90 دقيقة تفصلنا عن تكرار ملحمة مكسيكو 1986

الفريق الوطني يدخل مواجهة كندا بحظوظ وافرة ومعنويات عالية

يملك المنتخب الوطني مصيره بيده، ولن يكون في حاجة إلى انتظار نتيجة مباراة كرواتيا وبلجيكا، بحكم توفره على رصيد أربع نقط، ومن شأن الفوز أو التعادل أمام كندا، يومه الخميس على أرضية ملعب الثمامة، أن يحمل رفاق العميد غانم سايس إلى الدور الثاني، وبالتالي تكرار إنجاز تحقق قبل 36 سنة على يد الجيل الذهبي لكرة القدم الوطنية، بقيادة المايسترو عبد المجيد الظلمي، رحمه الله، والعميد بادو الزاكي وخيري والتمومي وكريمو والحداوي وبودربالة والبويحياوي، وغيرهم من النجوم الذين كتبوا ملحمة مكسيكو 1986.
وسيدخل الفريق الوطني هذه المواجهة، المقررة بداية من الرابعة عصرا بالتوقيت المغربي، بمعنويات عالية، بعد الانتصار التاريخي الذي تحقق يوم الأحد الماضي أمام منتخب بلجيكي مدجج بالنجوم. وسيحاول اللاعبون تقديم أفضل ما لديهم من مهارات كروية وتكتيكية لحسم الأمور على أرضية الميدان، وتفادي الدخول في الحسابات غير المجدية، خاصة وأن المنتخب الكندي لن يكون لديه ما يخسره، وسيخوض المباراة بحافز إنهاء المشاركة بطريقة مثالية، وتحقيق الفوز في الأول في مشواره بالمونديال، والذي يتشكل من ست مباريات فقط.
وأشعل فوز كرواتيا على كندا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، في الجولة الثانية، فتيل التنافس على بطاقتي الصعود إلى الدور الثاني، حيث يتوفر المنتخب المغربي على حظوظ كبيرة للعبور، لكنه قد يجد نفسه في وضع محرج إذا ما تعرض للهزيمة، الأمر الذي يفرض على وليد الركراكي تجهيز الخطة اللازمة لتحقيق المراد، ومواصلة صنع الأفراح على الملاعب القطرية.
ودعا الركراكي لاعبيه إلى الحفاظ على «عقلية الفوز»، مشيرا عقب الفوز على بلجيكيا، إلى أن المنتخب الوطني لم يضمن التأهل، «الذي جئنا إلى هنا من أجله. كانت لدينا الرغبة اليوم (الأحد) في أن نعيش مثل المنتخبات العريقة، ونعرف كيف نجتاز الدور الأول»، كما أنه يعي أهمية المباراة الثالثة، لأن»كندا منتخب جيد جدا وللتغلب عليه علينا الحفاظ على هذه الروح القتالية».
ومن المنتظر أن يستعيد الناخب الوطني خدمات حامي العرين، ياسين بونو، الذي انسحب في اللحظات الأخيرة، التي سبقت انطلاق مباراة بلجيكا، بسبب شعوره بدوار حرمة من المشاركة في ملحمة الفوز على الشياطين الحمر.
وشدد الإنجليزي جون هيردمان، مدرب منتخب كندا، على أهمية مباراة اليوم، لأن «لدينا الكثير، هناك الكثير لنلعب من أجله، نحن هنا لنكتب التاريخ، نريد تحقيق الفوز وجعل الكنديين يؤمنون أن هذا البلد في الطريق الصحيح نحو النسخة المقبلة من كأس العالم 2026».
أما سليم أملاح، لاعب خط الوسط المغربي، فقد أوضح في تصريح نقله موقع الفيفا إلى أن المنتحب الوطني يتوفر «فريق متحد، الجميع يبذل أقصى طاقته طيلة الوقت. نحن في وضعية رائعة، ومع ذلك لن ننجرف، لا تزال أمامنا مباراة أخرى للتأهل».
ومن المرجح أن يعتمد الناخب الوطني على نفس المجموعة التي خاضت لقاءي كرواتيا وبلجيكا من أجل حسم الأمور بشكل نهائي، ودون أي مغامرة يمكن أن تعرقل المسار الناجح للفريق الوطني في المونديال.
كما أن الحضور الجماهيري سيكون في الموعد، ومما لاشك فيه أن مدرجات ملعب الثمامة ستكون مملوءة عن آخرها بالمناصرين المغاربة، وحتى العرب، الذين يرون في المنتخب الوطني خير سفير لكرة القدم العربية بين أقوى المنتخبات العالمية.
وهذه أول مرة يتواجه فيها المنتخب الوطني مع كندا في كأس العالم، بعدما سبق لهما أن تواجها في ثلاث مباريات ودية، حقق المغرب الانتصار في مناسبتين، كانت آخرهما سنة 2016 وانتهت برباعية نظيفة، سجل فيها حكيم زياش هدفين، فيما انتهت الثالثة بالتعادل.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 01/12/2022