نشرت صحيفة «نيوريوك تايمز» تقريرا، تحت عنوان «أوراق تشنجيانغ»، تنشر فيه وثائق مسربة من الإدارة الصينية، تكشف فيه عن الطريقة التي قامت بها البيروقراطية الصينية بسجن مسلمي الإيغور في شمال غرب الصين.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة وزعت ضمن حملتها ضد المسلمين إرشادات على السلطات المحلية لاعتقال الطلاب العائدين من هونغ كونغ، وكيفية التعامل مع السؤال المهم المتعلق باختفاء عائلاتهم في شبكة من السجون التي أعدت خصيصا لسجن مسلمي الإيغور.
وتقول الصحيفة إن المذكرة باعتقال الطلاب العائدين من هونغ هي واحدة من 403 صفحات من الوثائق الداخلية التي اطلعت عليها، وهو أهم تسريب لوثائق من داخل الصين، مشيرة إلى أنها تقدم رؤية غير مسبوقة حول القمع المستمر في إقليم تشنجيانغ، حيث اعتقلت السلطات مليون مسلم من أقلية الإيغور والقزق وبقية الأقليات في سجون خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي رفض فيه الحزب الشيوعي الصيني النقد الدولي، ووصف المعتقلات بأنها مراكز للتدريب والتثقيف، إلا أن الوثائق تكشف عن الطبيعة القمعية والأوامر للمسؤولين الذين ينظمون المعتقلات، بل إن هذه الوثائق تكشف عن حملة شرسة في المعتقلات، مع أن السلطات قدمتها للرأي العام على أنها منحة حكومية للسكان.
وتكشف الصحيفة أن الوثائق تسجل مناقشات مسؤولي الحكومة للرد القاسي على أي محاولة تطرف، مشيرة إلى أن الأطفال رأوا آباءهم وهم يساقون للسجون، فيما تساءل الطلاب عمن سيدفع رسومهم الجامعية، ومن سيقوم بحصاد الموسم في الحقول، إلا أن المسؤولين طلبوا من السكان شكر الحزب على رعايته لهم ولعائلاتهم، وطلب منهم الصمت.
وبحسب التقرير، فإن الوثائق تقدم صورة دقيقة عن الطريقة التي قامت بها مؤسسات الدولة بأكبر عملية اعتقال منذ عهد ماوتسي تونغ، لافتا إلى أن الرئيس شين جين بينغ وضع أسس السياسة في سلسلة من الخطابات التي ألقاها للمسؤولين عند زيارته للإقليم في أبريل 2014، وجاءت بعد الزيارة بأسابيع عملية طعن متشددين لـ130 شخصا في محطة قطار، وقتلوا 31 شخصا.
وتلفت الصحيفة إلى أن جين بينغ دعا لحرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب والاختراق والانفصال و»دون أي رحمة»، مشيرة إلى أن الهجمات وتخفيف عدد الولايات المتحدة الأمريكية عدد قواتها في أفغانستان شكلا جزءا في تشكيل السياسة الصينية ضد المسلمين.
وينوه التقرير إلى أن الرئيس الصيني دعا إلى حرب على الإرهاب مثل الحرب التي شنتها أمريكا بعد 11/ 9، مشيرا إلى أن المسؤولين ناقشوا بأن الهجمات الإرهابية في بريطانيا هي نتاج وضع السلطات هناك حقوق الإنسان فوق الأمن.
وتذكر الصحيفة أن مراكز الاعتقال توسعت بشكل كبير بعد تعيين شين غوانغو في عام 2016 مسؤولا عن الإقليم، الذي وزع خطابات الرئيس، وحث المسؤولين على «اعتقال أي شخص يمكن اعتقاله»، لافتة إلى أن هذه السياسة واجهت ردة فعل من المسؤولين في المنطقة، الذين عبروا عن خوفهم من التوتر العرقي وتراجع النمو، فرد غوانغو بتطهير مؤسسات الحكم هناك من أي شخص يعارض سياساته، وبينهم مسؤول كبير سجن بعد إفراجه عن آلاف المعتقلين.
