63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب» 10 : سلاسة تنظيمية وانخراط في أسئلة الواقع

 

1- مؤتمر في سياق وطني ودولي متوتر

مواكبة منها للأحداث الثقافية الكبرى، خصصت جريدة «الاتحتد الاشتراكي» عمودها «حديث المحرر» ليوم 13-14نونبر 1983 لحدث انعقاد المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب لإبراز السياقات الوطنيةوالدولية التي ينعقد في إطارها، وطرح الإشكالات الكبرى التي تنتجها هذه السياقات في إطار مرجعي جامع تَنْظمُه مبادئ الحرية الرأي والتعبير والإبداع، وهي المبادئ التي آمن الاتحاد دوما بأنها السبيل الوحيد للانخراط الجدي للمثقفين في مسارات المجتمع الانتقالية نحو الديمقراطية ومجتمع الحقوق الذي لا يمكن أن يزدهر الإبداع إلا في ظله.
وقد اعتبر العمود أن المؤتمر الثامن للاتحاد كتاب المغرب حدث ذو أهمية كبرى سواء على المستوى الوطني أو العربي، لأن «اتحاد كتاب المغرب، على عكس الكثير من الاتحادات العربية، منظمة مستقلة عن الحكومة، وتجمع بين صفوفها كتابا متعددي المشارب المذهبية والفكرية. هذه التعددية والممارسة الديمقراطية التي تنتج عنها، جعلت اتحاد كتاب المغرب، يلعب دورا أساسيا على الصعيد العربي ويطرح بممارساته وتوجهاته،إشكالية الديمقراطية سواء بالنسبة للمجتمع العربي أو بالنسبة لتعامل الحكومات العربية مع المثقفين والكتاب العرب، باعتبار أن الازدهار الثقافي وتطور الابداع والإنتاج الفكري والأدبي والعلمي، لا يمكن انطلاقهما إلا في مناخ سليم تسوده العلاقات الديمقراطية، وتصان فيه مبادئ حرية الرأي والتعبير والإبداع وترفع فيه مختلف الحواجز حتى يتمكن الكاتب من جهة، من الغوص في المجتمع ليعيش تناقضاته وتحولاته وهواجسه ومعاناته وتطوره. ومن جهة أخرى ليتمكن من القيام بدوره المؤثر والفاعل، في مسلسل تطوير المجتمع، فكريا وسياسيا واقتصاديا، وحضاريا».
كما أبرز العمود أهمية أهمية الساياقات الوطنية والدولية الذي انعقد فيه المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب. «فعلى المستوى العربي، تواجه قضية فلسطين أخطر مؤامرة لمحاولة تصفية منظمة التحرير، ويتسم الوضع الاجتماعي والسياسي والعربي بالتردي والتقهقر والتناقض، الشيء الذي يشجع أعداء الشعوب العربية على الاستمرار في مخططاتهم الهادفة إلى الهيمنة على المنطقة، والتوسع على حساب المصالح العربية، وتعاني الديمقراطية في البلدان العربية من أزمة تتعمق يوما بعد يوم، بالاستمرار في انتهاك حقوق الإنسان وغياب حرية الرأي والتعبير. والتضيق من حرية الفكر والإبداع».
ومما يؤكد انصهار الاتحاد في قضايا مجتمعه خاصة في الشق الديمقراطي والحقوقي والوحدوي الذي يتعلق بقضية الوحدة الترابية، تأكيد كاتب العمود على أن «بلادنا في مفترق الطرق، حيث تدهورت بشكل خطير الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتعقدت قضية الصحراء المغربية، حيث وصلت إلى الباب المسدود، في الوقت الذي يزداد فيه خصومنا تعنتا وبحثا عن استسلام بلادنا. ومن جهة أخرى، فإن المغرب مقبل على امتحان جديد في ما يتعلق بالقضية الديمقراطية، فالطريق التي سوف تأخذها بلادنا في هذا الظرف ستتحدد، على ضوء ما إذا كنا مقبلين على مواجهة التحديات بأكثر ما يمكن من النجاح والفوز أم لا.
هذه الانشغالات المجتمعية التي شكلت هاجسا في كل مؤتمرات الاتحاد السابقة هي التي تغيب اليوم عن أجندة هذه المؤسسة، وهو ما عبر العمود ، وعيا بالأدوار الطليلعية التي يمكن للاتحاد أن يلعبها، بالقول: «إن لمؤتمر اتحاد كتاب المغرب ما يقوله في كل هذه القضايا، وعلى المواقف التي ستصدر عن المؤتمر أن تكون منسجمة مع ما ينتظره الرأي العام.

