4 فبراير… المكتب السياسي بقيادة الكاتب الأول في «لعيون عينيا»

إن المملكة المغربية اشتغلت وتشتغل على الأرض بكل الجد المطلوب. إن الأقاليم الجنوبية اليوم تشهد بالقائم من الإنجازات على مستوى التنمية البشرية والمجالية، طرق مشيدة أو في طريق التشييد، بنيات تحتية بمواصفات عالية، تنظيم إداري ومؤسساتي، حياة سياسية ومدنية نشطة ربما أكثر مما يوجد في بعض الأقاليم المغربية الأخرى، حياة واضحة للعيان من الأمن والاستقرار، منجزات متواصلة في كل المجالات، هذه هي الأقاليم الجنوبية اليوم .
على الصعيد الدبلوماسي أصبحت الأقاليم الجنوبية تحتضن قنصليات إفريقية وعربية، أصبحت أيضا وجهة مفضلة لمنتديات دولية ووجهة سياحية ورياضية، كل هذا يأتي بتضحيات المغاربة، إدارة وشعبا، وبتضحيات أبناء الأقاليم الجنوبية بالتحديد.
هذه هي الأقاليم الجنوبية اليوم، التي سيشد الرحال إليها الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرفوقا بأعضاء المكتب السياسي، ليقبل تراب أرض الأقاليم الجنوبية الطاهر والمقدس…
المسيرة متواصلة، انخراط قائد الاتحاد الاشتراكي في تجذير قيم الوطنية والانتماء المغربي، من مدينة العيون «عينيا»، رحلة قائد مناضل، مواطن ووطني، سجل إنه مغربي، سجل إنه صحراوي، مغربي أصيل …
إن قرار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي عقد اجتماع المكتب السياسي في صحرائنا العزيزة هو قرار رسائل ورموز، فقضية صحرائنا المغربية قضية وجود، الدفاع عن الوحدة الترابية الوطنية أولوية الأولويات بالنسبة لحزب وطني كالاتحاد الاشتراكي، وإدريس لشكر اليوم يجذر نهج الوطنيين المقاومين، نهج الاتحاديين الذين ناضلوا من أجل التحرير والديموقراطية…
تجمع جماهيري بالعيون، لقاءات مع أهالي صحرائنا، مع أعيانها، مع منتخبيها، مع مناضليها ومناضلاتها. إنه الدرس، إنها الرسالة، نحن هنا صحراويون مغاربة محبون ومتشبثون بالوطن، بالمغرب، ومحبون ومتشبثون بجلالة الملك محمد السادس رمز الوحدة والسيادة، ملك البلاد وأمير المؤمنين…
إن روح المسيرة الخضراء، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني، ستبقى مستمرة ومتواصلة إلى اليوم وباقي الأيام القادمة والأبدية، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة والحكامة والتنمية المستدامة، وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها وبنمائها وبازدهارها…
تكتسي حاضرة العيون لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات، أهمية خاصة، لكرم أهاليها التميز كله، لملامح سكانها عنوان الوطن كله، ولبهجة الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام، لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يحبون العيون ومستعدون للتضحية حبا للصحراء المغربية…
للعيون في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا …
لأقاليمنا الجنوبية كل دعوات السير في طريق النمو والتنمية التي تعني كل الحياة….
وللوطنية حضور موشوم في عقل ووجدان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر، من هنا نفهم عزمه على عقد اجتماع المكتب السياسي بالعيون العزيزة…
الاتحاد الاشتراكي في النشأة والتأسيس، في السير والمسار، حزب وطني، رقم أساسي في ثورة الملك والشعب، ثورة التلاحم العضوي المتين بين الملك والشعب، ثورة ثابتة من حيث المبدأ ومتغيرة من حيث المهام بتغير الشروط التاريخية، التحولات المجتمعية والأسئلة الكونية…
الاتحاد الاشتراكي اليوم، كما بالأمس والغد وغد الغد، يضع المصالح الحزبية بين قوسين مغلقين، ويتفرغ للمهمة الوجودية والمعركة المصيرية: الدفاع عن الوطن، الدفاع عن المواطن، الدفاع عن الإنسان، الدفاع عن الحق في الوجود والحياة، هكذا تكلم جلالة الملك، تناغم حزب وطني مع ملك وطني، رمز السيادة والوجود، من محمد الخامس والحسن الثاني إلى محمد السادس، الاتحاد الاشتراكي منخرط وفاعل في ثورة الملك والشعب، إنه حزب وطني وليس كائنا انتخابيا… الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ذ.إدريس لشكر وفي للمبدأ والتاريخ …
الوطن أولا، الوطن أولا، الوطن أولا، وطن بمواطن واع ومسؤول، سليم ومعافى، والبقية تفاصيل. نبني البلد مع ملك البلاد، ومع الحقيقيين الذين يؤمنون بالبلد، إن الانتماء الأول والأخير هو للوطن..
نقولها بالصوت المغربي الواحد، لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء إلا للمغرب. وهذه لوحدها تكفينا، اليوم، وغدا وفي باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام … لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن، والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ… منذ قديم القديم نقولها: هذا البلد سيعبر إلى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد آلاف المرات، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء… الصحراء مغربية، أغنية يتغنى بها المغاربة والمغربيات، يعزفون لحن الحياة، يعزفون لحن الخلود، ويتغردون بكلمات ليست كالكلمات، شربناك بالنخب حتى الثمل، فارتوى عقلنا بالانتماء، وارتوى قلبنا بالحب..
حبيبتنا صحراؤنا يا كينونتنا، أردناك آمنة مطمئنة، أردناك نامية متقدمة، أردناك خالدة، جنون عشقك دواء لكل مغربي وضمير لكل مغربية، امنحي لنا جناحا نطير به نحو التفوق، نحو الأزل…
حبيبتنا صحراؤنا يا هويتنا، سنزرعك في كل الحكم، بذرة في القلب والوجدان، عملاقة ترفرفين إلى الشموخ، إلى الخلود، عالية ومتعالية على الانفصاليين، على المرتزقة، على الخونة، على دمى الجزائر، لا مكان فيك للخيانة، لا مكان فيك لانفصاليي الخارج والداخل، لا مكان فيك « للنهش»، للنهج اللاوطني، أعداء الوطن، أعداء الشعب المغربي، الصحراء مغربية… حبيبتنا صحراؤنا يا وطننا، تبقين غالية وشمس كل أمل ،نحبك، نحب المغرب، نحب الوطن …(منبت الأحرار مشرق الأنوار).
في كل مرة يثار نزاع الصحراء يجعله المغاربة أولويتهم ولو كانت قضاياهم الأخرى ضاغطة عليهم … شكرا جلالة الملك، شكرا القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، تحية للشجعان، تحية للقوات المسلحة الملكية، تحية للشعب المغربي الوطني، ثورة الملك والشعب مستمرة ومتجددة وروح المسيرة الخضراء متواصلة، الصحراء مغربية…
شكرا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي أنصتت لصوت العقل والحكمة، أنصفتنا بحكم التاريخ والجغرافيا، شكرا لها …اعترفت عن حق بمغربية صحرائنا، فتحت قنصلياتها بأرض صحرائنا الحبيبة، تحية للدول العربية والإفريقية التي وقفت سدا في وجه الانفصاليين والقراصنة، تحية للكبار، تحية للولايات المتحدة….
الوطن أولا وأولا وأولا…
عاش المغرب …
عاشت الصحراء المغربية….
عاش الاتحاد الاشتراكي.

 


الكاتب : عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 02/02/2023