ويكشف التقرير عن أن الأوراق المسربة تشمل على 24 وثيقة، وتحتوي بعضها على مواد مكررة، وفيها 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس، و150 صفحة عبارة عن تعليمات وتقارير عن الرقابة والتحكم في المسلمين الإيغور في تشنجيانغ، فيما هناك خطط عن توسيع المنع لمناطق أخرى في الصين، مستدركا بأنه رغم عدم معرفة الطريقة التي تم فيها جمع الوثائق واختيارها، إلا أنها تكشف عن معارضة داخل الحزب للحملة أكبر مما كان يعرف سابقا.
وتفيد الصحيفة بأن القيادة الصينية عادة ما تخفي سياساتها بغلاف من السرية، خاصة عندما يتعلق بإقليم تشنجيانغ الغني بالمصادر الطبيعية، والقريب من أفغانستان وباكستان ووسط آسيا، ويسكن فيه 25 مليون نسمة.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة الصينية حاولت قمع المشاعر المعارضة للصين، خاصة بعد احتجاجات في أورومقي، عاصمة الإقليم عام 2009، وهجمات القطار في ماي 2014، وشنت السلطات منذ عام 2017حملة اعتقالات تهدف إلى تغيير هوية السكان وتحويلهم إلى مواطنين موالين.
وتلفت الصحيفة إلى أن من بين ما تحتويه الوثائق إرشادات في عام 2017 للتعامل مع الطلاب العائدين إلى الإقليم، مشيرة إلى أنه مع أن تلك الإرشادات تخبر المسؤولين بضرورة إبلاغهم بأن عائلتهم تتلقى علاجا من التشدد، إلا إن اللغة المستخدمة تشير إلى أن العملية ليست علاجا، لكنها عقاب وقع عليهم.
وينوه التقرير إلى أن المسؤولين في مدينة توربان، في شرق الإقليم، وضعوا أسئلة وأجوبة يجب أن تقدم للطلاب العائدين، مشيرا إلى أن السلطات في الإقليم عادة ما ترسل أذكى الطلاب إلى الجامعات الصينية لتدريبهم على العمل في مؤسسات الخدمة المدنية والتعليم، و»كان القمع قاسيا لدرجة أنه أثر على طلاب النخبة».
وتورد الصحيفة أنه جاء في أمر رسمي أن «الطلاب العائدين من أجزاء مختلفة من الصين لديهم علاقات اجتماعية مع البلد كلها.. في اللحظة التي ينشرون فيها رأيا على (ويتشات) أو (ويإيبو) ومنصات التواصل، فإن أثره سيكون واسعا ومن الصعب محوه».
وبحسب التقرير، فإن الأجوبة حول أسئلة الطلاب عن سجن آبائهم ومتى سينتهي تدريبهم، وماذا فعلوا ليستحقوا العقاب، كانت حاسمة، وهي أن آباءهم أصيبوا بعدوى التشدد الإسلامي، ويجب علاجهم وأجدادهم الذين لا قدرة لهم على عمل أي شيء مضاد للدولة.
وتنقل الصحيفة عن إجابة، قولها: «لو لم يعالجوا ويدخلوا برامج تدريبية عميقة فإنهم لن يفهموا مخاطر التطرف.. على الطلاب أن يشكروا السلطات على هذه الفرصة من التعليم المجاني.. هذا العرض هو أساس للعائلة السعيدة».
ويشير التقرير إلى خطابات الرئيس الصيني المتعددة، التي انتقد فيها «بدائية» الأدوات التي استخدمتها القوات المسلحة لمواجهة التظاهرات، وقال: «هذه الأسلحة ليست حلا لمواجهة الساطور والسكين والأسلحة الفولاذية.. يجب أن نكون قساة مثلهم»، وتحدث في خطاب آخر عن «حرب الشعب» في المنطقة، لافتا إلى أنه مع أنه لم يطلب إنشاء معتقلات جماعية، إلا أنه طلب من القيادات استخدام أدوات الديكتاتورية لمحو الإسلام المتشدد في تشنجيانغ.
