63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب» -13- اتحاد كتاب المغرب في مؤتمره العاشر :

كتاب ومثقفون يقرأون
رهانات المرحلة ثقافيا

لم يكن الاختلاف يوما معطلا لمسيرة الاتحاد بقدر ما كان عنصر إغناء وتخصيب للتجربة وتقويمها أحيانا بالنقد والتحليل، وهو ما يستشف من ارتسامات الكتاب بعد انعقاد المؤتمر العاشر لاتحاد كتاب المغرب، التي نشرتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في الصفحة الأخيرة من عدد 27 يناير 1989، والتي استقاها الصحفي الراحل المهدي الودغيري، حول المؤتمر وحول المرحلة الثقافية والمكانة التي يحتلها الاتحاد: 

محمد العمري: مفهوم الكاتب 
يشكل المؤتمر لحظة من لحظات الأمل فكل لقاء بين المثقفين لتدارس قضايا التنظيم وآفاق الابداع الأدبي والفكري يدخل في استراتيجية محاربة كل مظاهر النزوع الى مصادرة حل الانسان المغربي في الاختيار الواعي والتعبير الحر.
أثار انتباهي ميل الجميع إلى تشبيب الاتحاد وإعطائه قدرا كبيرا من الحيوية، ومن ثم الإلحاح على وضع برنامج ثقافي غني ودقيق، وإدخال التعديلات اللازمة على القانون الداخلي للاتحاد ليساير المستجدات، وهذا الأمر يوصل مباشرة إلى التساؤل عن المفهوم الذي ينبغي للاتحاد أن يتجه مستقبلا الى تجسيده، لابد من تحديد مفهوم الكاتب في الاتجاهين: هل هو الأديب وحده؟ وإذا لم يكن كذلك فما حدود مفهوم الكتابة وما المستوى المطلوب تحقيقه؟ إن هذا النزوع الإيجابي إلى التفكير في المستقبل، وتحقيق أوسع مجال للتعاون بين الكتاب على اختلاف مشاربهم، هو الذي قلل من حدة المحاسبة والنقد بالنسبة للتجربة السابقة، فلنترقب المستقبل بتفاؤل، ولنراقبه بعناية.

إدريس الصغير:
محاسبة التاريخ
كفى من الأخطاء، إلى أين نسير؟ يجب أن نخرج من هذا النفق المظلم. يجب أن نعمل. هناك الكثير مما يمكن إنجازه لصالح الاتحاد ولصالح الكتاب لو صفت النيات وشحذت العزائم. لا نريد أن تكذب على بعضنا لقد فقدنا الثقة فعل، كل الثقة.
جميل أن نأتمر،  وأن نصدر توصيات ومواثيق، لكن المؤسف أن تبقى مجرد حبر على ورق لنلوك  عند كل مؤتمر، نفس الكلام.
لاحظنا خللا إداريا أحدث قطيعة تامة بين المكتب المركزي وبين الفروع، ولاحظنا غياب مجلة »آفاق» ونضوبا في الأنشطة، مما وضعنا في الأخير أمام تقرير أدبي فقير.
لكن في نظري يجب أن نظل متمسكين بالاتحاد متشبثين به. وعلى المكتب المركزي الحالي أن يعيد لنا كامل الثقة بمنظمتنا، إنها مسؤولية. هنالك الكثير مما يجب قوله وتوضيحه لكننا الآن فى مجال الانطباعات لا أريد أن أجامل فليس ذلك من عادتي إن الأمور ليست بخير، ولن تكون بخير إلا بعزيمة الرجال، وهنا أسمح لنفسي بأن أتفاءل
لماذا ننسى أو نتناسى بأننا في منظمة ثقافية، لن تستمر ولن تعيش إلا بالديمقراطية.
إن الحصار لم يقتل أبدا كاتبا حقيقيا، وأن خلق كاتب تحت الطلب عملية دنكشوطية. فلنتب إلى رشدنا ولنتذكر أن هنالك تاريخا يسجل وسوف يحاسبنا بصرامة انكشف كل شيء إذن، فانفرط العقد فهل من كريم يلمه.
الكل يعترف أن المرحلة الأخيرة من حياة الاتحاد مضت هدرا وما أنجز فيها لم يكن في المستوى. لابأس إذن. مافات فات.
إن لي الأمل الكبير في المكتب المركزي الجديد، ليصلح ما فسد، حتى نعيد خلق اتحاد قوي، له وزنه في الساحة الوطنية والعربية والعالمية.
أتمنى للمكتب المركزي الجديد كل التوفيق. وأتمنى أن نعيش عهدا جديدا، يتجاوز مرحلة الظلام إلى النور.

