35 لقاحا مرشحا للقضاء على وباء كورونا، تسعة منها دخل المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب

11

ذكرت المنظمة العالمية للصحة في ندوة صحافية عقدتها أول أمس الأربعاء أن هناك 35 “لقاحا مرشحا ” ضد وباء كورونا يخضع للتجارب السريرية على الإنسان في أنحاء العالم، في سباق ضد الساعة للانتصار على أكبر تحد صحي تواجهه البشرية منذ حوالي مائة سنة.
ومن بين هذه اللقاحات ال”35″ ذكرت المنظمة العالمية للصحة أن تسعة منها توجد حاليا في المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي مرحلة تقييم مدى فعالية اللقاح وقدرته على تجنيب الإنسان العدوى، وخلال هذه المرحلة يتم تجريب اللقاح على آلاف المتطوعين قبل الإعلان عن صلاحيته، غير أن المنظمة تستبعد حملة تلقيح شاملة قبل منتصف العام المقبل.
ففي الصين، حيث ظهر الوباء أول مرة، يسعى هذا البلد ليكون الأول الذي يتوصل إلى لقاح فعال، حيث تعلق الآمال على التجارب التي تجريها شركتا ” سينوفاك بايوتك” و”سينوفارم” اللتين قدمتا مشاريعهما في معرض بكين التجاري الأسبوع الماضي، ويأمل صناع اللقاحات الحصول على موافقة السلطات الصحية بعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب، أواخر السنة الجارية.
وهناك بعثة علمية صينية مؤلفة من حوالى ثلاثين شخصا مكلفة بتنسيق مشروع مجموعة “سينوفارم” الصينية التي لا يتوقع أن تصدر نتائج تجاربها قبل شهر دجنبر القادم، وحسب شركة “سينوفارم” فمن المتوقع أن تستمر الأجسام المضادة التي يوفرها لقاحها، ما بين سنة وثلاث سنوات، رغم أن النتيجة النهائية لن تُعرف إلا بعد انتهاء التجارب التي تجريها.
أما في الولايات المتحدة، البلد الذي يسجل أكبر عدد من الإصابات في العالم، وحيث يتداخل السباق العلمي مع التموجات السياسية، على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية، فهناك مجموعتان،”فايزر” و”مودرنا” تجريان اختبارا لتقنية لم يتم إثباتها بعد، إذ أنه وخلال تجارب المرحلتين الأولى و/أو الثانية على عشرات المتطوعين، أثار اللقاحان استجابة مناعية لكن ذلك لا يضمن أنهما سيحميان من العدوى، وتأمل المجموعتان في أن يتم التوصل إلى نتائج في نهاية السنة الجارية أو مطلع السنة القادمة، حيث تم الشروع في إنتاج ملايين الجرعات مسبقا في حال كانت نتائجهما فعالة.
بالموازاة مع ذلك، شرعت السلطات الروسية في لقاح “سبوتنيك-في” على أربعين ألف شخص من سكان العاصمة موسكو، في المرحلة الأخيرة من التجارب على هذا اللقاح الذي تم الإعلان عنه في شهر غشت الماضي، وخصصت له دعاية إعلامية كبيرة، إلا أن ذلك أثار شكوك بعض الدول حيث أنه تم الإعلان عنه قبل انتهاء المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب.
كما تجري تجارب أخرى على بعض اللقاحات في عدد من الدول، التي تسابق بدورها لحجز نصيب لها من هذه اللقاحات حال التوصل إليها.
وإذا كانت هذه الأنباء تعطي بصيصا من الأمل للتغلب على الوباء في الأشهر القادمة، إلا أن أنباء أخرى تثير الشكوك، حيث أعلنت مجموعة “آسترازينيكا” للصناعات الدوائية، الثلاثاء الماضي، تعليق التجارب السريرية التي تجريها حول العالم على لقاح تجريبي، بعد إصابة أحد المشاركين في هذه التجارب بـ”مرض محتمل غير مبرر.”
وقالت المجموعة، وهي الشريك الصناعي لجامعة أكسفورد البريطانية، إنه “في إطار التجارب السريرية العشوائية العالمية للقاح أوكسفورد المضاد لفيروس كورونا، تم تفعيل عملية التقييم القياسية لدينا وعلقنا طواعية عمليات التلقيح للسماح بإجراء عملية مراجعة لبيانات السلامة من قبل لجنة مستقلة”.
وعلقت آمال كبيرة على لقاح الشركة، حيث اعتبر من أكثر المشاريع الغربية تقدما، وجرى اختباره على عشرات آلاف المتطوعين في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وذلك في إطار المرحلة الثالثة والنهائية من التجارب السريرية الرامية للتحقق من سلامة اللقاح وفعاليته.
وأوضحت الشركة أن تعليقها للتجارب السريرية ” إجراء روتيني” ضروري اتخاذه مع ظهور مرض محتمل غير مبرر في إحدى التجارب.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 11/09/2020