وتجد الصحيفة أن خطابات جين بينغ تظهر هوسا بالموضوع أبعد من تعليقاته العامة، فوصف الإسلام المتشدد بالفيروس المعدي والإدمان على المخدرات، وقال إنه مواجهته تحتاج وقتا ورؤية متداخلة، وأضاف: «يجب ألا نسيء تقدير الأثر النفسي للتطرف الديني على أفكار الناس»، وقال في خطاب ألقاه في 30 أبريل 2014: «الناس الذي أصيبوا بداء التطرف الديني -رجالا ونساء كبارا وصغارا- دمر ضميرهم وفقدوا إنسانيتهم ويقتلون دون أن ترف لهم عين»، وحذر في خطاب لاحق بعد شهر في بكين من «التطرف الديني المسمم.. في حالة اعتقدت به فكأنك تناولت المخدرات، وتفقد إحساسك، وتصبح مجنونا وتفعل أي شيء».
ويلفت التقرير إلى أنه رفض في خطابات لاحقة التمييز ضد المسلمين الإيغور، وخلق توتر بينهم وبين المسلمين الهان، بالإضافة إلى أنه رفض فكرة محو الإسلام بالكامل من الصين، مستدركا بأن خطة جين بينغ كانت واضحة لقياداته، وهي القيام بحملة قمع في إقليم تشنجيانغ.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم مظاهر الاعتدال الديني لدى سكان الإقليم، إلا أن الرئيس كان قلقا من مظاهر الإحياء الديني في نهاية القرن الماضي، ولام تساهل السلطات مع الدين، مشيرة إلى أنه مع تأكيد القادة السابقين على التنمية الاقتصادية للقضاء على التشدد، إلا أن جين بينغ لم يكن راضيا، ولهذا دعا قيادة الحزب في الإقليم لعلاج أيديولوجي، من خلال محاولة تجديد تفكير الأقليات المسلمة في المنطقة، قائلا: «يجب التلويح بأسلحة الشعب الديمقراطية الديكتاتورية دون أي تردد أو خوف».
وينوه التقرير إلى أن والد جين بينغ كان أحد قيادات الحزب يدعم التسامح مع الأقليات في الثمانينيات من القرن الماضي، واعتقد البعض أن يواصل ابنه هذه السياسة عند توليه قيادة الحزب عام 2014، إلا أنه بات ينظر للخطر الأيديولوجي من خلال انهيار الاتحاد السوفييتي، واستخدم المثال السوفييتي على أن النمو الاقتصادي لن يحمي المجتمع من النزعات الانفصالية، وقال إن دول البلطيق كانت الأكثر تقدما بين الكتلة السوفييتية، لكنها أول من انفصلت عنه، وقال إن الرخاء النسبي ليوغوسلافيا لم يمنع تفككها.
وتذكر الصحيفة أن الرئيس كان يعلم بعلاقة الإيغور مع الدولة الصينية، وذكر حوادث لم تذكر عادة، مثل الحكم المستقل والقصير في منتصف القرن العشرين، مشيرة إلى أنه مع أن العنف لم يخرج عن الإقليم، وزادت حدته بعد عام 2009، إلا أن جين بينغ استخدمه ذريعة للتحذير من تشويهه للحزب، وأعاد جذور التشدد في تشنجيانغ إلى الشرق الأوسط، وحذر من زعزعته الاستقرار كما في أفغانستان وسوريا، وقال إن الإيغور سافروا إلى هذين البلدين وقد يعودون إلى الإقليم الذي يطلقون عليه تركمنستان الشرقية، وأضاف: «بعد سحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان وضعت الجماعات الإرهابية نفسها على الحدود في أفغانستان وباكستان، وربما اخترقت سريعا آسيا الوسطى.. سيكون إرهابيو تركمنستان الشرقية قد حصلوا على التدريب في الحرب الحقيقية في سوريا وأفغانستان، ويمكنهم شن هجمات ضد تشنجيانغ».
ويشير التقرير إلى أنه خلافا لسياسته، فإن سلفه هو جينتاو رد على التظاهرات في أورومقي بالقمع، لكنه أكد أن التنمية هي الحل للسخط، لافتا إلى أن جين بينغ دعا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة كجزء من الحل، ومثل الولايات المتحدة قال إن على الصين «جعل الرأي العام جزءا من مصادر حماية الأمن القومي.. نحن الشيوعيون علينا أن نكون مقاتلين طبيعيين في حرب الشعب».
