على هامش المهرجان الدولي للثقافة الامازيغية في دورته بفاس15 … التحديات الجديدة للهجرة

أسدل الستار على فعاليات الدورة 15 للمهرجان الدولي للثقافة الامازيغية والذي نظمته جمعية فاس سايس ومركز جنوب شمال تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس أيام 12 الى 14 يوليوز في موضوع التحديات الجديدة للهجرة في منطقة الاورو متوسطية .

وقد تميزت هذه الدورة بحضور وازن لعدد من المجموعات الموسيقية التي هبت لفاس لإمتاع الساكنة بما تتميز به مختلف جهات المغرب من فن أصيل يحكي شموخ الجبال الأطلسية والأبطال الأشاوس الذين صمدوا قي وجه الاستعمار وقاوموه بشراسة .
وهكذا استمتع الجمهور الفاسي، الذي غصت به ساحة باب المكينة، بأصوات رخيمة لعدد من الفنانين الامازيغيين المغاربة في طليعتهم الفنان الحسين ايت با عمران والفنانة خديجة أطلس ونجاة التازي.. حيث أدوا عددا من القطع الفنية الرائعة باللغة الامازيغية صفق لها الجمهور كثيرا..، والى جانب الغناء الفردي تميزت سهرات باب المكنة بحضور قوي لعدد من المجموعات الموسيقية الأطلسية في طليعتها مجموعة تزويت القادمة من قلعة مكونة وفرقة احيدوس من القباب برئاسة ابن المايسترو الراحل موحا الحسين اشيبان، الذين قدموا لوحات موسيقية تخللتها رقصات في غاية الإبداع ، والى جانب هاتين المجموعتين شاركت مجموعة ناس الغيوان في هذه الدورة 15 برئاسة الفنان الكبير عمر السيد حيث أدت المجموعة عددا من القطع الخالدة في طليعتها الصينية والنحلة والهمامي وغيرها من الأغاني التي رددها الجمهور ورقص على إيقاعاتها الشباب والنساء وكبار السن أيضا، الشيء الذي يؤكد أن هذا اللون الموسيقي لازال حاضرا في ذاكرة الجمهور المغربي رغم الموجة الجديدة للاغاني الشبابية .
وبجانب الحضور الفني كان المثقفون على موعد مع المنتدى الدولي للمهرجان لمناقشة موضوع الساعة حول التحديات الجديدة للهجرة في منطقة الاورو متوسطية الامازيغية المرأة التبادل الثقافي والتنمية، حيث ناقش ثلة من الأساتذة الأجانب والمغاربة بأحد فنادق فاس على امتداد أيام المهرجان عددا من المواضيع الآنية الخاصة بالهجرة، التي بات يذهب ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء والرجال حيث تبتلعهم أمواج البحر. ومن أهم المحاضرات التي ألقيت قصة الإصبع الصغير لشارل بيروت على ضوء الهجرة المعاصرة ومحاضرة حول الميثاق العالمي للهجرة الجديدة في المنطقة لالبيرتو تويني من جامعة فلورنسا بايطاليا ومحاضرة بعنوان صعود الشعبوية و تهديد الإسلام المتطرف للدكتور يان ياب دي روتر من جامعة تيلبورغ هولندا ، كما تم تقديم كتاب جديد تحت عنوان العيش المشترك في المغرب تأليف د موحي الناجي وجان ماري سيمون ورواية لمحمد نضالي زجاجة الصرصور، وبالإضافة إلى المحاضرات، نظمت ضمن أنشطة المنتدى ورشة لتقديم وتعليم حرف التيفناغ تحت إشراف الأستاذة أمينة مجدوب مفتشة أولى لتعليم اللغة الامازيغية، هذه الورشة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف عدد هام من المثقفين والمثقفات، كما تم تكريم الباحثة مينة المغاري والروائي المغربي محمد نضالي.
الجدير بالذكر أن مؤسس المهرجان موحي الناجي و رئيس فرع جمعية فاس سايس حسن اسليغوة تحدثا بمرارة في الندوة الصحافية عن ضعف الإمكانيات المادية وعدم مساهمة مجلس جهة فاس وجماعة فاس في الميزانية الضعيفة المخصصة لفعاليات المهرجان، والتي لا تتجاوز 57 مليون سنتيم، الشيء الذي يهدد بموت المهرجان، الذي يكرس التعدد الثقافي واللغوي الذي يميز المغرب، ليناشدا القطاع الخاص بالجهة وكل الغيورين على الثقافة الامازيغية لدعم المهرجان في القادم من السنوات ولينوها بوزارة الثقافة و السلطات المحلية واحدى المؤسسات البنكية على دعمهم لفعاليات هذه الدورة الثقافية والفنية .


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 20/07/2019