للتخفيف من تداعيات الحجر الصحي
يعد إقليم اشتوكة أيت باها مشتلا للعمل الجمعوي والتضامني بجهة سوس ماسة، حيث ظهرت أولى الجمعيات منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، من ضمنها جمعية”تيويزي» التي ساهمت في إنجاز عدة مشاريع بالوسط القروي تحديدا كحفر الآبار وبناء صهاريج مائية وربط الدواوير بشبكتي الماء الشروب والكهرباء وتعبيد الطرق وإحداث مسالك جبلية وبناء مرافق ثقافية وتربوية وصحية، بفضل إبرامها لشراكات مع إطارات أخرى بالإقليم وخارجه… إلى جانب خلق إطارات جديدة تعنى بحماية شجر الأركان وتخليفه، مع نشر الفكر الجمعوي ببعض الدواوير والمداشرالتابعة للجماعات القروية بالإقليم، كما هو شأن جمعية الخربة أولاد ميمون بجماعة سيدي بيبي، “والتي تمكنت من إخراج الدوار من دائرة التهميش والهشاشة، وتجهيزه بمعظم المرافق من تطهير سائل وماء شروب وكهرباء وإنارة عمومية ..، وذلك بفضل تضافر جهود شباب الدوار وسكانه وأبنائه المتواجدين بالمهجر “ يقول مصدر من الجمعية، مشيرا إلى «ترصيف الممرات وتعبيدها وتقوية الإنارة العمومية وإنشاء مرافق مثل المركب الثقافي والإجتماعي الذي يتضمن أقساما للتعليم الأولي وأقساما لمحو الأمية وخزانة مكتبية ومتحفا للتراث المحلي ومأوى فندقيا يتكون من غرف وأسرة تستقبل من خلاله الجمعية المسيرة مختلف الرحلات والفرق الرياضية بقسم الهواة وتنظيم الأيام الدراسية الجامعية واحتضان تظاهرات فنية وغيرها».
و«في زمن كورونا المستجد، والذي ألزم سكان المنطقة بالبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة تم إبداع أشكال تضامنية ذات طابع اجتماعي صرف – حسب بلاغات جمعوية – فنظمت المرحلة الأولى التضامنية بتنسيق وشراكة مع المحسنين أبناء الدوار، والتي من خلالها تم توزيع 200 قفة على الأسر المعوزة والأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب انتشار كورونا ، ثم الحملة الثانية التي انطلقت مع بداية شهر رمضان، وتم توزيع 200 قفة بدوارالخربة أولاد ميمون ، وتوزيع قفف إعانات على المهاجرين الأفارقة المقيمين بجماعة سيدي بيبي والذين فقدوا عملهم بسبب الجائحة، ومثلها على السياح الأجانب العالقين بشاطئ تيفنيت وكذا توزيع قفف الإعانات على أئمة وطلبة المدارس العتيقة بماسة وغيرها، زيادة على اقتناء لوائح الكترونية وتوزيعها على تلاميذ الوسط القروي بالمنطقة والإعتناء بمدرسة الدوارالإبتدائية عبر القيام بأعمال التنظيف والبستنة، وتنظيم حملة تحسيسية وسط السكان من أجل تكريس قيم التعاون والتضامن مع الأسرة المعوزة والفقيرة، حيث تم تسجيل أبناء المنطقة بتقنية عن بعد ممن بلغ منهم سن التمدرس، وذلك بالإتفاق مع مديرالمدرسة الإبتدائية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية باشتوكة أيت باها، وتم التكلف بجمع وثائق أبناء الدوار البالغين سن التمدرس، ونظرا لعدم توفر أغلب الأسرى على حاسوب، وتفاديا لتنقلهم كإجراء وقائي للحد من تفشي فيروس كورونا، تم التنسيق مع مربيات روض الأطفال ومدير مركزية العلويين بالدوار لتسجيل التلاميذ عن بعد في أفق الموسم الدراسي المقبل».
وفي السياق التضامني، دائما، «تم إعفاء معوزي الدوار من تكاليف التزود بالماء الصالح للشرب لشهر مارس 2020، وكذا المستفيدين من خدمات النقل المدرسي لشهر واحد بالنسبة لتلاميذ دواوير: الخربة أولاد ميمون، البريج أولاد ميمون، و العزيب ،فضلا عن توزيع 144 رقاقة التخزين الخاصة بالهواتف الذكية التي تحتوي على تسجيل الدروس والمواضيع حسب المستويات الإشهادية بشراكة مع فيدرالية جمعيات النقل المدرسي والنقل الجامعي والاعمال الإجتماعية بسيدي بيبي»، هذا إلى جانب مساهمة مالية لطلبة المسجد من أجل تغطية مصاريف تنقلهم لمنازلهم حفاظا على صحتهم وسلامتهم، مع القيام بتنقية جوانب الآبارالمستعملة لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب وتركيب مضخة معيارية لإضافة مادة الكلور(جافيل) عملا بالمعاييروالإجراءات الصحية المتبعة في هذا المجال،وتعقيم مسجد الدوار ومختلف أزقة المنطقة بتنسيق مع الجماعة».