وتقول الصحيفة إن الإشارة الوحيدة إلى أنه دعا في الخطابات لمعسكرات اعتقال هي مصادقته على حملات التثقيف، قائلا: «يجب أن يكون هناك نموذج فعال للتعليم وتحويل المجرمين.. حتى بعد الإفراج عن هؤلاء المجرمين يجب مواصلة تعليمهم وتغييرهم»، وبعد أشهر من خطابه بدأت المعتقلات تظهر في الإقليم، وإن كانت على نطاق صغير، وفي غشت 2016 عين غوانغو المتشدد، الذي جلب معه تجربته في التيبت.
وتختم «نيويورك تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن الوثائق تكشف عن وجود معارضة داخل الحزب لحملة الاعتقالات، لكنه تبنى حملات تطهير تشبه عهد ماوتسي تونغ، وقال في فبراير 2017، لضباط الشرطة والجنود في ساحة العاصمة أورومقي، إن عليهم الاستعداد «لهجوم ساحق ماحق»، إلا أن الوثائق تظهر أن السلطات قررت الانحياز لخيار المعتقلات، وكان أمر شين غوانغو هو: «اعتقلوا أي شخص يمكن اعتقاله».
ليلة تهشيم الزجاج
في السياق نفسه، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالا للمعلق فريد هيات، يقول فيه إن الصين تشهد يوميا ليلة «تهشيم الزجاج»، في إشارة إلى عمليات تكسير المعابد اليهودية في نوفمبر، قبل 81 عاما، التي كانت الرصاصة الأولى التي أدت إلى حملة الهولوكوست ومعسكرات الاعتقال في أوشفيتز وسوبيبور وتريبلينكا.
ويشير هيات في مقالهإلى أن «حملات تدمير المساجد ومقابر المسلمين تستمر في غرب الصين بلا هوادة. وفي عملية الإبادة الثقافية، التي لا يوازيها أي شيء حدث فيما بعد الحرب العالمية الثانية، تم تدمير الآلاف من الأماكن الإسلامية، وسجن حوالي مليون مسلم في معسكرات اعتقال، حيث تم تقييد الأئمة الكبار في العمر بالأغلال، وأجبر الشباب على نبذ دينهم».
ويقول الكاتب: «أما من لم يعتقل من المسلمين فقد أجبروا على انتهاك حرمة شهر رمضان بالأكل والشرب والتدخين، ومنعوا من الصلاة ودراسة القرآن أو السفر للحج إلى مكة».
ويجد هيات أن «ما يعد مدهشا في الجريمة ضد الإنسانية هو أن الصين استطاعت أن تكمم من خلال القمع في القرن الحادي والعشرين والبلطجة، أنواع التغطية الإخبارية لما يحدث في مناطق المسلمين كلها».
ويرى الكاتب أن «هذا يجعل من صدور الأدلة الوافية عن الجريمة في كتاب بهرام كي سينتاش (محو الدين: تدمير وتشويه مساجد ومزارات الإيغور) أمرا مهما، ويبلغ سينتاش من العمر 37 عاما، ويعيش الآن في الولايات المتحدة، ونشأ في ظل نظام دولة يصفها بـ(دولة رقابة بوليسية لم يمر على العالم مثلها)، وقامت الشرطة الصينية باعتقال والده في شهر شباط/ فبراير 2018، ولم يسمع عنه سينتاش منذ ذلك الوقت، ولأنه لم يكن قادرا على مساعدة والده، الذي إن كان حيا فإنه قد بلغ من العمر 69 عاما، قام بهرام بنقل مشاعر القلق عبر توثيق التدمير المنظم للثقافة الإيغورية».
ويلفت هيات إلى أن «الإيغور مثل بهرام ووالده والملايين منهم في الصين ينتمون إلى إثنية الإيغور، وهم مسلمون، وحافظوا ولعقود طويلة على مكان داخل الصين الشيوعية، وفي الحقيقة قام الحزب بالتدقيق في الأئمة، ووافق على خطبهم، وسمح بثقافة الإيغور».
