63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب -32- انتخاب الشاعر حسن نجمي رئيسا للاتحاد في مؤتمره 14

المؤتمر ورشة لتجديد الأفكار وتحديد الآفاق…

فتح «الملحق الثقافي» لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» كعادته في كل مؤتمر، صفحاته،في عدد 27 نونبر ،1998 للكتاب والمثقفين لإبداء ملاحظاتهم وطرح اقتراحاتهم بخصوص محطة مؤتمر اتحاد كتاب المغرب 14، وهي فرصة ظلت دوما لحظة للوقوف على الهنات ومكامن الضعف، واجتراح البدائل والحلول التي تسمح بانطلاقة أقوى للمنظمة في كل محطة تنظيمية. هنا قراءة من بعض المثقفين والكتاب لوضع الاتحاد وآفاق عمله، وهو على أبواب مؤتمره 14.

في مواكبته لافتتاح المؤتمر 14 لاتحاد كتاب المغرب، وقف الصحفي والشاعر والكاتب لحسن لعسبي في مقال بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بتاريخ29نونبر 1998 على ثلاث سمات ميزت هذا المؤتمر، وهي حضور وزير أول مغربي لأول مرة حفل افتتاح مؤتمر اتحاد الكتاب المغاربة.ثم رفض السلطات الإسرائيلية السماح لوفد الكتاب الفلسطينيين بالمغادرة لحضور المؤتمر وخبر وفاة السيدة ماري سيسيل زوجة الكاتب المغربي المقتدر ادمون عمران المليح.. ثلاث علامات بارزة ميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 14 اتحاد كتاب المغرب الذي افتتح صباح يوم السبت 28 نونبر 98 بقاعة العروض والندوات بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط.
وقد وقف لعسبي عند الحضور المكثف والنوعي لوجوه غابت منذ زمن جددت العهد مع الأجيال الجديدة من الأدباء والكتاب المغاربة، وجاءت لتقول أملها في دوام إشعاع اتحاد الكتاب المغاربة، كتنظيم ثقافي مستقل وفاعل». وفي ما بين الوجوه، يقرأ المرء فورة الدم الجديد الذي تغذى به الاتحاد، من خلال العدد الكبير من المؤتمرين الشباب الذين جاؤوا من الأقاصي ليوصلوا كلمتهم الى زملائهم تحت قبة المؤتمر. وفي ما بين التحايا والقبل والنقاشات والهمسات أصبح المؤتمر، كما لو أنه عيد للقاء، وليس ساحة الضغائن، اتضح أنها نسج خيال، أين منه جنوح خيال بعض المدارس الادبية.
المؤتمر عرف حضور ثلاثة وزراء يتقدمهم آنذاك الوزير الأول الراحل عبد الرحمان اليوسفي (محمد الأشعري وزير الشؤون الثقافية، الراحل محمد العربي المساري وزير الاتصال وعبد لله ساعف وزير التعليم الثانوي والتقني الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقاها الشاعر عبد الرفيع جواهري بصفته رئيس اتحاد كتاب المغرب أكدت على هموم المثقف الوطنية والسياسية، وعلى دلالة حضور وزير أول في حكومة مغربية لأول مرة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كما طرحت سؤال الإصلاح، الذي أصبح ملحا مع تجربة التناوب التي قادها ،أنذاك، رجل من قيمة اليوسفي لأن المثقفين المغاربة معنيون بما يقع في بلادنا من تحولات ومن مشاريع اصلاح، على القدر نفسه الذي هم معنيون باسئلة الثقافة والابداع. وكل إبداع راق لن يزدهر إلا في مناخ ديمقراطي.
وقد طالبت الكلمة الافتتاحية بالتنصيص، وقتها، ضمن المخطط الحكومي الجديد الذي كان يتم تهييئه، بضرورة اعتبار الثقافة أفقا استراتيجيا للتنمية، مع المطالبة بأهمية استحداث واستخراج مدونة للاستثمار الثقافي، لأهمية الأرضية المادية المضبوطة والمقننة في نجاح كل مشروع ثقافي.
وكما تمت الاشارة في البداية، فقد منع وفد الكتاب الفلسطينيين من الحضور بقرار منع اسرائيلي، لكن رغم ذلك فإن كلمة فلسطين لم تغب، بل كانت حاضرة وكانت قوية، دالة ونافذة، من خلال الكلمة التي ألقاها السيد أبو مروان سفير دولة فلسطين الذي لم يتخلف، كعادته دائما، عن حضور مؤتمرات اتحاد كتاب المغرب.. والتي تطرقت إلى أمرين:
1 – أن القضية الفلسطينية هي القضية الفلسطينية، وأنه لا مجال للوهم لدى الكتاب والمبدعين. الفلسطينيين، فالحرية لاتزال مطلبا تقدم من أجله التضحيات والسلام الكامل على أرض الواقع لاتزال اسرائيل تتهرب منه، وبالتالي، فالكتاب الفلسطينيون لا يزالون في حاجة الى دعم اخوانهم المغاربة، لأن المعركة لاتزال متواصلة وباشكال جديدة.
2 – إنه من الظلم أن لا يفرق بعض الإخوة بين مقاطعة العدو بين مؤسسات التواجد السياسي والثقافي الفلسطيني.
الجلسة العامة للمؤتمر قدم خلالها التقريران الادبي والمالي وتمت المصادقة عليهما، وانتخاب رئاسة المؤتمر بعد استقالة المكتب المركزي السابق، لتتواصل الجلسة العامة بتقديم مشاريع تقارير اللجنة التحضيرية (تعديل القانون الاساسي – الورقة الثقافية – البيان العام) والمصادقة عليها.
وقد أنهى اتحاد كتاب المغرب يوم 29 نونبر 1998، بالرباط، أشغال مؤتمره 14 بانتخاب الشاعر حسن نجمي رئيسا للاتحاد، وبالمصادقة بالإجماع على البيان العام وانتخاب مكتب مركزي مكون من تسعة أعضاء. وقد تقدم لعضوية المكتب المركزي 12 مرشحا. وبلغ عدد المصوتين 113 والاصوات المعبر عنها 110 وثلاثة أصوات ملغاة. وتكون المكتب المركزي من 9 اعضاء هم: حسن نجمي – إدريس الملياني – أنور المرتجي – بشير القمري – أحمد زيادي – أحمد عصيد – عبد العزيز أزغازي – عبد الرحيم المودن – ربيعة ريحان.
وقد صادق أعضاء المكتب المركزي بالاجماع على إسناد مسؤولية رئاسة الاتحاد الى الشاعر حسن نجمي.
كما انتخب المؤتمر كذلك 9 اعضاء لعضوية المجلس الإداري هم: محمد أقضاض – أحمد شراك – عبد اللطيف البازي – احمد البكري السباعي – عبد لله عاصم – حسن الوزاني – بنسالم حميش – عثمان أشقرا – محمد البوعناني.


بتاريخ : 02/05/2023