القيامة

إنها القيامة
النرجس البري أخرج رأسه
من التربة وفتح
أذرعه المشرقة على سماوات أكثر زرقة.
لكنّي، مع ذلك، مليئةٌ
بخوف غامض وقلِق
إذ تغلق المسارح أبوابها ويتوقف السفر
وتعرض محلات البقالة رفوفها الفارغة
حيث كانت مناديل الحمّام ومحلول التبييض
وأكياس الطحين  تصطفّ بصفوف مستقيمة.

معدتي تتلوى وأصابعي ترتعش
بينما أتحضر لأفعّل ساحة المعركة
المكان الذي لطالما أحببتُه وشعرتُ فيه بالارتياح
بات الآن ميداناً من القطيرات المرشوشة عبر غرفة
أو المترصّدة على مقبض أو مغسلة لكي تجد طريقها
إلى داخل أيدينا أو أفواهنا أو عيوننا الواثقة
تلك التي تلمسك حين تكون مريضاً
تقول لك كلمات مطمئِنة وتبحث عن حلٍّ لألمك.

إنها القيامة
بينما يبدأ الربيع من جديد
وتنتشر الأزهار ذات الألوان الزاهية
في حديقتي الخلفية
الجيران ينزّهون كلابهم
ويمشون عبر الشوارع الهادئة
أمطُّ قفازيّ الأرجوانييّن على يدين ثابتتين
أربط مئزري الأصفر خلف ظهري
وشعري داخل قلنسوة زرقاء
فمي وأنفي وعيناي
ساكنةٌ وهادئة داخل دروعها المترقّبة.
إنها القيامة.

إليزابيث ميتشل: طبيبة في غرفة طوارئ المركز الطبي في بوسطن. تلجأ إلى كتابة الشعر لأنه برأيها “الشعر يجعل الأطباء يصغون بشكل أفضل”. كتبت هذه القصيدة بعد أن لاحظت في إحدى نزهاتها في شهر مارس الماضي كم يتناقض مظهر الربيع في الجوار مع ما يحدث في غرفة الطوارئ بعد انتشار فيروس كورونا.


الكاتب : إليزابيث ميتشل / ترجمة : سارة حبيب

  

بتاريخ : 22/04/2020