ويستدرك الكاتب بأنه «في ظل الحكم القمعي المتزايد لشي جين بينغ لم يعد هناك تسامح مع أي شيء يتنافس مع الولاء للحزب، وحكم على الأئمة ورجال في الثمانين من عمرهم بالسجن لعشرين عاما، وأي شيء يبدي مظهرا إسلاميا، حتى القبة فوق متجر، يتم تدميره بالكامل».
ويبين هيات أنه «بناء على صور التقطتها الأقمار الصناعية ومقابلات مع منفيين خرجوا من الصين، فإن سينتاش قدر عدد الأماكن الدينية التي تم تدميرها بما بين 10 آلاف إلى 15 ألف موقع».
وينوه الكاتب إلى أن «سينتاش تحدث في مؤتمر الوقفية الوطنية للديمقراطية في واشنطن الأسبوع الماضي، وقال إن الكثير من الأماكن الدينية هي مساجد في القرى ولا يمكن للأقمار الصناعية التقاطها، ولا يتجرأ من هم على الأرض على تصويرها وإرسالها؛ لأن عمل ذلك يقود إلى السجن في معسكرات الاعتقال، إلا أن سينتاش وثق تدمير أكثر من 150 مسجدا كبيرا، قبل تدميرها وبعده، بالإضافة إلى مزار ديني تم تحويله إلى موقف سيارات، وعادة ما يتم الحفاظ في المدن الكبيرة على مسجد لأغراض دعائية وللسياحة، لكن بعد أن يتم استبدال الزخارف الدينية بأعلام الحزب».
ويكشف هيات عن أنه «تم تحويل المقبرة الإسلامية، التي تعود إلى قرون طويلة، (سلطانيم) في هوتان إلى ما بدا مثل كومة من التراب».
وينقل الكاتب عن أحد المنفيين الإيغور، قوله: «دفن والدي وجدي في هذه المقبرة.. كانت المقبرة من أهم الأماكن الدينية لملايين الناس الذين كانوا يأتون لزيارة هوتان كل عام».
ويفيد هيات بأنه «عادة ما يتحفظ العاملون في عالم حقوق الإنسان عند القيام بموازاة مع الهولوكوست التي يعدونها حالة استثنائية في التاريخ، إلا أنه عند الكشف عن التقرير الأسبوع الماضي ظلت كلمة هولوكوست تحضر في النقاشات باعتبارها الكلمة الأفضل للمقارنة».
ويورد الكاتب نقلا عن مؤسس ومدير مشروع حقوق الإنسان للإيغور، عمر كانت، قوله إن حادثة تهشيم الزجاج هي عامة، أما مدير الوقفية الوطنية للديمقراطية كارل غيرشمان، فشبه مراسلي إذاعة راديو آسيا الحرة بجان كارسكي، البولندي الذي حاول تحذير العالم من النازية وجرائمها.
ويشير هيات إلى أن «مراسلي إذاعة آسيا الحرة يعيشون في المنفى؛ لأن الصين تمنع دخولهم، لكنها سجنت أفراد عائلاتهم غرب الصين انتقاما مما تقوم فيه الإذاعة من تصوير الإبادة الثقافية، لكن ما هو أثر هذه الهجمات على المجال الديني؟».
وينقل الكاتب عن الباحثة المحترمة راحيل داووت، التي كانت في عام 2017 تحضر للسفر إلى بكين من بيتها في عاصمة الإقليم أروموكي عندما تم اعتقالها، قولها قبل سنوات من اختفائها: «لو أن أحدا قام بنزع هذه المزارات فسيفقد الإيغور صلتهم بالأرض، ولن يكون لهم أي تاريخ شخصي وروحي وثقافي، وبعد سنوات لن تكون لدينا ذاكرة عن سبب عيشنا هنا وانتمائنا».
ويختم هيات مقاله بالإشارة إلى قول سينتاش إنه يخشى من «الحل النهائي» الذي تقوم به الصين لتدمير الشعب الإيغوري، وأضاف: «لا أعلم إن كان والدي ميتا أو حيا الآن.. لكن ما أراه هو أن المساجد التي صلينا فيها قد اختفت».