سفاحون في مواجهة جرائم استثنائية .. نينجا البرنوصي الذي اختص في قتل الحراس الليليين – 4-

سيبحر معنا القارئ من خلال هاته الحلقات في ملفات  تتسم بالرعب جراء أفعال إجرامية قام بها متهمون أدانهم القضاء نهائيا بأحكام تتراوح مابين الإعدام والسجن المؤبد حيث ارتبطت أسماؤهم بملفات كبيرة مرتبطة أساسا بعالم الجريمة وتفننوا في ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة بوعي منهم أو بدون وعي إلى أن تحولوا إلى كوابيس مزعجة بالنسبة للمواطنين ورجال الأمن.منهم من ظل لسنوات بعيدا عن أعين الامن التي كانت تترصده فيما آخرون وقعوا كما تقع الطيور على أشكالها مباشرة بعد ارتكابهم لفعلهم الجرمي أو في مسرح الجريمة

الاتحاد الاشتراكي تفتح اليوم  تفاصيل هذه الجرائم  فإنها تبقى  مجرد قضايا من مجموعة ملفات عرفتها المحاكم المغربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.. فيما تاريخ العدالة المغربية مليء بالقضايا المشابهة وبأعداد كبيرة، إلا أن القضايا التي أخترناه اليوم تعتبر مثيرة شدت إليها انتباه الرأي العام الوطني، كما عرفت نقاشا وجدالا واسعا من طرف الإخصائيين وعلماء الاجتماع وعلماء الجريمة.. فيما ظلت تفاصيلها راسخة في عقول العديد من الضحايا وعائلاتهم..

 

 

في أواخر سنة 1992، استفاق سكان حي البرنوصي على جريمة قتل بشعة، إذ هجم شخص مجهول على شرطي داخل مخفر للشرطة في حي القدس  أثناء تأدية عمله، واستولى على مسدسه، وتركه مضرجا في دمائه، في عملية إجرامية جريئة.
كشفت التحريات أن الفاعل لم يكن سوى نينجا اللقب الذي أطلقته الساكنة عليه، في حين أن اسمه الحقيقي هو عبد الله قاسمي، من مواليد سنة1961 بأحد أولاد فرج.
عاد نينجا إلى بيته ليلة الحادث وخبأ المسدس في بيته، ثم سافر في صباح اليوم الموالي إلى تازة  عند عمه ليبعد عنه الشكوك، كان المتهم قد ارتكب عمله الإجرامي باحترافية. وبعد ثلاثة أيام، عاد مع أسرته إلى البيضاء .
وفي الخلاء أطلق رصاصتين كتجربة مستغلا صوت القطار، حتى لا يكتشف أمره. وبعد ذلك اعتدى على شخص آخر ووجه إليه رصاصة أصابته في الكتف. وتبين أنه مجرم متمرس، لم يترك خلفه خيطا رفيعا للقبض عليه.
كانت عائلته تعيش بأحد أولاد فرج واستقرت بدوار السكويلة بالبيضاء  ، غادر الدراسة وعاش كطفل محروم بسبب ظروف الفقر، وهو ما أثر على سلوكه حتى وهو في صفوف الجيش، حيث تم طرده من صفوفه ، بعد حادث إطلاق الرصاص. كان نينجا انطوائيا، وتقلب في عدة مهن، ليس له صديق، ويتحدث عنه الجميع بالخير. وكان يتحول إلى مجرم خطير في المساء، إذ كان يلجأ إلى سرقة السيارات للحصول على المال، وكان يفلت من قبضة الشرطة بأعجوبة.
في سنة 1991، هجم نينجا على حارس سيارات وضربه بحجر على رأسه وأخذ عصاه وضرب بها شخصا على رأسه أيضا ووصل عدد ضحاياه في عام واحد إلى ستة أشخاص من بينهم أربعة حراس، مات منهم اثنان، وفي العام الموالي هجم نينجا على ثلاثة حراس آخرين دخلوا بعدها إلى المستشفى في أوضاع حرجة.
واعتدى على شرطي آخر في الطريق السيار، وكان في نيته أن يستولي على سلاحه  ، أطلق عليه رصاصتين أردتاه قتيلا، ولكنه فوجئ بعدم توفر الشرطي على المسدس. واستمر في إجرامه. وبعد استنفاذ عدد الرصاصات التي كانت معه، تخلص من سلاحه  الناري، بتفكيكه إلى أجزاء ورميه في الخلاء، وبذلك توقفت العمليات الإجرامية. والتحقيق على قدم وساق للقبض على المتهم. وتوصلت عناصر الشرطة إلى بعض أوصافه، ولكنه ظل لغزا محيرا جدا، واستقر رأيهم على أن نينجا يعرف كيف يستعمل السلاح  ، فتم الشروع في البحث عن الأشخاص الذين كانوا جنودا سابقين.
في سنة 1995، استفاقت ساكنة البرنوصي على جريمة قتل حارس ليلي آخر، وتعرض خمسة حراس آخرين للطعن والضرب، واهتدت عناصر الشرطة إلى أن الشخص الذي يعتدي على الحراس بالحجارة هو نفسه الذي كان يعتدي عليهم بالمسدس. وبعد التحريات الميدانية انحصرت الشكوك في ثلاثة مجرمين، وأوصلتهم المواصفات إلى نينجا.
بعد التوصل إلى هوية المتهم، توصلت عناصر الشرطة القضائية بأخبار تفيد بأنه يوجد في منزله، فتم تطويق المنزل والقبض عليه. كان ذلك في 15 ماي من سنة 1995 بعد خمس سنوات على ارتكاب أولى جرائمه، وبعد التحقيق معه تم تقديمه إلى العدالة ليتم الحكم عليه بالإعدام في السادس عشر من شهر أبريل سنة 1996


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 20/07/2020