الدعوة إلى متابعة الحالات الإيجابية وغير الحاملة لأعراض «الكوفيد 19»
في المنازل مع التقيد بالشروط الوقائية
أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف أن متابعة المواطنين المغاربة الذين تم جلبهم من مختلف الدول من خارج المملكة تتم بكيفية جادة وجيدة، وتبذل المصالح المختلفة مجهودات جبارة لكي تتسم عملية إرجاع المغاربة ومتابعة وضعهم الصحي بالنجاعة الكاملة. وأوضح رئيس الفدرالية الوطنية للصحة في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه يمكن فتح باب الاجتهاد في هذا الإطار، واعتماد مساطر خاصة تتعلق بالأشخاص الذين جاءت نتيجة اختبارات الكشف الأولى عن الفيروس عندهم سلبية، وكذلك النتيجة الثانية عند وصولهم إلى أرض الوطن، حيث يمكن أن يتقيدوا بالحجر الصحي في المنازل مع احترام الإجراءات الوقائية، على أساس أن تتم متابعتهم صحيا بديارهم، وتكليف طبيب بالتكفل بوضعية 10 أشخاص كمعدل، وبعد انقضاء المدة وعدم ظهور أية أعراض مرضية أو تبعات، أو بعد إخضاعهم لاختبارات أخرى في اليوم الثامن أو التاسع، يتم إعلانهم متعافين بشكل كلّي وعودتهم للحياة الطبيعية.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن هذه الخطوة ستمكّن من تقليص النفقات المخصصة لهذه الغاية، على أن تتم برمجتها وتحويلها لغاية صحية أخرى، قد يكون استثمار ميزانية من الميزانيات فيها ضرورة من الضروريات، وهو ما سيمكّن من متابعة المواطنين القادمين من الخارج من جهة، وتحقيق قيمة مضافة صحية أخرى من جهة ثانية، مضيفا بأن نفس المسطرة يمكن سلكها حتى بالنسبة للحالات المؤكدة إصابتها والتي لا تحمل أية أعراض، باعتماد تطبيق وقايتنا، والمتابعة الطبية بناء على بروتوكول مضبوط في المنازل، إذا ما توفر هذا الشرط، خاصة إذا ما كان المنزل لا يوجد فيه أشخاص متقدمين في السن في محيط هؤلاء المرضى وكذا مصابين بأمراض مزمنة، من أجل تخفيف الضغط عن المستشفيات العمومية، التي يجب أن تتكفل بعلاج عشرات آلاف المرضى الذين يوجدون في لوائح الانتظار والذين هم في حاجة إلى الفحوصات والعلاجات والجراحات المختلفة.
ودعا الدكتور مولاي سعيد عفيف، إلى ضرورة وضع خارطة طريق بمعالم واضحة، وتفادي السيناريوهات المماثلة لما وقع في أسفي، حتى لا تتم العودة إلى الحجر الصحي، مشددا على أهمية الحرص على احترام التباعد في كل الفضاءات العمومية وأماكن العمل، خاصة في الشواطئ بالأساس، خلافا لما تتم ملاحظته خلال الأيام الأخيرة، إلى جانب استحضار معطى أساسي يتمثل في الاستعدادات لقضاء عيد الأضحى بطقوسه المختلفة، خاصة منها الاجتماعية، وضرورة التنقل في مختلف أرجاء المغرب وزيارة الوالدين والأقارب، وهو ما يجب الانتباه إليه لتفادي أية تداعيات غير مرغوب فيها. وشدّد الخبير في الشأن الصحي على أن الحالة الوبائية مطمئنة، بالنظر إلى الأرقام والمؤشرات الرسمية في هذا الباب، وعلى رأسها نسبة الإصابة التي تبلغ 0.03 في المئة، إلى جانب معدل الإماتة الذي لا يتجاوز نسبة 1.6 في المئة، وكذا عدد الحالات التي توجد في العناية المركزة والإنعاش، مؤكدا على أن ما تم تحقيقه اليوم، تم بفضل التعليمات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس، الذي يحرص على المتابعة الدقيقة للوضعية الوبائية بكل تفاصيلها، وهو ما أكده بلاغ المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا.
وأكد الدكتور عفيف على أن الحفاظ على وضعية الاستقرار هي مسؤولية جماعية مشتركة، ويجب تكتل الجهود من أجل تطويق الداء والحيلولة دون اتساع رقعة انتشار عدوى فيروس» كوفيد 19»، خاصة في ظل الاستعدادات لفتح المجال الجوي، مشددا على أن العودة إلى الحياة شبه الطبيعية بالتدرج مسألة ضرورية، وتتطلب مجموعة من الخطوات، كما هو الحال لقرار فتح المساجد، حيث تقبّل المغاربة بارتياح كبير هذا القرار، لكن يتعين على جميع المصلين احترام إجراءات الوقاية، المتمثلة في التباعد وتعقيم الأيدي، والوضوء في المنازل وإحضار سجادة خاصة وكيس خاص بالأحذية، وغيرها من التدابير الاحترازية الأخرى.