سفاحون في مواجهة جرائم استثنائية (5) : عبد العالي الحاضي.. قاتل من نوع خاص جدا

ولد عبد العالي الحاضي سنة 1962 في تارودانت قضى طفولته ببنسركاو، لكنه لم يكمل دراسته.. فقد انقطع عنها سنة 1975 في الأقسام الابتدائية، كان والده خبازا وعمل هو كميكانيكي قبل أن يمارس العديد من المهن الأخرى. واستقر به الحال، في الأخير، بالمحطة الطرقية بتارودانت حيث كان يبيع المأكولات الخفيفة. وهناك ربط علاقات صداقة مع العديد من الأطفال الصغار.
وبعد أن كسب ثقتهم كان يستدرجهم إلى الكوخ الذي كان يسكن فيه. وفي لحظة يتحول من رجل طيب إلى مجرم خطير.. إذ كان يشهر السلاح الأبيض في وجه ضيوفه الصغار ويمارس الجنس عليهم قبل أن يعمد إلى قتلهم بوحشية ودفنهم في نفس المكان.
تعرض الحاضي لهتك العرض عندما كان صغيرا أثر على حياته وبه عرج على طريق الانحراف.
تاريخ 20 غشت كان حاسما، حيث تلقت عناصر الشرطة إشعارا بضرورة الانتقال إلى منطقة الواد الواعر لكون الأمر يتعلق باكتشاف هياكل وجماجم بشرية. وفور انتقالها إلى عين المكان، تم العثور على عظام إضافة إلى جماجم أدمية إحداها ملفوفة بشريط بلاستيكي أسود، كما أن بعض الأطراف تحمل ملابس عليها أثار التراب مما يؤكد أنها دفنت واستخرجت من الأرض.
وبعلبة سردين فارغة كانت ورقة الحسم من مذكرة تحمل تاريخ 12 أكتوبر الأسبوع 41 دونت بها من جهة «أقسم بالله العظيم أن أنتقم منه كما كان الحال». وبالجهة الأخرى دونت بها عبارة باللغة اللاتينية 55 hadi 52303 adidas وبالعربية كلمة حاضي.
البحث أسفر عن أن كل الشكايات المسجلة حول اختفاء أطفال كان لها طابع مشترك أنهم كانوا يترددون على المحطة الطرقية.
كما أن البحث توصل إلى أن الجاني استخرج الجثث من مكان دفنها وتخلص منها دفعة واحدة بوادي الواعر، مما فتح المجال أمام فرضية تتجلى في كونه كان مرغما إما بسبب تخليه عن المكان الذي كانت الجثث مدفونة فيه بسبب انتقاله من ذلك المكان كبيعه العقار أو إفراغه لمستغل آخر ومخافة افتضاح أمره، تخلص من الهياكل البشرية. كما أن فرق البحث توصلت إلى أن شخصا كان يتردد على المحطة الطرقية مكان اختفاء أغلب القاصرين يحمل اسم حاضي ، وهو الاسم الذي وجد مسطرا بالورقة المحجوزة بمكان العثور على الهياكل الآدمية.
تمت مراقبة محيط المحطة الطرقية، حيث كان يعمل نجيب الحاضي الذي له شقيق يدعى عبد العالي الحاضي بالمحطة الطرقية قبل انقطاعه عن مزاولة عمله المتمثل في بيع المأكولات الجاهزة ويتميز بسلوكه الهادئ وتعامله مع القاصرين، علاوة على كون المعني بالأمر يقطن ببقعة خالية. وقد اسفر التفتيش عن العثور على شريط بلاستيكي ناسخ تكملة لنفس الشريط الذي تم اكتشافه ملفوفا بإحدى الجماجم الثماني، إضافة إلى عدة ملابس ذات مقاسات مختلفة أغلبها تخص الأطفال.
وبتوالي عمليات التفتيش، تم العثور على العديد من الأدلة التي تدين المعني بالأمر، فتم إلقاء القبض عليه واخضاعه لبحث دقيق، حيث اعترف تلقائيا بكونه مقترف جرائم القتل العمد في حق تسعة أطفال، حيث سرد -بكل تفصيل- وقائع كل جريمة على حدة.
بعد اعترافه بالمنسوب اليه، تمت متابعة المتهم عبد العالي الحاضي بتعدد جنايات القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد واستعمال السلاح واستعمال وسائل التعذيب وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية سبقته جناية هتك عرض قاصر دون سن 18 سنة بالعنف واستعمال التدليس لاستدراج القاصرين وإخضاعهم والاحتجاز وحكم عليه بالإعدام الماضي هو الآخر الذي كان يقطن بالسجن المركزي التمس العفو من عائلات الضحايا واعترف أنه لم يكن يقوم بأفعال عن وعي بل هو الآخر تعجب من أمر نفسه التي كانت تأخره بالسوء ٠


بتاريخ : 21/07/2020