2 – سلاسة تنظيمية
ضمنت الاستمرارية

وبنفس السلاسة التنظيمية التي ظل الاتحاد محافظا عليها خلال مسيرته، أنهى المؤتمر الثامن الاتحاد كتاب المغرب أشغاله 15 نونبر 1983، بانتخاب المكتب المركزي الجديد. وكان المؤتمر قد افتتح أشغاله بكلمة الأستاذ مبارك ربيع الذي رحب بالمؤتمرين وبالوفود الحاضرة، وفي طليعتها ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بالرباط، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب علي عقلة عرسان اللذين تناولا الكلمة في الجلسة الافتتاحية، وممثلو الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنيةالتقدمية.
وبعد مناقشة التقريرين الأدبي والمالي اللذين تمت المصادقة عليهما بالإجماع بعد نقاش مستفيض، قدم المكتب المركزى استقالته، وتم انتخاب مكتب مسير، وتقديم تقارير اللجان التي تمت المصادقة عليها من طرف المؤتمرين بعد إدخال بعض التعديلات عليها، لينتخب المؤتمر المكتب المركزي الجديد الذي تشكل من :
– أحمد اليابوري (رئيسا)
– أحمد المسيح
– ادريس الناقوري
– مبارك ربيع
– ادريس الملياني
عبد الجبار السحيمي
سعيد يقطين

3 – قالوا عن المؤتمر الثامن للاتحاد:

شهادات بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب

أثناء انعقاد المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب يومي السبت والأحد 12 نونبر 1983،استقى «المحرر الثقافي»، مجموعة من آراء الكتاب والأدباء عبر سؤال مفتوح حول الانطباعات التي ارتسمت لديهم عن المؤتمر، فكانت هذه الحصيلة من الانطباعات التي تصلح لأن تكون مادة تستخلص منها نتائج ودلالات.
من هذه الارتسامات نقرأ:

إدريس الملياني (شاعر)
-الملاحظ أن هناك إرادة لدى أغلب أعضاءالاتحاد على ضرورة استمرارية المنظمة، وهناك وعي بالتناقضات والصراعات التي يفرزها الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المغرب.
-هناك إلحاح على ضرورة تطوير وتجذير دور اتحاد كتاب المغرب وحضوره، سواء على الساحة الثقافية الوطنية أو العربية أو الدولية.
– لوحظ الإيمان الصادق بضرورة تعميق الحوار الديمقراطي بين سائر الأعضاء، بغض النظر عن الاختلافات الإيديولوجية والسياسية.
– تأكدت هوية اتحاد كتاب المغرب في خدمة الثقافة الوطنية التقدمية.
-ألا يقتصر العمل على المكتب المركزي أو بعض الأنشطة المحدودة لمكاتب الفروع، بل هناك رغبة في تطوير الفعالية الثقافية بصورة جماعية مع ضرورة حضور جميع الأعضاء في مختلف الأنشاطة الثقافية.
– تثمين رصيد الاتحاد والمنجزات الثقافية الذي حققها في المرحلة السابقة.

محمد الشيخي (شاعر)
في الواقع إن مؤتمر اتحاد الكتاب يعتبر حدثا مهما في اطار العمل الثقافي بالاضافة الى كونه فرصة لرصد الايجابيات المحققة ومحاولة تجاوز السلبيات، فإنه يمثل علامة مضيئة في طريق النضال المتعدد الأبعاد والجوانب، نظرا لإصراره على المحافظة على استقلاله ومحاولة تعميق مفهوم الثقافة والحوار..
المؤتمر الثامن، وإن كان يمثل الاستمرارية ولكن بدون جمود، إلا أنه من خلال توصيات هذا المؤتمر ومستوى النقاش الذي دار بين المؤتمرين لتعميق الروابط بين اتحاد الكتاب وبين مختلف النشاطات الثقافية والممارسات النقابية والسياسية،
قلت من خلال هذا، أراد ويريد دائما أن يؤكد الجدلية التي تربط بين حركة الفكر والواقع الاجتماعي.

* الاستاذ محمد عزيز الحبابي
أبارك الجو العام الذي ساد هذا المؤتمر الثامن. كانت المناقشات حرة إذ عبر الأعضاء كل عن رأيه دون أن يقاطع بعنف. فلم يكن حصار على الرأي وهذا مكسب في منهجية التعامل الفكري بين مختلف الاتجاهات التي يمثلها الاتحاد.
قد نختلف ومع ذلك يحترم كل منا آراء الآخر ومواقفه. إنها مرحلة تبشر بالخير على درب التفتح الثقافي والنقاش الفكري المخصب.
ملاحظة أخرى، اشتغلت اللجن دون ضوضاء وصراعات هامشية وأنهت اعمالها في الوقت المحدد. وهذا كسب منهجي جديد يدل على أن الممارسات السابقة بدأت تعطي ثمارا جيدة.
الملاحظة الثانية: حضر كتاب المغرب ولكن لم يحضر الكتاب المغربي، ألم يكن من المفيد واللازم تنظيم معرض للكتاب المغربي بمناسبة المؤتمر؟.
وأخيرا، يلاحظ غياب كثير من الأعضاء السابقين على أن الوجوه الجديدة تنامى عددها، لكن الجديد لا يمحي الماضي . فعلى الاجيال أن تتلاقى وتتعارف.
وللمكتب المركزي الذي سينتخب متمنياتي القلبية بالتوفيق الكامل في مهامه.

*عبد القادرالشاوي من سجن القنيطرة
الى الاخ الاستاذ محمد برادة
المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب
تحية مودة وتقدير.
بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب المغرب أود أن أعبر لكم عن وقوقي بجانبكم واهتمامي بأعمالكم ،آملا أن يوفق حواركم الجاد في تدعيم استقلالية الاتحاد وديمقراطيته.

عبد القادر الشاوي السجن المركزي بالقنيطرة
القنيطرة في 1983/11/12


بتاريخ : 03/04/2023