في اليوم الدراسي حول تطوير المنافسات وتنمية البنية التحتية في إفريقيا : أنفانتينو يعري أعطاب الكرة الإفريقية ويقترح تنظيم كأس الأمم كل 4 سنوات

 

في اليوم الدراسي الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بشراكة مع الكونفدرالية الإفريقية «الكاف» والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمركب محمد السادس لكرة القدم صباح أول أمس السبت، حول «تطوير المنافسات وتنمية البنية التحتية في إفريقيا»، ابتعد رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، عن الديبلوماسية والكلام المرصع وكشف عن أعطاب كرة القدم الإفريقية، التي اعتبرها عائقا كبيرا أمام تقدم كرة القدم الإفريقية، بالرغم من كونها تزخر بالعديد من المواهب، والتي فضلت الانتقال إلى أوروبا حيث تبدع وتقدم الفرجة.
وتمنى أنفانتينو أن يكون يوم فاتح فبراير، ومن خلال هذا اليوم الدراسي، بداية قوية لإيجاد الحلول لكل المشاكل التي تعاني منها الكرة الإفريقية، وذلك من أجل انطلاقة حقيقية تمكنها من بلوغ مستوى كرة القدم الأوروبية، أو تلك التي في أمريكا الجنوبية.
وبالرغم من كل العيوب، قال رئيس الفيفا «أنا معجب بكرة القدم الإفريقية، وهذا طبيعي، لأنها غنية بالمواهب، ولهذا كان اللاعب البرازيلي»بيلي» يتحدث بأنه سيأتي يوم سيفوز فيه منتخب إفريقي بكأس العالم، ولكن الغريب أن ما حصل هو أن كرة القدم الإفريقية تراجعت بشكل كبير، ولهذا فإنني أحاول الإجابة عن سبب عدم فوز منتخب إفريقي بكأس العالم».
وحتى لا يغوص في العموميات، حلل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم معيقات تطور الكرة الإفريقية وحددها في ثلاثة عوامل: التحكيم والبنية التحتية والمنافسات.
التحكيم يعاني
من الفساد

وهو يبسط معيقات تخلف كرة القدم الإفريقية، وضع «جياني أنفانتينو» يده على الآفة الكبيرة التي يعاني منها التحكيم، والتي هي الفساد، موضحا أنه على علم بالرشاوي التي حصل عليها بعض الحكام، وأن»هناك بعض الحكام يتأثرون بالتجاذبات السياسية وهذا يسيء للكرة الإفريقية».
وفي هذا الجانب اقترح رئيس الفيفا أن يدخل بعض الحكام الأفارقة عالم الاحتراف، و»سنختار 20 حكما إفريقيا وسنوقع معهم عقودا احترافية، وبذلك سيعملون مع الفيفا، وسيصبحون موظفين تابعين لها، كما هو الشأن بالنسبة لحكام العصبة الأوروبية وبالتالي سنعمل على تطوير التحكيم من خلال الحكام الذين سيقع عليهم الاختيار.»
وأضاف» حكام كرة القدم عليهم أن يكونوا فوق الشبهات، وسنعمل على تأطيرهم، كما سنقدم لهم كل التوجيهات الضرورية، لأننا نعي جيدا بأن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو تطوير كرة القدم الإفريقية.»
البنيات التحتية مجال مهم للتدخل

وحول وضعية الملاعب الإفريقية، أكد أنفانتينو أن البنيات التحتية تبقى مجا لا مهما للتدخل، حيث «أتوصل بالعديد من الشكايات حول الواقع المزري لبعض الملاعب الإفريقية، والتي لا تشجع على ممارسة كرة القدم ولا على الفرجة، وتكون سببا أيضا في هجرة المواهب نحو أوروبا. وأمام هذا علينا الاستثمار في البنيات التحتية، كونها العصب الرئيس في منظومة كرة القدم»، وحتى يزيد الوضع قتامة أوضح رئيس أن «هناك 54 دولة إفريقية لا تتوفر على ملعب في المستوى المطلوب، وأعرف جيدا بأنه ليس من السهل الاستثمار في هذا المجال.»
ولتجاوز هذا المشكل تقرر تخصيص مليار دولار من أجل بناء ملعب في كل دولة إفريقية لا تتوفر على ملعب يستجيب لكل المواصفات، كما تقرر تشييد مركز لكرة القدم مثل مركز محمد السادس في الدول التي تتوفر على ملعب في المستوى.
ومن خلال المعطيات المالية، التي تقدم بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أكد بأن الفيفا قادرة على القيام بذلك، كما أنه يمكنها أن تكون ضامنا أمام الأبناك في حالة اقترض أي اتحاد إفريقي المال من أجل التمويل في هذا المجال.
وتساءل رئيس الفيفا كيف أن الأموال الطائلة التي رصدها لإصلاح البنيات التحتية لم تحقق أي نتيجة، وبقيت إفريقيا من دون ملاعب في المستوى المطلوب.
وحتى يتم التفكير في حلول قمينة بتطوير البنية التحتية اللائقة، كانت هناك ورشة للنقاش حول البنية التحتية والتي خلص تقريرها إلى ضرورة وضع خارطة طريق واضحة والقيام بدراسات الجدوى، وأن هناك رؤية استراتيجية لتصبح كرة القدم مجالا للاستثمار في إفريقيا.
وتكملة لتقرير البنيات التحتية، أكدت الورشة الثانية التي تمحورت حول الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، أنه لابد من إيجاد صيغة للشراكة بين هذين القطبين قابلة للتطبيق، وأنه لابد من تضافر جهود الأبناك، وأن تكون هناك تبرعات لفائدة كرة القدم الإفريقية، واشترط تقرير هذه الورشة كذلك ضمانات من الفيفا.
تطوير المنافسات مدخل للرقي بالكرة الإفريقية

