يتراجع معدل الأمية في المغرب بوتيرة بطيئة، إذ لا يتجاوز معدل الانخفاض حدود نقطة مئوية واحدة في السنة، وفقا لما أكده تقرير لوزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، الذي حمل عنوان «منجز حقوق الإنسان بالمغرب: التطور المؤسساتي والتشريعي وحصيلة تنفيذ السياسات العمومية بعد دستور 2011»، الذي أشار إلى أنه بالرغم من هذا التراجع الذي يتسم بالبطء إلا أن نسبة الأمية تتجه نحو الانخفاض، إذ بلغ معدلها سنة 2004 حوالي 43 في المئة، وانخفض إلى حدود 32 في المئة سنة 2014.
وبحسب التقرير ذاته، فإن عدد المستفيدين من برامج محو الأمية قد شهد ارتفاعا بمعدل 16 في المئة بين الموسمين القرائيين 2016-2017 و 2018-2017، مبرزا أن عدد المستفيدين من مختلف برامج محو الأمية بين الموسمين انتقل من 904172 إلى 1045974 فردا، في الوقت الذي يشكل فيه العنصر النسوي نسبة 90.8 في المئة من مجموع المستفيدين، مضيفا أن ميزانية التربية الوطنية برسم سنة 2019 بلغت ما مجموعه 50.321 مليار درهم، أي بزيادة ثمانية ملايير درهم كاعتمادات إضافية مقارنة بسنة 2012 حيث كانت في حدود 42.37 مليار درهم، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 16 في المئة. هذا في الوقت الذي سبق وأن كشف فيه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمام الملك محمد السادس، أن ثلاثة ملايين مغربي استفادوا من دروس محو الأمية في المساجد، خلال الفترة مابين 2000 و2018.
محاربة الأمية التي خصص لها يوم عالمي هو ثامن شتنبر من كل سنة، تُخلّده منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة هذه السنة بتوزيعها لعدد من الجوائز على مشاريع من الجزائر، كولومبيا، أندونيسيا، السنغال وإيطاليا، التي تمحورت حول محو الأمية والتعددية اللغوية، بالنظر إلى أن «اليونسكو» ترى في تبني التنوع اللغوي في تطوير التعليم ومحو الأمية أمرا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مبرزة أنه بسبب التحديات التي فرضتها العولمة والرقمنة على التعددية اللغوية، فإن حوالي 40 في المئة من سكان العالم يفتقرون إلى التعليم باللغات التي يتحدثون بها أويفهمونها، وتمثّل هذه النسبة مشكلة خطيرة أمام الجهود التي تبذلها اليونسكو لمحو الأمية بلغة المتعلمين الأم.
وتشير تقارير اليونسكو إلى أن التنوع اللغوي يتعرض بشكل متزايد للتهديد مع ازدياد اندثار اللغات، أخذا بعين الاعتبار أن الإحصاء الذي أجرته لسنة 2018، أوضح أن 750 مليون شخص راشد يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وبأن 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.