فرنسا: لقاء مناقشة يبرز دور المغرب الاستراتيجي كصلة وصل بين أوربا وإفريقيا

وكالات

تم التأكيد خلال لقاء مناقشة حول «مكانة المغرب في الشراكة الاوروبية إلافريقية» نظم الاثنين الماضي في بلدة نويي سور سين، الضاحية الغربية لمدينة باريس، أن المغرب، فضلا عن موقعه الجغرافي وعلاقاته المتميزة مع أوروبا وإفريقيا، يضطلع بدور استراتيجي كصلة وصل بين القارتين.
وشارك في هذا اللقاء، الذي انعقد بمبادرة من النادي الدولي لنويي، وهي بنية تجمع سفراء ودبلوماسيين فرنسيين وأجانب، وقادة سياسيين واقتصاديين وأكاديميين، شخصيات فرنسية ودولية من عالم السياسة والدبلوماسية والاقتصاد.
وشكل اللقاء فرصة لسفير المغرب في فرنسا شكيب بنموسى لتقديم لمحة شاملة عن العلاقة التي تربط المغرب بأفريقيا، قارته الأصلية التي ينتمي اليها، وأوروبا، القارة التي يقيم معها علاقة متميزة ولكن أيضا استراتيجية، كما استعرض الدبلوماسي المغربي عددا من التحديات المشتركة بين القارتين.
وقال بنموسى، في معرض تطرقه إلى الروابط مع القارة العجوز التي تشكلت عبر التاريخ وايضا عن طريق العلاقات الإنسانية (وجود جالية مغربية كبيرة في أوروبا)، وكذلك عن طريق التبادلات الثقافية، أن المغرب «كدولة أفريقية، اعتبر دائما، بسبب قربه الجغرافي، أن له علاقة خاصة مع أوروبا».
وسلط الدبلوماسي المغربي الضوء على المبادلات الاقتصادية المهمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن المغرب تربطه علاقة استراتيجية ومتميزة مع الاتحاد الاوروبي، والتي ما فتئت تتجدد مع طموح الجانبين لتعزيزها أكثر، وفي نفس الوقت فإن المملكة تربطها بافريقيا علاقة عريقة تشهد دينامية جديدة بفعل الروابط الروحية والانسانية والاقتصادية والثقافية.
وأضاف أنه منذ سنة 2000، عرفت العلاقات مع افريقيا دينامية جديدة بفضل الزيارات الملكية العديدة للقارة وتوقيع الآلآف من الاتفاقيات الثنائية، مبرزا ان هذه الدينامية تجسدت ايضا في عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي من أجل الإسهام بشكل خاص في تنمية القارة ورفاهية ساكنتها.
هكذا، فإن المغرب، حسب السفير المغربي، يساهم في الاندماج الاقتصادي لافريقيا من خلال حضوره العديد من القطاعات الاقتصادية، حيث أضحى خلال السنوات الأخيرة اول مستثمر افريقي في غرب افريقيا وثاني مستثمر في افريقيا برمتها.
وسجل أن العلاقات الانسانية والروحية بين المغرب وافريقيا مكثفة، كما يشهد على ذلك 20 ألف طالب افريقي يتابعون دراستهم في المملكة فضلا عن تكوين أئمة افارقة، كما أن المغرب جد نشيط على مستوى الانتقال البيئي في افريقيا، حيث يحتضن سلسلة من اللقاءات حول التغير المناخي.
وأكد أنه «إذا كان المغرب، البلد الذي يحظى بالاستقرار في المنطقة ،قد وطد علاقاته مع افريقيا واوربا، فإن الفضل في ذلك يعود إلى ريادة جلالة الملك وبعد نظره والإصلاحات الاستراتيجية التي تمت مباشرتها خاصة تلك الرامية إلى تعزيز جاذبية المملكة»، مضيفا أنه من خلال الاعتماد على هذه الإصلاحات والتحديات الجديدة، لاسيما بلورة نموذج التنمية المغربي، فإن المملكة تواصل بناء وتعزيز علاقتها مع القارتين.
وسجل أن المغرب المنفتح على باقي بلدان العالم، ضاعف شراكاته مع بلدان أخرى، لكن علاقته مع اوربا خاصة فرنسا، تظل على الخصوص هامة واستراتيجية بالنسبة له.
وبالعودة إلى العلاقة بين أوروبا وأفريقيا، لاحظ بنموسى أنها تشهد تحولا عميقا قائلا «بدأت أوروبا تفقد تأثيرها في إفريقيا بسبب ظهور قوى أخرى بدأت تهتم بهذه القارة. في الوقت ذاته، تغيرت إفريقيا كثيرا أيضا. القارة تتحول وتتحرر»، غير أنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي يظل الشريك التجاري الأول لأفريقيا وأن نقل المعرفة يظل ثابتا إلى حد ما.
وحسب الدبلوماسي المغربي، يفرض الجوار الأوروبي-الإفريقي ترابطا معينا بين الكتلتين، مما يؤكد، في هذا السياق، المصير المشترك الذي يجعل الشراكة الاستراتيجية بين القارتين ضرورية.
وأكد عمدة نويي سور سين، جان كريستوف فرومانتين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا النقاش الذي يتعلق ببعدين. «البعد الأول فرنسي – مغربي تاريخي الذي يتعين صيانته، على صعيد العلاقات الودية والاقتصادية والثقافية والسياسية، له تاريخ ويستحق الحفاظ عليه. والبعد الثاني أوروبي أفريقي».
وفي هذا الصدد، قال إن «المغرب وفرنسا يتحملان مسؤولية مزدوجة: أحدهما بالنظر إلى نفوذه في إفريقيا، والآخر في ضوء تأثيره في أوروبا»، مضيفا «عندما تتحدث فرنسا والمغرب مع بعضهما البعض، فإن أوروبا وأفريقيا تتحدثان مع بعضهما البعض». وشدد على الطابع «الأساسي» لهذا البعد، لأنه «من الصعب للغاية جعل قارتين تتحدثان، بينما من الأسهل الحفاظ على الحوار بين بلدين، بحيث يشعر كل بلد بأنه مسؤول بشكل ما عن القارة التي ينتمي إليها».
ومن هذا المنطلق، اعتبر أنه من شأن المسؤولية المغربية والفرنسية أن تساهم في تحسين العلاقة بين إفريقيا وأوروبا وجعلها سلسة.


بتاريخ : 17/10/2019