عبرت مجموعة من ساكنة مدينة بنسليمان للجريدة، عن استنكارها وتذمرها الشديدين، إزاء ما لحقها من أضرار ناتجة عن استمرار تنقل الشاحنات التي تشتغل بالمقالع المتواجدة بالجماعات الترابية المجاورة وسط المدينة، «دون مراعاة لراحة وصحة الساكنة المتضررة، خاصة أن هذه الأخيرة تمر من وإلى المقالع بأهم الطرقات والشوارع الرئيسية»، إذ لا يعقل حسب المشتكين «أن يتم السماح لمئات الشاحنات ذات الحمولة والأوزان الثقيلة، بأن تتنقل بكل من شارع الجيش الملكي، وشارع بئر إنزران، وكذا بشارع الحسن الثاني، والتي تعتبر بمثابة رئة المدينة والواجهة الأساسية التي تعرف كثافة سكانية، وحركية واسعة ودؤوبة في التنقل، ويستغل الراجلون جنباتها كفضاءات للتجول والتنقل، والتنزه؟، إذ كان من الأجدر أن يتم إبعادها عن المرور وسط المدينة».
مظاهر المعاناة مع ما تخلفه شاحنات المقالع، من مشاكل وأضرار متعددة، يرويها السكان المتضررون القاطنون بالعمارات المتواجدة بشارع الجيش الملكي، (قرب مدارة جحا)، بمرارة وحسرة كبيرتين، لدرجة أن ملامح الندم كانت بادية على وجوههم، بعد اختيارهم لهذا المكان قصد الاستقرار به، «والذي يعد من أجمل الأماكن والشوارع بالمدينة، لكن استغلاله من طرف الشاحنات التي تشتغل بالمقالع للتنقل عبره، حول حياتنا إلى جحيم، حيث لم نعد ننعم بالهدوء والطمأنينة، جراء مرور العديد من الشاحنات الكبيرة والثقيلة أمام مساكننا ليلا ونهارا» يقول متضررون، مشيرين إلى «أن هذه الشاحنات ألحقت أضرارا صحية وبيئية كبيرة بنا وبممتلكاتنا، من خلال تطاير الغبارمن حمولتها (الحصى والأحجار) الذي ينفذ إلى المنازل، لدرجة أن هذه الوضعية غير السليمة أرغمت السكان على عدم فتح النوافذ خوفا من أن يتسبب الغبار المتطاير في إصابتهم ببعض أمراض الحساسية والربو والتنفس، وأن يؤدي إلى تلويث الأثاث والممتلكات، بالإضافة إلى ما تحدثه الشاحنات، التي تتنقل يوميا ذهابا وإيابا، من إزعاج ناتج عن أصوات المحركات والفرامل، بسبب السرعة أثناء تجاوزها للمطبات المقامة بالمدارة المشار إليها، خاصة في أوقات متأخرة من الليل ، حينما يخلد السكان إلى النوم والراحة، ناهيك عن استعمال المنبهات لتبادل التحية بين السائقين (الكلاكسون) في الليل، والتسبب في إتلاف البنية التحتية للشارع، وهي مظاهر أضرت كثيرا بالساكنة».
«إنها وضعية ضربت في العمق الاستقرار النفسي والاجتماعي للسكان، علما بأن بعض الساكنة قدموا من المدن المجاورة، خاصة من الدارالبيضاء، واختاروا مدينة بنسليمان، رغبة في الاستقرار بها، لما سمع عنها من مزايا تتعلق بهدوئها ونقاء هوائها وصفاء جوها، لكن يبدو أن أمل هؤلاء تبخر بسبب أضرار شاحنة المقالع» يضيف مشتكون.
ويأمل السكان المتضررون في «أن يتدخل المسؤولون بالإقليم لرفع الضرر عنهم وتمكينهم من حقهم المشروع في الطمأنينة، وفي حياة هادئة وآمنة صحيا وبيئيا، وذلك عبر إحداث محور طرقي خاص بهذا النوع من الشاحنات لفسح المجال لخلق أنشطة تجارية وخدماتية بالمحلات التجارية المتواجدة بالشارع، للمساهمة في تنمية المدينة، خاصة أن المكان المعني يتميز بموقع استراتيجي مهم، من شأنه أن يغري التجار والمستثمرين في الاستثمار بهاته المحلات، وأن يساهم في إعطاء رونق وجمالية للمنطقة».