هل يعود الفريق الوطني بلقبه الإفريقي الثاني؟
بحلول شهر يناير 2022، موعد إجراء نهائيات أمم إفريقيا بالكاميرون، تكون قد مرت 50 سنة على أول مشاركة مغربية في هذا الموعد القاري، والذي احتضنه نفس البلد سنة 1972، حيث ستكون المشاركة الوطنية المقبلة هي 18 في سجل الحضور المغربي بالنهائيات القارية.
فبعد غياب عن ثماني دورات، وخلال 17 مرة التي ظهر فيها المنتخب الوطني بالاستحقاقات القارية، كانت الحصيلة متواضعة، ولم تكن في مستوى تشريف تاريخ وأمجاد الرياضة المغربية، حيث اكتفى بكأس يتيمة تعود لسنة 1976بإتيوبيا، كان وراءها لاعبون يمارسون بالبطولة الوطنية الهاوية آنذاك. لقب انتزع في ظروف غير مواتية تماما وعلى كل الأصعدة.
أما المشاركات الأخرى فأهم ما بلغه الفريق فيها هو نهاية 2004 بتونس، حيث انهزم أمام نسور قرطاج، والباقي توزع على نصف النهاية سنوات 1980بنيجيريا، 1986بمصر، 1988بالمغرب، حيث لم يستغل عامل الاستضافة والجمهور وخرج على يد الكاميرون الذي فاز باللقب، كما خرج من دور الربع سنتي 1998ببوركينا فاسو، و2017 بالغابون، ومن دور الثمن بمصر 2019، بينما أقصي في الدور الأول سنة 1972بالقرعة، بعدما تساوى مع الكونغو في عدد النقط، 1978بغانا، 1992بالسينغال، 2000بغانا – نيجيريا، 2002بمالي، 2006 بمصر، 2008بغانا، 2012 بالغابون – غينيا الاستوائية، و 2013 بجنوب إفريقيا.وغاب عن النهائيات سنوات 1974بمصر، 1982بليبيا، 1984بالكوت ديفوار، 1990 بالجزائر، 1994بتونس، 1996 بجنوب إفريقيا، 2010بأنغولا، و2015، حيث كان المغرب سينظم الدورة، إلا أن انتشار فيروس إيبولا جعله يطلب التأجيل ولما لم تتم الاستجابة لطلبه، تم نقل الملتقى إلى غينيا الاستوائية من دون حضوره.
وهناك خاصية بالنسبة للفريق الوطني في العديد من المحطات، حيث كان يظهر بوجه جيد في الإقصائيات، لكنه يقصى في الدور الأول، كما أنه يظهر بمظهر القوة في هذا الدور ويتأهل، لكنه يخرج من الدور الموالي. فبالنسبة للحالة الأولى، نجد أنه خلال الإقصائيات المؤدية لدورة الغابون وغينيا الاستوائية 2012، خاض الفريق6 لقاءات، فاز في 3 وتعادل مرتين، مقابل هزيمة واحدة، كانت بعنابة أمام المنتخب الجزائري بـ 0 – 1، في حين انتهى لقاء العودة بمراكش بفوز مغربي عريض على أشبال بنشيخة 0 – 4، في مواجهة تاريخية يوم 4 يونيو 2011. وفي النهائيات انهزم في اللقاءين الأولين، ليقصى قبل إجراء اللقاء الثالث الدي فاز فيه على النيجر بـ 0 – 1.
وفي إقصائيات مصر 2019، خاض 6 لقاءات، فاز في 3 مقابل تعادلين وهزيمة بالكامرون، وبأرض الكنانة فاز في الدور الأول على كل منافسيه (ناميبيا، الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا، لكنه في دور الثمن وضد كل التوقعات انهزم أمام البنين غير مصنف ضمن الأقوياء، رغم أن أشبال رونار كانوا الأقرب للفوز بعدما أضاع زياش ضربة جزاء خلال الوقت المضاف، وكان التعثر بعد الاحتكام لضربات الجزاء. وها هو من جديد يتألق خلال إقصائيات الكاميرون 2021، بتحقيق 4 انتصارات، وتعادلين، ليسود الترقب حول المظهر الذي سيظهر المنتخب ببلد أحمادو أحيدجو وروجي ميلا، فهل ينتزع اللقب الثاني الذي طال انتظاره، ويزكي إنجاز الفريق الوطني للمحليين بنفس البلد في فبراير 2021؟
للإشارة، مند أول حضور مغربي بالكاميرون كان عدد المنتخبات المشاركة 8، وفي سنة 1992بالسينغال تم رفع العدد إلى 12، وفي دورة بوركينا فاسو 1998 ارتفع إلى 16، وفي مصر 2019 شارك 24منتخب، ولأول مرة ينظم هذا الملتقى آنذاك في فصل الصيف.