وهو يتحدث عن منافسات كرة القدم، والشكل الذي تدار به سواء على مستوى البطولات أو كأس إفريقيا»الكان»، أو كأس إفريقيا للمحليين «الشان» أو الكرة النسوية، أكد إنفانتينو» أنه ومن أجل جذب المستثمرين إلى مجال كرة القدم، أصبح لزاما تطوير المنافسة لتصبح قوية.
ولم يتردد رئيس الفيفا في التأكيد على أن ذلك سيبقى من مسؤوليات هذا الجهاز الدولي، الذي عليه أن يغير الوضع. فقد حان الوقت للاستثمار في الشباب وكرة القدم النسوية والمنتخبات الوطنية التي اعتبرها قاطرة لتنمية كرة القدم، داعيا إلى خلق ثورة في إدارتها، وقدم تصور»الفيفا» للرقي بالكرة الإفريقية الذي سيرتكز على:
تنظيم كأس إفريقيا كل 4 سنوات
انتقد جياني إنفانتينو تنظيم كأس إفريقيا خلال كل سنتين، وطالب بأن تنظم كل 4 سنوات حتى يخرج من القارية إلى العالمية، لأن ذلك سيرفع من مداخيل الكاف بشكل كبير، هذه المداخيل التي تقل في وضعيتها الحالية بـ 20 مرة عن مداخيل كأس أوروبا،.
وفند رئيس الإتحاد الدولي تبريرات المسؤولين عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذين يعتقدون بأن تنظيم كأس إفريقيا كل سنتين مدر للربح، حيث قال: «هذه التنظيم تم اعتماده منذ عقود، فهل لوحظ تطور في الكرة الإفريقية؟» مضيفا أن تنظيم هذه المسابقة القارية يجب أن يدخل ضمن روزنامة «الفيفا» وعليه أن يقام كل شهر يناير.»
وواصل رئيس الإتحاد الدولي كشف مساوئ تسيير كرة القدم الإفريقية، ومن دون اختيار الكلمات، واجه ممثلي الاتحادات القارية الحاضرين»كفى من التفكير كأفارقة،» وطالب بضرورة تطوير التعامل مع الأندية التي اعتبرها أساس نمو كرة القدم.
خلق عصبة إفريقية
من 20 فريقا

وحتى تحقق الكرة الإفريقية الإشعاع العالمي، دعا رئيس الفيفا إلى خلق عصبة إفريقية تضم 20 فريقا، لأن ذلك سيدر عليها مداخيل كبيرة قد تصل إلى 200 مليون دولار سنويا، كما أنها ستكون قادرة على أن تكون ضمن 10 الأوائل في العالم، وهنا «أطالب الجميع بالاستثمار في كرة القدم للحد من الفقر والهجرة».
وحتى يذكر بوعوده للاتحادات الإفريقية، أوضح أنفانتينو «لقد كنت أود أن أرفع من عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 2022، لكني لم أتمكن من ذلك، لأن المعارضة كانت قوية، وأعدكم بأن يتحقق ذلك خلال نهائيات كأس العالم 2026، حيث سأطالب برفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48،لأنني أعرف جيدا نتائج ذلك على كرة القدم الإفريقية، كما سأسعى إلىرفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال السيدات من 24 إلى 32 بداية من دورة 2023 وكأس إفريقيا من 16 إلى 24».
يذكر بأن هذا اليوم الدراسي الذي احتضنه مركز محمد السادس لكرة القدم بضاحية سلا، عرف مشاركة 100 عضو يمثلون الاتحادات الإفريقية لكرة القدم، وكان في مقدمتهم رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أحمد أحمد، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، كما حضره أعضاء من الاتحاد الدولي، وخبراء ورؤساء مؤسسات بنكية كما حضره بعض أساطير كرة القدم.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 03/02/2020

أخبار مرتبطة

إجماع دولي على فاعلية المغرب ومساهمتة القوية في تنظيم وتأمين الأحداث الرياضية الكبرى   احتضنت مدينة مراكش يومي 25 و26

يواجه البرازيل غدا في ربع نهائي مونديال « الفوتسال»   انتزع أسود الأطلس، أول أمس الخميس في بخارى، بطاقة العبور

قال مدرب المنتخب المغربي، هشام الدكيك، إن فوز العناصر الوطنية على منتخب إيران المتمرس (4 – 3)، أول أمس الخميس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *