سيبحر معنا القارئ من خلال هاته الحلقات في ملفات تتسم بالرعب جراء أفعال إجرامية قام بها متهمون أدانهم القضاء نهائيا بأحكام تتراوح مابين الإعدام والسجن المؤبد حيث ارتبطت أسماؤهم بملفات كبيرة مرتبطة أساسا بعالم الجريمة وتفننوا في ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة بوعي منهم أو بدون وعي إلى أن تحولوا إلى كوابيس مزعجة بالنسبة للمواطنين ورجال الأمن. منهم من ظل لسنوات بعيدا عن أعين الامن التي كانت تترصده فيما آخرون وقعوا كما تقع الطيور على أشكالها مباشرة بعد ارتكابهم لفعلهم الجرمي أو في مسرح الجريمة
الاتحاد الاشتراكي تفتح اليوم تفاصيل هذه الجرائم فإنها تبقى مجرد قضايا من مجموعة ملفات عرفتها المحاكم المغربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.. فيما تاريخ العدالة المغربية مليء بالقضايا المشابهة وبأعداد كبيرة، إلا أن القضايا التي أخترناه اليوم تعتبر مثيرة شدت إليها انتباه الرأي العام الوطني، كما عرفت نقاشا وجدالا واسعا من طرف الإخصائيين وعلماء الاجتماع وعلماء الجريمة.. فيما ظلت تفاصيلها راسخة في عقول العديد من الضحايا وعائلاتهم..
استحق شاب من مدينة بوزنيقة ، لقب سفاح المدينة بامتياز بعد أن خلصت الأبحاث والتحريات التي أجرتها معه عناصر الدرك الملكي المحلية والجهوية ، إلى أنه نفذ على مراحل رفقة خليلته وشريك له، ثلاثة جرائم قتل وتنكيل ودفن للجثث تحت الرمال بمخيم الدهومي. واغتصاب زوجة طاعنة في السن ومريضة بمرض مزمن. بعد قتل زوجها الشيخ وسرقة بعض ممتلكاتهما من داخل منزلها الاصطيافي بمخيم الدهومي. حيث اعتاد الشاب (26 سنة) اللجوء إلى منزل والدته من أجل تنظيم سهرات المجون ومعاقرة الخمر واستهلاك المخدرات. فيما ارتفعت أصوات أخرى تطالب بالتحقيق بخصوص أشخاص آخرين مختفين عن أسرهم.
مخيم الدهومي آخر مرة مسرحا لجريمة اقتحام من أجل السرقة، انتهت بقتل مواطن تونسي طلعت في السن واغتصاب زوجته المغربية (67 سنة) اللذان يحملان جنسية فرنسية. حيث عمد الشاب نوفل وشريكه هيثم إلى تنفيذ عملية السطو وهما ملثمان ومسلحان بعدة سكاكين كبيرة الحجم. وقد حاولت الزوجة المريضة بمرض مزمن أن ترضي الجانيان، بمنحهما مبلغا ماليا عبارة عن مظروف يضم مبلغ (7000 درهم). إلا أنهما كان في حالة سكر طافح، وقررا سلب كل ما لدى الزوجان، بما فيه شرفهما. بعد أن أقدما على الاعتداء على الزوجة واغتصابها من دبرها، وطعن الزوج عدة طعنات قاتلة على مستوى العنق. قبل أن يغادرا منزل الضحيتين، وهما يحملان بعض الجروح، نتيجة مقاومة الزوج الذي استعان بسكين مطبخ صغير. كما سرقا مبالغ مالية وهواتف نقالة وشاشات تلفزيونية وحاسوب. و حاولا سرقة سيارتهما، إلا أن حالة السكر والخوف جعلتهما يصدمانها بعمود إنارة. تركاها وفرا بالمسروقات. وقد تم إخطار العناصر الدركية والوقاية المدنية. ليتم نقل الزوج في حالة خطيرة إلى مستشفى المحمدية حيث وافته المنية. كما تم نقل الزوجة من أجل العلاج العضوي والنفسي. وقامت العناصر الدركية بتطويق مخيم الدهومي، وإغلاق كل منافذه. بأزيد من 100 دركي، يترأسهم القائد الجهوي للدرك الملكي ، ومسؤولي كل المراكز الدركية بإقليم ابن سليمان. حيث تم الاهتداء إلى هوية ومكان الشابان الملثمان. ويتعلق الأمر بالشاب نوفل، وابن خالته هيثم اللذان اعتادا معاقرة الخمر واستهلاك المخدرات بمنزل أم أحدهما بنفس المخيم. وتمت مطاردة الجانيان اللذان فرا وهما مسلحان بأسلحة بيضاء عبر النوافذ والسطوح المشتركة بالمخيم. إلى أن تم إيقافهما. حيث اعترفا الشابين بالمنسوب إليهما. وكاد المحضر أن يغلق بتنفيذ عملية إعادة تمثيل الجريمة . إلا أن الشاب نوفل، فاجأ الدركيين المحققين، بحقائق جديدة. حيث أكد أنه سبق ونفذ جريمتي قتل صديق له وخليلته يوم 17 أكتوبر 2018. موضحا أن الضحيتان كانت تجمعهما، رفقة خليلته جلسة خمر رباعية بمنزل أمه الاصطيافي. وأنه دخل في شجار مع الشاب وهما في حالة سكر طافح. انتهت بقتله بواسطة آلة حادة. كما قام رفقة خليلته بخنق خليلة صديقه وطعنها بعدة طعنات قاتلة. أكثر من هذا فالجاني كشف في محضر رسمي أنه قام بتقطيع جثة الضحية صديقه. إلى عدة أجزاء (الرأس، اليدين، الساقين، الفخذين ..). قبل أن يعمد إلى دفن كل الأطراف تحت رمال منزل اصطيافي مهدم. كما قام بدفن جثة خليلة الضحية بقلب منزل أمه. وكان الضحية (ع، و) غاب عن منزل أسرته منذ يوم 17 أكتوبر 2018. وتضاربت الآراء حول اختفائه، بين من يعطي احتمال أن يكون قد تعرض لسوء. أو أنه اختار الهجرة إلى الديار الأوروبية حسب ما كان يلوح به بين أصدقائه. وقد انتقلت العناصر الدركية إلى عين المكان رفقة الشرطة العلمية والتقنية. حيث تم العثور على كل أطراف جثة صديقه المدفونة، وجثة الخليلة (ليلى). كما تم حجز في وقت سابق مجموعة من الأسلحة البيضاء والمسروقات وقنينات الخمور. وتم إيقاف خليلة مدبر الجرائم. واحالت الضابطة القضائية ببوزنيقة على الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء الجناة (الشابان والفتاة) من أجل جرائم القتل والتنكيل والاغتصاب والسطو على المنازل. أزيد من سنة على إحالتهم على النيابة العامة .
مثلوا في محاكمة كان فيها نوفل يجيب على اسئلة المحكمة بكل تلقائية وبالتفاصيل الدقيقة لكل جرائمه التي كان يحفظ اطوارها عن ظهر قلب قبل أن تحكم عليه المحكمة بالإعدام فيما أدين ابن خالته وخليلته بالسجن المؤبد ٠