القدس ومخطط حكومة الاحتلال لتهويدها
بقلم : سري القدوة
اعتبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أولوية العمل بالنسبة لحكومته،التي ولدت من رحم الصراعات العنصرية، أن عملية تهويد القدس وخاصة في زمن انتشار الوباء التاجي، تحتل الأولوية للعمل بالمرحلة المقبلة، بالنسبة لسياساته القادمة. وقد نشر في تدوينة له على موقع تويتر أعلن خلالها عن خطة جديدة لتهويد مدينة القدس المحتلة بتكلفة 200 مليون شيقل، وقال في تغريدته إنه أصدر تعليماته ببلورة خطة لتعزيز ما أسماه بلورة مكانة القدس لدى اليهود مضيفا ( إنه من المهم في زمن الكورونا أن تبقى القدس على سلم أولوياتنا ).
من الواضح أن القدس دخلت مرحلة خطيرة من مخططات الاحتلال للسيطرة المكانية والزمانية عليها، خاصة في محيطها العربي وتراثها الإسلامي، حيث تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها، خاصة بعد التشجيع الكامل من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، ليعمل الاحتلال على تهويدها وطمس الهوية العربية والإسلامية فيها، بالإضافة إلى استهدافهم أبناء شعبنا سكان القدس، وتعرضهم لحملات اعتقالات، ومداهمات، وقتل بالرصاص الحي، وهدم بيوتهم، ومصادرة اراضيهم، والعمل على فرض القيود عليهم، وعلى مجريات حياتهم اليومية، بالإضافة إلى فرض الضرائب الباهظة وغير المنطقية لإجبار سكان القدس على الرحيل عن بيوتهم وللسيطرة الكاملة على الاحياء العربية.
وقد استخدمت لأجل ذلك الكثير من الوسائل، وقامت بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة والأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي، تجاه مدينة القدس، ويهدف المخطط الجديد إلى تنفيذ السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، ومخابراته، للسيطرة على ساحات المسجد، والعبث، والتخريب ،واستعراض القوة والهيمنة لإحباط الروح المعنوية العالية لأهلنا في القدس المحتلة ومحاولة تغير الواقع والظروف القائمة تمهيدا لتهويد المدينة المقدسة وضم الضفة الغربية، حيث يصعد الاحتلال من ارتكاب جرائمه بحق المسجد الأقصى، ويمارس أبشع الأساليب لسرقة التاريخ الإسلامي وطمس المعالم العربية والإسلامية لتستمر حكومة التطرف العنصري الاسرائيلية في طغيانها كقوة احتلال قائمة على الاستيطان العسكرى وممارسة الخروقات لكل المعاهدات والتفاهمات الدولية بشان وضع القدس والأراضي المحتلة القانوني.
إن الغطرسة والهيمنة الإسرائيلية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتدخله المباشر والسافر في شؤون حياة شعبنا اليومية في القدس، يعكس مدى الهيمنة الاسرائيلية، التي يجب على الجميع رفضها ورفض المشاريع التصفوية للقدس، والعمل بشكل جماعي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لرفع القيود عن القدس وإزالة العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال في وجه الموطن الفلسطيني المقدسي والتصدي لها بكل قوة من اجل تعزيز الصمود ودعم مشروعنا الوطني التحرري الذي سوف يستمر ويتواصل في مواجهة مخططات حكومة الاحتلال العنصرية وسياساتها القائمة على اعادة انتاج الاحتلال في الضفة الغربية.
إن معركة القدس قد بدأت وأعلنها الاحتلال مما يتطلب وحدة نضال الشعب الفلسطيني كونه يخوض معركته الاساسية الفاصلة، فالقدس كانت وستبقي محور الصراع، وهذا يضعنا امام المسؤولية الكبرى والتحدي التاريخي لمواصلة النضال بكل السبل حتى استعادة الحقوق المغتصبة، ودعم صمود أهلنا في القدس، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني، مما يسهم في المحافظة على مكتسباته النضالية، وتمكينه من المضي قدما في سبيل استعادة كامل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 28/05/2020