استفاقت ساكنة مدينة جرادة مؤخرا، على واقعة «اغتيال» ذاكرة عمال مناجم الفحم، بإحراق وإتلاف أرشيف شركة مفاحم المغرب، بدعوى مشروع إعادة تأهيل المنجم الصغير لإحداث معهد إحياء التراث المنجمي بالمدينة، والذي رصد له غلاف مالي يفوق 40 مليون درهم.
تناقض يدعو إلى التساؤل عن الهدف من بناء المتحف، إذا كان الحكم مسبق بإعدام أرشيف لا يقدر بثمن.. وهل يقدر المساهمين في إنجاز المشروع ماديا (وزارة الطاقة والمعادن، وزارة الثقافة، مجلس جهة الشرق ووكالة تنمية جهة الشرق)
خطورة إتلاف ذاكرة مناجم الفحم التي عمرت لأكثر من70 سنة من عملية استغلال مناجم الفحم بجرادة من القرن 19، والذي يعد بحق جزءا من تراث ثقافي مادي لعمال المناجم يجب المحافظة عليه وصونه للأجيال القادمة، طبقا للأعراف والتقاليد الكونية، والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة، الذي دعا غير ما مرة إلى العناية بالموروث الثقافي المادي واللامادي والحفاظ عليهما..
فهل ستتدخل الجهات المعنية لحماية أرشيف شركة مفاحم المغرب بجرادة باعتباره موروثا جماعيا ثقافيا.. وإيقاف نزيف إحراق الذاكرة المنجمية وحمايتها من الاندثار..