بحضور أقل من مائتي متفرج، وتحث الأضواء الكاشفة ونهاطل أمطار الخير، جرى مساء أول أمس السبت لقاء يوسفية برشيد ضد رجاء بني ملال، على أرضية الملعب البلدي برسم الدورة 14 من الدوري الاحترافي.
الزوار دخلوا المباراة برغبة الظفر بنقطها الثلاث والتوقيع بالتالي على أول انتصار في بطولة هذا الموسم، فيما الحريزيون كانوا يمنون النفس بفوز ينعش آمالهم ويحسن من ترتيبهم.
بهذا الطموح المتباين دخل الفريقان الشوط الأول، والذي كان فيه التركيز وبناء الهجمات المنظمة والاحتفاظ بالكرة وتقارب الخطوط وانسجامها لصالح الزوار، إذ كانوا الأقرب للتهديف وخلقوا متاعب حقيقية للمحليين، الذين غاب عنهم الانسجام وكل تهديداتهم لمرمى الخصم خلال الخمسة والأربعين دقيقة الأولى كانت محتشمة.
وجاء الشوط الثاني مغايرا لسابقه، وفيه تابع الحاضرون رسم اللاعبين المحليين في الغالب على تمريرات محكمة، حيث كانوا السباقين للكرة، وسيطروا على وسط الميدان وخلقوا أكثر من فرصة سانحة للتسجيل، قبل أن يبتسم لهم الحظ في الدقيقة الخامسة والسبعين، جراء اختراق اللاعب الشاب أسامة حفاري لدفاع الزوار، وتوغله من الوسط في اتجاه المرمى، ليوق هدف السبق ليوسفية برشيد. هدف أنزل معه الزوار أيديهم واستسلموا للهزيمة، وبدا عليهم عياء واضح، لم تنفع معه تبديلات المدرب المساعد الملالي، محمد مديحي، في انعاش خطوط فريقه، الذي تلقى هدفا ثانيا من ضربة خطأ جانبية على مشارف مربع العمليات، نفذها مباشرة للمرمى وبنجاح عبد الخالق أيت الرحبي، وهي النتيجة التي انتهت بها المباراة تحث احتجاجات وصفارات استهجان جمهور بني ملال الحاضر على قلته، وفرحة مستحقة لمحبي اليوسفية.
الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة أقر فيها محمد مديحي، المدرب المساعد للرجاء الملالي، بأن هزيمة فريقه تعود أساسا لنقص اللياقة البدنية للاعبين، كون أغلبهم لم يلعب مباريات كافية خلال المرحلة الأولى من عمر البطولة، وتأسف في المقابل عن ضياع أهداف في الشوط الأول، لو تحققت لكانت النتيجة عكس ما انتهت به المباراة.
أما فريد شوشان، مدرب اليوسفية، فقد أثنى على لاعبي الفريق الضيف وأقر بأنهم خلقوا له متاعب حقيقية في الشوط الأول، الذي أدرك معه أنهم لن يستمروا بنفس الوتيرة خلال الجولة الثانية، وهو ما دفعه لنهج خطة مغايرة في الخمس والأربعين دقيقة الموالية بالضغط على الخصم لمزيد من إرهاق لاعبيه، ما كان له الوقع المنتظر وتحقيق الانتصار المطلوب.
وأضاف شوشان أن يوسفية برشيد له من الإمكانيات ما يجعله يتبوأ درجات متقدمة على سبورة الترتيب، اعتمادا على تقنيات لاعبيه، وذلك ما سيعمل رفقة طاقمه المساعد على بلورته خلال مرحلة الإياب.