فلسطين تواجه مؤامرات الضم والتوسع الاسرائيلية

سري القدوة

إن الاحتلال وبدعم أمريكي كامل يسابق الزمن في تنفيذ خططه لضم ما تبقى من أرضنا المحتلة، وتصعيد إجراءاته في تهويد مدينة القدس، والاستيلاء على الأراضي، وبناء المستوطنات، ومحاولات النيل من القيادة الفلسطينية، وتقويض عمل السلطة الوطنية الفلسطينية، إضافة لاستمرار جرائم الاعتقال، وإرهاب المستوطنين، والإعدامات، واعتقال أبناء الشعب الفلسطيني، وفرض الحواجز الاسرائيلية، للحد من حركة التحرك بين المدن،وممارسة العدوان الاستيطاني،وسرقة الحقوق والأرض الفلسطيني.. كل هذه السياسات والممارسات الارهابية، تعكس بما لا يدع مجالا للشك إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة احتلال أراضي الدولة الفلسطينية، وجر المنطقة نحو المزيد من التدهور والتصعيد.
إن سلطات الاحتلال لاتزال تواصل سياساتها العدوانية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني، بتصعيد غير مسبوق، وتحالف مباشر مع الإدارة الأمريكية، منذ إعلان الرئيس الأمريكي ما يعرف بخطة السلام الأمريكية -الإسرائيلية في يناير عام 2019 المدانة والمرفوضة عربياً ودولياً، وذلك ما يحدث اليوم بمواصلة تنفيذ مخططاتها لضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بهدف تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي، وللحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 إلى جانب إحكام سيطرتها على مدينة القدس ومقدساتها واستمرار الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة.
يقف الشعب الفلسطيني وقيادته ممثلة بالرئيس محمود عباس، مدعوما ومتسلحا بالموقف الأردني الحاسم في خندق واحد بمواجهة المؤامرات والمشاريع، التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تلتف جماهير شعبنا بكل أطيافها السياسية حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لتجاوز هذه المرحلة من تاريخ قضيتنا، ومواصلة مسيرة النضال، لإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، والعودة لشعبنا،وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
لقد حان الوقت ليتخذ المجتمع الدولي ومؤسساته موقفا عمليا للتصدي للسياسة الإسرائيلية التي ستجر المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى، بسبب أطماعها الاستيطانية ،بضم الأرض الفلسطينية، وحرمان شعبنا من حقوقه غير القابلة للتصرف في تحد صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، خاصة ما يتعلق بمدينة القدس التي يسخر الاحتلال إمكانياته لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للوضع القائم للمدينة المقدسة.
ولعله مطلوب من الجهات الدولية وكنائس العالم وأحراره بالتدخل العاجل لوقف مسلسل الترويع والإرهاب والبطش، الذي يمارسه الاحتلال ضد أبناء شعبنا، واستهداف مقدساته الإسلامية المسيحية، وملاحقة واعتقال رموزه الوطنية والدينية، في محاولة منه لكسر إرادة الصمود الفلسطيني على أرضه، وتنفيذ مشاريعه الاستعمارية، وندعو مجلس الأمن الدولي بالرد على انتهاكات الاحتلال والتحرر من الفيتو الأمريكي واحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي تكفل حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وعودته والعيش بدولته ذات السيادة بعاصمتها القدس مطالبا بخطوات فعلية وفرض عقوبات عليها لمنع تنفيذ مخططات الضم لأرضنا المحتلة.
والمطلوب فلسطينيا أهمية العمل وتفعيل لجان المقاومة الشعبية الموحدة، وتلبية الدعوات القائمة لإنهاء الانقسام، وتوحيد الصف تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا لمواجهة المخاطر المحدقة بمشروعنا الوطني، والتأكيد على أهمية الاصطفاف خلف القيادة الفلسطينية في إطار التصدي لما يعرف بصفقة القرن الأمريكية ومخططات الضم الإسرائيلية، ونتقدم بكل التحية والتقدير لهذا الصمود البطولي وتلك الجماهير الفلسطينية صانعة الانتصار، والتي هبت لتعبر عن رفضها للاحتلال. فكل التحية لصمود الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه وأرضه وهويته ومقدساته وإصراره على تحقيق حلم الشهداء بتجسيد دولتنا ذات السيادة على كامل التراب الفلسطيني.
* سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 25/06/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *