كشفت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط عن حصيلة أنشطتها لسنة 2024، مبرزة تعبئة واسعة حول مشاريع ميدانية متعددة غطت مجالات التعليم، البحث العلمي، التمكين الاقتصادي، الإدماج الاجتماعي، والمواكبة البيئية، داخل المغرب وخارجه. التقرير السنوي للمؤسسة أفاد بان 89.446 شخصا استفادوا بشكل مباشر من تدخلات المؤسسة خلال السنة الماضية، من بينهم 48.784 امرأة، اي بنسبة تفوق 54 بالمئة.
في قطاع التعليم، بلغ عدد المستفيدين من برامج المؤسسة 75.234 تلميذا وطالبا، 54 بالمئة منهم من الإناث. وجرى دعم 27 مركزا عموميا للأقسام التحضيرية، وتزويدها بمختبرات لغوية وتجهيزات رقمية، كما تم تسجيل 9400 طالب ضمن برنامج «PrepaDigitale»، الذي وفر أزيد من 2500 كبسولة تعليمية رقمية. وتم في الإطار ذاته دعم التمدرس لفائدة 1406 تلميذ عبر تعبئة 21 اطارا بيداغوجيا.
وفي إطار شراكتها مع مؤسسة ابن رشد، قدمت المؤسسة 4052 منحة دراسية، استفادت منها نسبة 59 بالمئة من الطالبات، موزعة بين طلبة مغاربة وآخرين من إفريقيا جنوب الصحراء، لتمكينهم من متابعة دراساتهم في مؤسسات جامعية مرموقة داخل المغرب وخارجه.
أما في مجال التمكين الاقتصادي، فقد تم تأطير ومواكبة 600 تعاونية في 12 جهة بالمغرب، ضمن برنامج «مرافقة»، بينما شكلت النساء نسبة 71 بالمئة من المستفيدين من الدعم المباشر للمبادرات الاقتصادية والاجتماعية. وقد تم تنظيم مسابقات لدعم المشاريع التعاونية، من ضمنها «Prix Generation Solidaires» الذي توج 12 مشروعا شابا، وجائزة «لالة المتعاونة» التي كرمت تعاونيات نسائية مبتكرة.
وبخصوص دعم الادماج الاجتماعي، أشار التقرير الى أن 52 مساعدا اجتماعيا تم تكوينهم لمرافقة 52 طفلا في وضعية إعاقة. كما استفاد 120 طفلا من ذوي متلازمة داون من التمدرس والمواكبة التربوية، وجرى دعم 74 طفلا من ذوي الإعاقة الذهنية، و50 طفلا يعانون من ضعف السمع، بينهم 18 طفلا من إفريقيا جنوب الصحراء، تم تزويدهم بزراعات قوقعية ومواكبة طبية وتربوية متخصصة.
وفي المجال الصحي، استفاد 100 طفل من أسر معوزة مصابين بداء السكري من برامج المتابعة الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، فيما استفاد 50 شخصا حاملا لفيروس نقص المناعة المكتسبة من خدمات مرافقة طبية واجتماعية دائمة.
أما على مستوى البحث العلمي، فقد مولت المؤسسة 153 مشروعا للبحث والتطوير، انخرط فيها 612 باحثا، 48 بالمئة منهم نساء. كما أطلقت المؤسسة، بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، 21 صندوقا موضوعاتيا لدعم البحث في مجالات حيوية، منها الصحة العامة، الطاقة النووية، النباتات الطبية، الامن الغذائي، واللوجستيك المستدام. كما تم تنظيم 23 لجنة علمية لتقييم المشاريع، بمشاركة 125 خبيرا من داخل المغرب وخارجه.
وفي ما يخص البيئة، ساهمت المؤسسة في إعادة تشجير 590 هكتارا من الأراضي، وأطلقت عمليات تشخيص وإعادة تأهيل للمناطق المتضررة بيئيا. وتم خلال سنة 2024 تعزيز الدعم لمشاريع الحفاظ على التنوع البيولوجي وإدماج الممارسات الزراعية المستدامة في عدة مناطق.
وشملت أنشطة المؤسسة خلال العام دولا إفريقية من بينها السنغال، زيمبابوي، مالاوي، الغابون وغينيا، عبر تقديم معدات فلاحية وطبية وتربوية، وتنفيذ مشاريع تنموية موجهة أساسا للتعاونيات النسائية والمزارعين الصغار.
كما شاركت المؤسسة في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف حول مكافحة التصحر (COP16)، وقدمت خلالها حصيلة تدخلاتها في مجال مكافحة التدهور البيئي، في سياق التزاماتها بأهداف التنمية المستدامة.
وتظهر هذه الارقام، وفق التقرير، اتساع نطاق تدخلات المؤسسة وتنوع محاورها، في تقاطع مع اولويات السياسات العمومية المغربية، مع تركيز واضح على تقليص الفوارق، وتعزيز الادماج، والاستثمار في الراسمال البشري.
هكذا، وبهاجس التنمية العادلة والمستدامة، واصلت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط خلال سنة 2024 رسم ملامح تجربة إنسانية وتنموية متفردة، جعلت من الفعل الاجتماعي رافعة استراتيجية لإعادة تشكيل علاقة الفاعل الاقتصادي بمجتمعه وبيئته. سنة أخرى من البذل والعمل امتدت على رقعة جغرافية شاسعة، داخل المغرب وخارجه، حاملة معها مقاربات جديدة ومبادرات مبتكرة، تؤسس لتحول نوعي في الفعل التنموي المؤسساتي، قائم على الإنصات، التمكين، والقيادة الخادمة للإنسان.