محمد الشيخي:
المشروع الثقافي
إن تجربة ربع قرن من تاريخ اتحاد كتاب المغرب لابد أن تعطي تصورا مستقبليا لما يجب أن يكون عليه المشروع الثقافي الذي سيسعى المكتب الجديد لتطبيقه لخلق إشعاع ثقافي وفكري أكثر ثراء وتنوعا يكشف عن التحولات الجديدة في الفكر والسياسة والاجتماع، وللمحافظة على القيم النبيلة التي يسعى ميثاق الاتحاد لترسيخها أكثر لبناء ثقافة وطنية تقديمة ،بعيدا عن كل انتهازية وتشويه.

عبد السلام الزيتوني: الإبداع الجماهيري الجاد
يعتبر المؤتمر العاشر لاتحاد كتاب المغرب المنعقد أيام 20-21-22 يناير 1989 كالمؤشرات السابقة استمرارا لماض مجيد، ورهانا على مستقبلية الإبداع الجماهيري الجاد.
وقد استطاع المؤتمرون أن يتدارسوا جميع القضايا الراهنة، ويصدروا قرارات و توصيات من حجم الأحداث الوطنية والعربية والعالمية، إيمانا منهم بنفوذ الكلمة ونضالية الإبداع.
وأخيرا لا يسعني إلا أن أبارك هذا المؤتمر وأهنئ جميع المناضلين والمبدعين.

محمد بنعمارة: ديمقراطية التعايش 
يجسد اتحاد كتاب المغرب، كل آمالنا، وذلك له علينا دين أن نستودعه كل محبتنا. وتلك المحبة تفرض علينا أن نتطلع دائما الى مستقبل اتحادنا الذي هو مؤسسة الثقافة المعبرة عن هموم شعبنا.
اتحاد كتاب المغرب بهذا المعنى يجعلنا نؤكد على أن يحافظ لنا هذا الاتحاد على المكتسبات من ديمقراطية النقاش، وديمقراطية التعايش بين ا لمختلف حوله والمتفق عليه.
إننا حين نمارس محبتنا، نمارس أيضا تخوفنا على مؤسستنا التي نبثها من دم كلماتنا، ونريد أن يكون هو القلب الذي يختزل فيه دقات قلوب مثقفينا
محبتي أيها الاتحاد..

الأطلسي محمد: تحولات إيجابية 
أحضر مؤتمر كتاب المغرب لأول مرة،ولذلك فانطباعي حوله قد يتقاسمه الاعجاب، أو عدم الاكتمال، ولكن أقول بأن الحقيقة التي لا تحتاج الى دليل هي أن المؤتمر تم في مستوى رفيع من المسؤولية والانسجام، وهو يعد بالإضافة الى ذلك منعطفا ينبئ بأن الثقافة بالمغرب تتجه نحو معرفة تحولات إيجابية أساسية.

محمد السويرتي:
مشعل الحداثة
كل ما يمكن أن أقوله عن المؤتمرالعاشر لاتحاد كتاب المغرب إنه مؤتمر ناجح وذلك للأسباب الاتية:
الالتحام الذي ساد بين أعضائه بحيث ذابت الإيديولوجيا في ما هو أخوي وإنساني، وفي ماهو ثقافي الذي يشكل الهم الأساسي للاتحاد وأقصد به الثقافة الجادةوالمتقدمة التي تحمل مشعل الحداثة.
الحضور المكثف لأعضائه وهو الشيء الذي لم يتحقق في المؤتمرات السابقة.
3- التحول العميق الذي حدث في القانون ومشاريع وقضايا الثقافة والعضوية وكل المطالب.
4-طموح اتحاد كتاب المغرب الى استقطاب كل القوى الحية في مجال الكتابة، ولا سيما كتابات الشباب بحيث أصبح كل ما يقال عن العضوية مجرد ثرثرة لا ترتكز على أساس لما وضحته في السبب الأول.
5- قبوله لما يفوق 20 عضوية وفق معايير موضوعية لا تتأسس على نزعات عقائدية.

أحمد زيادي:
الديمقراطية الداخلية
تتعدد الانطباعات وتتلون في نفس كل كاتب يحضر مؤتمرات الاتحاد بحسب تعدد وتلون الجلسات وظروفها، وطبيعة لحظاتها المتخللة لسيرها. وهي انطباعات تكاد تكتسب بيئتها الملائمة في كل الأحوال بالرغم من اختلاف المعطيات التي تفرزها المتغيرات الثقافية والسياسية في الساحة الوطنية. وبالرغم من تباين نوعية التجاوب معها وحدها. وهذا شيء طبيعي ومنطقي ومطلوب، لانه عنوان الديمقراطية التي يؤمن بها الاتحاد، ويقيم على أسسها تركيبه وبرامجه الثقافية. لكن الاتحاد مطالب بأن يستطلع هذه الانطباعات وأن يتقصاها، وأن يقرأها قراءة فاحصة- لا مجرد التعامل معها تعاملا صحفيا- ليثبت ما فيها من إيجابيات ويعمل على تلافي ما فيها من سلبيات، ليستخلص منها حقائق يستند إليها في تخطيطه وبرمجته لأنشطته والعلائق الرابطة له بأعضائه، ولأعضائه في ما بينهم.


بتاريخ : 06/04/2023