شوارع وأزقة درب السلطان كأنها في الأيام الخوالي تزاحم خالط و تسابق
جولة يوم الجمعة 3 أبريل 2020 أحدتني إلى أماكن لم تطأها قدماي من قبل أخرى لم أقم بالجولان فيها منذ زمان حتى أنها غير فيها كثير من المعالم لق اخرق شوارع وأزقة كان يصعب علي المرور منها ليس خوفا ولكن لم كن في حساباتي زيارتها لسبب بسيط هو أنها بعيدة.
كانت أول نقطة قصدها هي مستشفى محمد الخامس هنا وبينما أتبادل الحديث مع الحراس الخاصين حول ظروف إشغالهم في هذه الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد وقف شاب أمام الباب الحديدي الكبير يسأل عن المكان الذي تجرى في التحاليل و الأشعة، سأله احد الحراس عن السبب لسؤاله فأجابه الشاب أنه اتصل بالرقم 141 فعرضوا عليه أن يذهب إلى مستعجلات محمد الخامس، طلب منه الحراس أن يدخل وقد كان الباب الحديدي موصدا فعمد إلى فتحه بمرفقه دون أن يلمس الباب بيده مخافة أن يترك أثر الفيروس إن كان هو مصاب، سألت الحراس هل جرى التحاليل هنا، قالوا لا ولكن أي شخص يرسله مركز 141 تأخذ له التحاليل وصورة بالأشعة م يذهب إلى منزلة ويقوم بعزل نفسه بالبيت، إلى أن خرج التحاليل، فإن كانت إيجابية يطب منه المكوث حتى يأتون لأخذه.
تركت مستعجلات محمد الخامس خلفي، لأتجه إلى المجهول وفي رأسي تدور العديد من الأسئلة عن كيف يقضي الطاقم الطبي و المريض و الحراس و سيدات النظافة وباقي العاملين أيامهم في هذا القسم في ظل هذه الظروف العصيبة، علما أن بعض إداري هذا المستشفى وبعض الأطر الصحية به يوجدون تحت الحجر الصحي بإصابة بعضهم بالفيروس نتيجة العدوى من قبل زميلة لهم.
قادتني جولي من شارع الحزام الكبير و شارع محمد بوزيان تم شارع العقيد العلام، عبد القادر الصحراوي، حي يوجد سوق بيع السمك بالجملة ومجازر المدينة، بعده أخذت شارع مقداد الحريزي، لأجد نفسي وجه لوجه مع شارع طاح، فشارع الدوحة، ومنه يتقاطع شارع الداخلة، تم شارع فاس، فشارع 2 مارس، لأعرج على شارع مكة، وكان أملي الكبير في حي باشكو الذي كان يعج بدور الصفيح، حيت تحول جزأ منه إلى عمارات شاهقات بعد أن تمت إزاحته، بينما بقيت بعض الدور هناك و أرض فارغة تذكر العارفين بالمنطقة أن هنا كم كان من الحياة صاخبة، وفي طرق الجديدة وقفت برهة أمل القنطرة الكبيرة ومكتب الصرف و المارات الشاهقات التي بنيت كانت إلى وقت قريب أرضا خلاء تجرى فيها مسابقات العدو الريفي، وبعد مسافة قطعها دخلت شارع إبراهيم الروداني، وبعد جولة في جنبات سوق درب غلف عرجت على شارع أنوال، الذي سأصل منه إلى أحياء الفداء ودرب السلطان، إن ما شهادته في هذه الأحياء قبل وبعد الساعة السادسة يوحي بأننا خارج زمان الطوارئ الصحية، فالعديد من الأزقة ملأ كأنها لا شاهد تلفاز أو سمع أخبار عن الوباء، أو أنها تعيش في كوكب آخر، اختلاط، تزاحمن تسابق، سألت نفسي ماذا لو أصيب أحدهم بالعدوى نها، لا أعقد أن الأمر سيقف عند ألف حالة، بينما هناك مناطق ملتزمة بالطورئ الصحية.
غادرت المنطقة على أساس أني سأعود إليها لأنتقل بعدها وعبر شارع محمد السادس إلى المدينة القديمة، هناك حيت كانت مطاردة الخارجين عن الطوارئ الصحية في أوجها، الكل كان مجند رجال أمن بكل رتبهم، قياد و رجال القوات المساعدة وأعوان السلطة و المجمع المدني، فالمدينة القديمة لا خلف عن باقي الأحياء الشعبية، دائما هناك أناس يرفضون الامتثال للعليمات الوقائية الي هي في صالحهم، هل يعبون أنهم فوق القانون، أم أنهم كائنات تخشاها الفيروسات.
في المدينة القديمة التقيت مع زملاء في المهنة ينظرون بداية الحملة في أماكن ما في المدينة، وبعد تبادل أطراف الحديث عن الأمكنة التي زارها، أو ماهي الأماكن التي سيذهبون إليها، افترقنا عند زنقة موحى وسعيد حيت تلقوا مكالمة بأن الحملة قد بدأت في منطقة سيدي علال القرواني، طلب أحد الزملاء مرافقته إلى هناك، لكنني اعتذرت، على أساس أنني ساعود إلى منطقة درب السلطات هو ماتم حي أنجزت فيديو هناك يجسد ماذكرت سالفا.