63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب : في‮ ‬المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب‮:‬ عبد الرحيم العلام رئيسا للاتحاد

مصير الاتحاد بعد المؤتمر ؟

أجمعت التدخلات والتشخيصات، في مراحل النقاش خلال المؤتمر 18 للاتحاد، على إدانة المكتب السابق ومدبريه مجتمعين، لكن تطورات وقائعه انتهت بانتخاب عبد الرحيم العلام رئيسا بعد أن كان نائبا للرئيس عقار في المرحلة السابقة، وذلك بعد نقاش متوتر عموما نجح العلام في امتصاص توتراته والرد على النقط الخلافية
وقد شهد هذا المؤتمر لحظات توتر واحتقان كان يخفف من وطأتها بعض اللحظات الاحتفائية كحفل تكريم الرواد
الذي شهده مسرح محمد الخامس وتم فيه تكريم الرواد الذين كانوا قد أسسوا الاتحاد، قبل خمسين سنة، سنة 1961، الأساتذة: محمد الصباغ وعبد الكريم غلاب وعز الدين الحبابي، وعبد الجبار السحيمي ومحمد برادة، والعربي المساري، ومبارك ربيع وسلمت الدروع التكريمية للاساتذة من وزراء التعليم والاتصال والثقافة مصطفى الخلفي

علاقة السياسي‮ ‬والثقافي‮ :‬

من النقط التي‮ ‬أثيرت بكثافة خلال المؤتمر 18، العلاقة بين السياسي‮ ‬والثقافي‮ ‬وإذا ما كان من علاقة عضوية بينهما.‮ ‬وقد تفرق الكتاب بخصوصها، بين أولئك الذين‮ ‬يرون أن السياسي‮ ‬امتداد للمثقف والعكس،‮ ‬وأولئك الذين‮ ‬يرون بضرورة الفصل الحاد بينهما‮. ‬ويبدو أن الكفة رجحت أخيرا تجاه الفئة الثانية‮.‬

جواهري‮ ‬ينقذ المؤتمر

لم يكن رجوح كفة العلام بالأمر المفاجئ هو الذي لم يكن يغادر مقعده طيلة يومي المؤتمر إلا لما أعطى لحظة نهاية ولايته للاديب عبد الرفيع الجواهري الذي ترأس جلسة التعديل في القانون الاساسي والانتخابات ليسترده بعد ساعات وهو رئيس غير مطعون في رئاسته.
وكان عدد كبير من أعضاء الاتحاد قد وجهوا للرئيس العلام والمكتب التنفيذي السابق اتهامات، مبطنة أحيانا ومباشرة في أخرى، بالارتهان لجمعية منتدى أصيلة ولرئيسها وأموال الخليج،‮ ‬والاستفراد في‮ ‬القرار وديكتاتوريته‮… ‬ في وقت ‬ انسحب المكتب التنفيذي‮ (‬إلا واحدا‮)‬،‮ وتبريرهم ذلك بأنهم لم‮ ‬يشاركوا في‮ ‬صياغة التقريرين المالي‮ ‬والأدبي،‮ ‬وأنهم لم‮ ‬يعلموا به أساسا‮…. ‬فكان أن أخلوا المكان ‬للعلام،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يرد بالابتسامة حينا،‮ ‬والإرهاق حينا،‮ ‬وبكثير من عبارات الشكر والمجاملة‮.‬

مرشحون متعددون
ومشروع وحيد‮
الوحيد الذي‮ ‬كان قد قدم ورقة مفصلة عن ترشيحه،‮ ‬هو العلام نفسه، وهو في الواقع كان قدم ورقتين ورقة قبل مدة عنوانها لماذا لن أترشح، وورقة مناقضة عنونها بماذا سأترشح ووعد فيها الكتاب بالبحث عن موارد مادية أكبر للاتحاد، إن جعلوه رئيسا، وهو ما استجابوا له خصوصا مع عدم وجود ترشيحات مهياة قبليا بالطريقة الكافية.

كوطا نسائية !

خوفا من تجربة المكتب السابق، الذي لم تستطع أية كاتبة بلوغه على الإطلاق، خاضت الكاتبات خلال المؤتمر نقاشا حادا خاصة الشاعرة ليلى الشافعي من أجل فرض الكوطا على الأدباء والكتاب، من أجل التصويت على لائحة موازية للنساء قوامها 30 بالمائة من أعضاء المكتب التنفيذي، ما أفرز أربع كاتبات من اصل 11 كاتباوهو العدد الذي عدل بعد أن كان في الدورة السابقة بتسعة أعضاء.
يلاحظ المتتبع أن المعارضة داخل المكتب الذي اختير تبقى محصورة ومحدودة، وهو الأمر الذي يعني أن أغلب أعضائه من الأحد عشر سيمكنونه من العمل كما يريد، بعكس المرحلة السابقة، التي كانت قد عرفت تمايزات حادة داخل المكتب لعلها كانت السبب في إفشال تجربته.
هكذا ضم المكتب التنفيذي الى جانب الصحفي الأديب سعيد كوبريت كلا من: ليلى الشافعي، فاطمة الزهراء بنيس وأمينة المريني ووداد بنموسي وعبد الدين حمروش، ومصطفى لغتيري ويحيى عمارة وعبد المجيد شكير وإدریس الملياني.

مصير الاتحاد بعد المؤتمر ؟

أبدى عدد من الكتاب، لحظة انتهاء المؤتمر وتشكيل المكتب التنفيذي، تخوفهم من التحديات الكبيرة التي تتهدد الاتحاد، منها علاقته بالسلطة السياسية وباقي المتدخلين الداعمين وتركيزه على الرسميات دون المضامين، وانقسامه بدرجة تؤدي إلى ضعفه والبحث عن البدائل عنه، وقدرته على التعاون مع البدائل، واهتمامه وتكيفه مع المتغيرات، وهي التخوفات التي تبدّت صحتها ووجاهتها مع مرور السنوات، بعد فشل القيادة الجديدة للاتحاد في الإجابة عن أسئلة المغرب الثقافي الراهنة، والمتحولة بسرعة بعد عدد من المتغيرات التي طرأت على المشهد الثقافي وطنيا ودوليا، كما تبدت من خلال مصير هذه المؤسسة التي تقف اليوم على حافة الانهيار بعد الفشل الذريع في عقد مؤتمرها 19 الى اليوم، وعجزها عن تدبير الاختلاف وصياغة توافقات من شأنها أن تجنب هذه المؤسسة الثقافية العريقة طريق المجهول.


بتاريخ : 17/05/2023