حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 18- انتخابي نائبة رئيس الجامعة ومديرة دورة كأس العالم

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

لقائي بجلالة الملك محمد السادس زرع في وجداني حماسا متجددا للعمل على المستوى المهني وكذا على المستوى الرياضي. انطلقت بحب كبير في تأدية واجبي في العمل وفي نفس الوقت تولدت في نفسي الرغبة في صنع التميز في رياضة المسايفة والمساهمة في تطويرها والرقي بها.
وجاء افتتاح النادي في القاعة التي منحني إياها عامل عمالة الحي المحمدي عين السبع ،السيد توفيق بن جلون، كما وعدني من قبل ، لأنطلق في رسم مسار جديد.. ولا يفوتني هنا أن أنوه بتلك الشخصية الإدارية المتميزة فالرجل كان يحب الرياضة ويجتهد في دعم كل المبادرات والحقيقة أنه يرجع له الفضل في نجاح نادي الأبطال للمسايفة ومساعدته لنا في توفير كل شروط الممارسة الرياضية التي ساهمت في إنجاح كثير من المنافسات والمباريات التي نظمناها.السيد العامل كان معجبا بالأعمال التي قمنا بها خاصة على مستوى تجهيز القاعة بالمعدات والآليات لممارسة هاذه الرياضة وكانت التكاليف والمصاريف بإمكانيتنا الذاتية ، حيث لم نحصل على أي دعم لا من طرف الجامعة ولا من اأي جهة أخرى.
وفِي يوم 2 يوليوز 2002، أقيم حفل كبير لافتتاح نادي الأبطال للصخور سوداء بالمركب الرياضي (جانب مقبرة الشهاداء)، ترأس الحفل السيد العامل ومنح جميع المسايفين والمسيرين هدايا منها ألبسة رياضية وغيرها لتشجيعنا على المواصلة وتمثيل منطقة عين السبع الحي محمدي أحسن تمثيل.
بدأنا في العمل في النادي، وضعنا برنامجا للتداريب يمتد لثلاثة أيام في الأسبوع (اثنين، الأربعاء والجمعة)،فيما كان آخر الأسبوع للمنافسات وللمباريات وكنت أستفيد من مساعدة الأب الروحي (مقداد بوشعيب) رحمه لله.
شاركنا في بطولة المغرب وحصلنا على نتائج مشرفة بحيت حصلت ابنتي سارة على بطولة المغرب في سلاح سيف المبارزة ، وكذلك إشباني خديجة ، وفي فئة الشباب أحرزنا بطولة المغرب في سلاح الشيش .
وبتاريخ 21 ديسمبر 2002 ، ونحن نحقق أحسن النتائج في نادي الأبطال للمسايفة، أقيم الجمع العام للجامعة الملكية المغربية للمسايفة وانتخبت حينها نائبة الرئيس للجامعة.
بعد الجمع العام للجامعة الملكية المغربية للمسايفة،قرر المكتب الجامعي أن يحتضن المغرب كأس العالم وحدد له تاريخ 24\25 ابريل 2003 ورشحت من طرف أعضاء الجامعة لمنصب مديرة الدورة.
على هذا المستوى، انطلقنا كمكتب جامعي في تهييء كل ماهو إداري (برنامج المباريات، استقبال الوفود، تجهيز القاعة المغطاة بالمركب الرياضي محمد الخامس…. الخ) وكذلك الندوات الصحافية. تلقينا طلبات المشاركة من طرف كانت مش 17 دولة.
حل موعد كأس العالم،مرت المنافسات و المباريات في أحسن الظروف، وكان الفوز لالمانيا بكأس العالم محمد السادس وحصول المغرب على الرتبة 48 في سلاح الشيش ذكور.
أغلق الستار على هاد العرس الكبير وعدت من جديد إلى حياتي العادية ومزاولة عملي كالمعتاد. وللأسف، بدأت الأمور في شركتي في التراجع على المبيعات.
ساد الركوض، ومع ذلك لم نستسلم وسايرنا الأمور ولو بصعوبة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 15/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *