في اللوحة التي يقيم فيها ارتباكي

 

اللون هادئ جدا
كجثة ملفوفة في دعة البياض
البياض الذي ينتظر حظه الهش من الأفول
اللون هادئ جدا
كاليد التي تحط على شفاه الكلمات
حين تسطع خيانة الفكرة
اللون هادئ جدا
كالمرارة التي تطفو على عين النهارات المرحة
حين يخذلها دلال الشموس
في اللوحة التي يقيم فيها ارتباكي
الريشة غاضبة جدا
كإيقاع مقطوعة « الراب «
حين تعلو في سقف حنجرة صاحبها
ولا يصل صخبها إلى دم العابرين
الريشة غاضبة جدا
كعجلات السرير الطبي
بممرات المصحة الضيقة
متجهة الى غرفة الإنعاش
الريشة غاضبة جدا
كخطى أمي حين يبتلعها فم الشارع
في يد تحمل فاتورات الكهرباء الثقيلة
وبأخرى تحكم القبضة على عكازتها البنية
الريشة غاضبة جدا
كالحزن الذي يحيط بعيون قط الجارة
وتدفق على أديم الزقاق
حين غادرته دون رجعة
في اللوحة التي أقيم
كل الأمكنة تقضم نفسها
ليستيقظ الضوء المخبأ في جوف الخشب
ويصبح اللون ماء المعنى الجريء
وتصير لغتي مركبا قد يقلني
إلى موت غير هادئ ..


الكاتب : حسنة أولهاشمي

  

بتاريخ : 20/09/2019