63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب : في أفق عقد المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب

في أفق عقد المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب، أيام 25،26، 27فبراير 2005، خصصت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ضمن ملحقها الثقافي ليوم 25 فبراير 2005، ملفا حول رهانات المرحلة الثقافية وواقع المنظمة، شارك فيه كل من الشاعر محمد بودويك، والأكاديمية رشيدة بنمسعود والكاتب محمد صوف بهدف المساهمة في بلورة أجوبة عن التحولات التي أفرزتها المرحلة آنذاك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ولمواكبةأسئلة المشروع الحداثي

 

تعميق أسئلة الهوية الوطنية
رشيدة بنمسعود

يمثل المؤتمر السادس عشر لاتحاد كتاب المغرب، الذي سينعقد أيام 25 26 27 من الشهر الجاري، محطة عادية في مسار الاتحاد، حسب قانونه الأساسي – ولحظة تحول إيجابية في صيرورة الفعل الثقافي التي ستتحقق من خلال مناقشة الورقة الثقافية من طرف الكتاب والمبدعين أثناء المؤتمر. من أجل هذا يمكن القول إن هذا المؤتمر سيشكل . ولاشك . قيمة مضافة بالنسبة لرصيد الاتحاد الثقافي والمعرفي.
وإذا كان اتحاد كتاب المغرب قد نشأ من صلب أسئلة مغرب الاستقلال ورهانات المرحلة، فمغرب هيأة الإنصاف والمصالحة يضع الاتحاد أمام اختبار طرح أسئلة جديدة، والاجتهاد في صياغة أجوبة مناسبة لها، تتماشى والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها بلادنا. هذا يتطلب من الاتحاد، باعتباره منظمة طلائعية تدعم الفعل الثقافي وتناصر الاتجاه الفكري التنويري، أن تبحث عن صيغ جديدة للحضور والتواجد الثقافي، وأن تنحت من رصيدها التاريخي التراكمي، أشكالا مناسبة للتجاوب والتفاعل مع محيطها من خلال المزاوجة بين التساؤل والمساءلة، وتطوير آليات اشتغال الاتحاد والرقي بوظائفه بهدف إشعاع ثقافة التنوير والتسامح.
لقد كان الاتحاد منذ البداية الأولى يستنير في أدائه الثقافي بقيم الحداثة والتقدم. مما جعله ينخرط، انطلاقا من موقعه، في مسلسل الديمقراطية والحداثة، ديمقراطية الثقافة وتحديث الفكر والإبداع. وفي سياق التحولات الوطنية والعالمية وأمام صعود جبهة التقليد التي تتربص بالفكر التنويري وقضايا النساء، يمكن القول إنه من بين أهم الرهانات التي تنتظر الاتحاد تتمثل أساسا في الانخراط في دعم مسيرة الإصلاح والتغيير الذي يطمح إليه . مجتمعنا، وذلك بتعميق أسئلة الهوية الوطنية العربية. الأمازيغية. الأفريقية)، ودعم ثقافة الانفتاح على الآخر والحرص على مواكبة الاتحاد الأسئلة المشروع الحداثي، ومن ضمنها سؤال قضايا النساء باعتبارها قضايا ثقافية بامتياز وقاطرة للتحديث. ولقد أصبحت اليوم حاجة المغرب في ظل التحولات الوطنية والعالمية ضرورية إلى اتحاد قوي جسور ومبادر من أجل صياغة المواقف والمساهمة في بلورة أجوبة عن التحولات التي تفرزها المرحلة الراهنة.

الحاجة إلى إدارة أعمال

محمد صوف

يعيش اتحاد كتاب المغرب مؤتمره السادس عشر وسط كثير من التكهنات السلبية والإيجابية‮.. ‬البعض‮ ‬يرون أنه لا‮ ‬يقوم بواجبه على الوجه الأكمل وآخرون‮ ‬يرون أنه‮ ‬يفعل‮… ‬هناك إذن من‮ ‬يرى النصف الفارغة من الكأس وهناك من‮ ‬يرى النصف الآخر‮. ‬وهذا أمر طبيعي‭.‬‮ ‬المثير هو أن‮ ‬يكون الجميع ضد الاتحاد،‮ ‬والمثير أيضا أن‮ ‬يكون الجميع معه وتريد الحصافة أن‮ ‬يكون إرضاء الجميع محالا‮. ‬إذا رأيت الاتحاد من بعيد حسبته جمعية ذات نفع عام‮. ‬وإذا رأيته عن كثب،‮ ‬فكأنه جمعية كباقي‮ ‬الجمعيات التي‮ ‬تحصل على منح الشبيبة والرياضة‮.‬
السبب راجع لكون الهياكل التي‮ ‬تشرف على تسييره تمارس عملا تطوعيا أولا،‮ ‬الشيء الذي‮ ‬يعني‮ ‬أنها تقضي‮ ‬وقتها الثالث في‮ ‬خدمة الاتحاد بعد العمل والأسرة‮. ‬وثانيا كل هذه الهياكل شخوص أدبية بريئة من عالم الماركتينغ‮ ‬براءة الذئب من دم ابن‮ ‬يعقوب‮.. ‬لذلك تجد الأديب تائها وسط الأرقام وحلمه الأكبر أن‮ ‬يخرج منها‮ … ‬ثالثا‮ ‬يفتقر الاتحاد إلى إدارة بالمعنى المهني‮ ‬للكلمة‮. ‬مؤسسة في‮ ‬حجم اتحاد كتاب المغرب تحتاج إلى مدير أعمال وإلى‭ ‬مساعدين‮ ‬يتفرغون لتدبير شأن الاتحاد ويكتفي‮ ‬المكتب المركزي‮ ‬بالإشراف على سياسة الاتحاد‮. ‬مؤسسة في‮ ‬حجم اتحاد كتاب المغرب تحتاج إلى فضاء‮ ‬يلازم نشاطها‮ ‬،وواقع الحال أنها تشتغل في‮ ‬شقة من‮ ‬غرفتين‮. ‬قد‮ ‬يفيد مؤسسة في‮ ‬حجم الاتحاد،‮ ‬إضافة إلى ما تقوم به حتى الآن،‮ ‬أن تهتم أكثر بالكاتب بعلاقته مع النشر بمساعدته على مشكل التوزيع وما إلى ذلك‮. ‬وقد‮ ‬يكون الاتحاد أكثر جدوى إذا حرص على التعامل مع كل الأعضاء على قدم المساواة،‮ ‬وهو مالم‮ ‬يتحقق بشكل وافر حتى الآن رغم الصدأ الذي‮ ‬أزيل مؤخرا عن بعض الأسماء التي‮ ‬كانت تشكو من التناسي‮.‬
قد‮ ‬يكون الاتحاد أكثر إفادة للحقل الثقافي‮ ‬إذا حرص أكثر على تدبير أنشطة الفروع،‮ ‬ولم لا إلزام كل فرع بعدد من الانشطة الإشعاعية ومحاسبته عليها إذا اقتضى الأمر حتى‮ ‬يعرف المواطن العادي‮ ‬أن في‮ ‬المغرب كتابا‮ ‬يمشون في‮ ‬الأسواق ويجلسون في‮ ‬المقاهي‮ ‬ويمرضون ويموتون أيضا‮.‬


بتاريخ : 10/05/2023