غادرتنا يوم عيد الأضحى المرحومة اجميعة حداد، مناضلة حقوقية وعضو المكتب الوطني لجمعية ماما آسية لأصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة …المرأة التي تقاسمنا معها لحظات ممتعة رفقة الأطفال نزلاء مراكز حماية الطفولة بجهة الدار البيضاء الكبرى ومع الجانحين الأحداث بإصلاحية عكاشة … فقد كرست الفقيدة من موقعها كمحامية ، جزءا كبيرا من حياتها المهنية للدفاع عن الجانحين الأحداث حرصا منها على مراجعة تدابير الاعتقال لأن السجون – وكان ذلك يقينها – لم تخلق من أجل الأطفال الذين قدر لهم أن يكونوا في خلاف مع القانون ، ولم يصلوا بعد سن الرشد الجنائي… ولم تكن واجهة الدفاع السبيل الوحيد لحماية حقوق الأطفال بالنسبة لفقيدتنا العزيزة جميعة حداد ، بل ساهمت ومن مواقع مختلفة ، من أجل إصلاح منظومة العدالة ببلادنا وأساسا عدالة الأحداث مقتنعة بأن المغرب الذي انتصر لحقوق الإنسان عبر أسمى قانون في البلد وهو دستور 2011 ، سيكون مطالبا بمراجعة سياسته الجنائية وملاءمتها مع المواثيق الدولية ذات الصلة . وبالنظر إلى التراكم النوعي الذي حققته الفقيدة مع رفيقاتها ورفاقها بجمعية ماما آسية ، فقد أثمر المجهود الجماعي للجمعية في إنتاج دراسة قيمة حول دور القضاء في ترسيخ المبادئ الأساسية لعدالة الأحداث ، ودليلا عمليا للمتدخلين في الحماية القانونية للأحداث ، وهو المشروع الذي كانت الفقيدة آسية الوديع مؤسسة الجمعية توصي ، قيد حياتها ،بإخراجه إلى حيز الوجود.
لقد حظيت الراحلة جميعة حداد بعضوية المجلس الوطني لحقوق الإنسان في ولايته الجديدة ممثلة لجمعية ماما آسية ، وذلك تقديرا من المجلس للإسهام النوعي والفعلي لجمعية ماما آسية داخل المؤسسات السجنية وبمراكز حماية الطفولة ، واستحضارا لدور الجمعية البارز في الترافع لتطوير عدالة الأحداث ببلادنا …
لقد قاومت الفقيدة المرض اللعين بصبر وثبات إلى أن أسلمت الروح إلى باريها يوم عيد الأضحى .. رحم الله الفقيدة وصادق العزاء لزوجها وبناتها وأهلها …وهو العزاء الذي نتقاسمه بحزن كبير مع إخوانها وأخواتها بجمعية ماما آسية ومع زملائها وزميلاتها في المجلس الوطني لحقوق الإنسان و في مقدمتهم الأستاذة أمينة بوعياش رئيسة المجلس . رحم الله الفقيدة و إنا لله و إنا إليه راجعون .