المغرب حين يريد

 

 

الحائط الهائل للهوية هو الثقافة. و في الحلقة الجديدة من برنامج «بيت ياسين » للصديق المبدع (الرقايقي) ياسين عدنان بقناة «الغد» المصرية، التي استضاف فيها الموسيقار و الفنان المغربي نعمان لحلو، يعيش المرء معنى بهيا لذلك.
كنت دوما أحترم نعمان لحلو، الذي جمعتني به مناسبات مهنية قليلة (منها لقاء عابر بمقر يومية «الإتحاد الإشتراكي» المغربية بالدار البيضاء حيث أعمل منذ 32 سنة )، لكن مع هذه الحلقة أعترف أنني معتز به وأقدره. وما بين الاحترام والتقدير هو ما بين الكأس والضياء في قصيدة الصوفي المغربي الكبير السوشتري التي نظمها في القرن 16 الميلادي ولحنها نعمان لحلو و غناها الهرم وديع الصافي.
شكرا ياسين عدنان على هذه المتعة الرفيعة فعلا.. بل على هذا الدرس الفني والثقافي. نحن في مكان ما لم نكن أمام مجرد برنامج تلفزي، نحن أمام فضاء للمعرفة يليق بكبريات المدرجات العلمية والثقافية في كبريات الجامعات.
شكرا نعمان لحلو، كنت بهيا، عميقا، رائقا و بليغا.. شكرا أنك مغربي وأنك أنت أنت، سليل للأندلس، ابن لفاس، أخ لأعالي الأمازيغ، عاشق للشاون، متم برمال الكثبان في امتداد الصحراء وللحقول الخصبة في السفوح الممتدة للبلاد (المغرب).
ياه من زمان، لم أحز متعة رائقة مثل التي وهبها لي لقاء ياسين عدنان و نعمان لحلو. لله يحفظ و ينصر ولاد لبلاد لعتاق.


الكاتب : ل. العسبي

  

بتاريخ : 19/03/2020