صدم تقرير مكتب الدراسات المكلف بتتبع إعادة تأهيل حديقة الحيوانات بعين السبع، المسؤولين المحليين بالدار البيضاء حينما قرروا زيارة المشروع تهييئا لافتتاح الحديقة أمام العموم في شهر يونيو المقبل.
فبحسب التقرير، الذي واكب أشغال شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، وهي الشركة التي تكلفت بإنجاز أشغال التأهيل الذي يدخل ضمن البرنامج التنموي للدار البيضاء 2020/2015، فإن الأشغال المنجزة لم تستجب لشروط الإنجاز ولم تحترم المعايير الدولية لإنجاز مثل هذه الحدائق، وهو ما يلزم جماعة الدار البيضاء للأسف بتهييئ اعتمادات مالية إضافية لتدارك أخطاء الشركة!
أكثر من هذا، أن هذه الإصلاحات إن تمت الموافقة عليها من طرف المجلس، فإنها ستتطلب أكثر من ستة أشهر من الأشغال المتواصلة، وهي الأشغال التي تهم جميع الميادين من بناء وأشغال نجارة الحديد بحوالي مليون و 500 ألف درهم، وأشغال الحفر والبناء، بما قيمته مليون درهم، وتوفير التجهيزات البيطرية بقيمة مليون و700 ألف درهم، إضافة إلى تجهيز مرابد التربية الحيوانية بقيمة مليون درهم، يضاف إليها الوسائل اللوجستيكية للعمل وإنقاذ الحيوانات في حال وقعت حوادث، بقيمة 4 ملايين درهم، دون أن ننسى عملية التشوير داخل الحديقة، والتي تبلغ 500 ألف درهم، هذا فيما يهم الأخطاء التي خلفتها شركة الدار البيضاء للتهيئة، كما سجل التقرير تخاذل جماعة الدار البيضاء في تتبع أشغال الشركة.
وعلى صعيد آخر، سجل التقرير انعدام رؤية لدى المجلس في التعامل مع عملية اقتناء الحيوانات، سواء عن طريق الهبة أو عن طريق الشراء، وهي العملية التي تتطلب توفير مبلغ لا يقل عن 25 مليون درهم، بالإضافة إلى واجبات الجمرك والوثائق الإدارية بقيمة 15 مليون درهم.
مكتب الدراسات لم يتوقف ها هنا، بل أضاف أن الجماعة الحضرية للدار البيضاء لا تتوفر على رؤية لتسيير هذا المرفق، وكذا التجهيزات الخاصة المتواجدة به كالمقاهي والمطاعم والتي تصل تقديراته بخصوصها إلى 3 ملايين و 400ألف درهم.
لتكون محصلة الخصاص التي سجلها التقرير هي 56 مليون درهم، أصبح على الجماعة توفيرها لافتتاح هذا المرفق الذي أقفل لما لا يقل عن سبع سنوات من أجل الإصلاح لكن الإصلاح لم يظهر له أثر. يذكر أن البرنامج التنموي كان قد خصص لإعادة تأهيل الحديقة مبلغ 12 مليار سنتيم، وأظهرت الإنجازات أن الصرف حول الإصلاح تعدى المبلغ إلى ما يقارب 20 مليارا، واليوم الجماعة مطالبة بإضافة ستة ملايير أخرى، مع تمديد المدة المحددة للافتتاح.