لست شاعر المرأة

 

أنا ، فقط ، صانع زجاج .
أخلق من كل كتلة شبقة ما يناسبها
من حيز،
ومن فراغ .
أخلق للروتين مراياه ،
وإطاره .
وللزمن الضائع
ليله ،
ونهاره .

أنا
–        في الأصل –
مجرد مهرب للرمال .
و ها أنا – اليوم – ترجمان .
يضيع مني كل شيء ، ولاسيما المعنى .
يضيع تماما حين يتحول الضوء إلى امرأة .
ثم يرقص
– أمامي –
بأقدامها .
هو يفعل كل هذا ،
بينما أنا أفشل في تحويل أغلى أنواع الزجاج
إلى استعارات
من لحم ،
ودم .
أفشل تماما .
غير أنني سرعان ما أعثر على معنى كل شيء ،
حين تتجسدن الأشياء كلها ،
ولا سيما حين تشهق بين يدي :
بجعة صغيرة ،
أو ورقة ،
أو حتى فنجان .


الكاتب : محمد بنطلحة 

  

بتاريخ : 03/07/2020