممدودتين، وينجم عن القلق، التعب، أو الشدّة، أو بعض الاضطرابات الاستقلابية مثل الامتناع عن الكحول، أو مرض فرط الغدة الدرقية، أو استعمال بعض الأدوية مثل الكافيين أو متبطات الفوسفود ياستيراز أو منبهات بيتا الاردينالية. ثم هناك الرعاش الأساسي أو العائلي، وهو رعاش رقيق إلى خشن وبطيء، يصيب عادة اليدين، الرأس والصوت، حيث يظهر الرعاش في حديث الشخص المصاب، ويكون غالبا ثنائي الجانب، وهو يخف أو ينعدم أثناء الراحة، أخذا بعين الاعتبار أن يمكن للرأس أن يتأثر بهذا الرعاش، مما يؤدي إلى الترنج. والنوع الثالث يتعلّق بالرعاش الباركينسوني، وهو رعاش سكوني، يصيب خاصة الطرف العلوي، يتميز بكونه غير متكافئ، وينتهي مع الحركة وعند النوم، ويمكنه أن يصيب الفكين، الشفتين، اللسان، ولايصيب الرأس، ويصاحب بأعراض أخرى كالبطء الحركي والتصلب. ويعتبر الرعاش الأساسي أو العائلي الأكثر شيوعا، وهو يمثل 60 في المئة من الرعاشات.
ووقف المتدخل خلال عرضه كذلك، عند تشخيص الرعاش، مشددا على ضرورة التمييز بين الرعاش الفيزيولوجي والرعاش المرضي، مع تصنيفه حسب ظروف ظهوره عند المريض، واتباع عشرة خطوات متتالية، هي تحديد مكان الإصابة، تدقيق التأثير الوظيفى على المصاب، البحث عن أعراض عصبية مصاحبة، البحث على قائمة الأدوية التي يستعملها، تقرير التشخيص السببي، والبحث كذلك على العوامل المحفزة، مع اقتراح العلاج.
من جهته، الأستاذ السويرتي زهير، أستاذ جراحة الأمراض العصبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، قدّم مداخلة تحت عنوان «من التشنج إلى الصرع»، عرّف خلالها الصرع بكونه اختلال في النشاط الكهربائي للدماغ، مما ينجم عنه نوبات من الشحن الكهربائية الحادة والمفاجئة على مستوى قشرة المخ، مبرزا أن مرض الصرع يتم تشخيصه بناء على عدة أعراض سريرية حسب نوع الصرع، فقدان الوعي، التشنج الحركي، اضطرابات في الإدراك وفقدان السيطرة على المخارج، مشددا على أن الأعراض تختلف حسب حدة النوبة، إذ أن هناك النوبة العامة والجزئية، حسب المكان الذي تحدث فيه.
وأشار الأستاذ السويرتي، إلى أنه في المغرب هناك حوالي 300 ألف مريض بالصرع، 30 في المئة منهم هم من الأطفال، مؤكدا على أن الأطفال والأشخاص المسنين، هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وأوضح الأستاذ في جراحة الأعصاب، أن هناك عدة أنواع من النوبات، كما هو الحال بالنسبة للنوبات التوترية، والاهتزازية الغيابية …الخ، مبرزا أن النوبات الغيابية القصيرة تقع عدة مرات في اليوم، وتحدث نقصا في التركيز وتؤثر على المردودية الدراسية، مضيفا أن أسباب أمراض الصرع هي متعددة، ومن بينها العوامل الوراثية، أورام المخ، اختلالات تشكل قشرة المخ وغيرها.
واختتم هذا اللقاء، الأستاذ عبد الحكيم الأخضر، أستاذ في جراحة الأمراض العصبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، بمداخلة سلّط من خلالها الضوء على التجربة المغربية في جراحة مرض الباركنسون بواسطة التحفيز الدماغي العميق، وهي تقنية ترتكز على التجسيم، وقد أجريت أول عملية من هذا النوع في المغرب سنة 2007 بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وأشار الأستاذ الأخضر إلى أن الهدف من هذه الجراحة هو تحسين جودة الحياة عند المرضى وتقليص أعراض المرض، مؤكدا على أن الفريق الطبي بذل مجهودات جبارة لتفعيل هذه التقنية في بلادنا، حيث أصبحت هذه الجراحة مزاولة في أغلب المراكز الاستشفائية الجامعية بالمغرب، هذا في الوقت الذي ساعدت فيه التغطية الصحية «راميد» المرضى المعوزين من الاستفادة من هذا النوع من العمليات الذي يتطلب مصاريف باهظة.