مطالب بالتحقيق في مصير ملايين الدعم والمساعدات ووقف متابعة الأطباء فاضحي الفساد
تعمل الجارة الشرقية للمغرب جاهدة، في محاولة دؤوبة منها، لستر فضائح كبيرة تعيشها “البوليساريو” جراء تورطها في التلاعب في بيع مستلزمات طبية وأدوية قدمتها منظمات إنسانية ومانحون أوربيون لإنقاذ المحتجزين بمخيمات تندوف من فتك وباء كورونا، ومطالب أوروبية بفتح تحقيق في الموضوع قد يورط جهات نافذة تستغل مأساة الصحراويين فوق التراب الجزائري، وسجلت وسائل إعلام رسمية إرسال طائرة عسكرية بشكل مستعجل إلى تندوف وبعدها إلى المخيمات، مساء الخميس الماضي، وتضم القافلة المقدمة من قبل الهلال الأحمر الجزائري ومصالح الصحة العسكرية الجزائرية مساعدات غذائية، أدوية ومستلزمات أخرى، حسب وكالة أنباء ” البوليساريو”. وتاتي القافلة استباقا لزيارة لم تكن مبرمجة لوزير الداخلية الإسباني تمت أمس الاثنين، ولم يعلن عن مضمونها وفحواها، ويرجح أن تكون لها علاقة بالوضع المأساوي بالمخيمات ومسؤولية الجزائر عنه باعتبارها دولة محتضنة فوق ترابها، واكتفت الداخلية الجزائرية بالقول عبر بلاغ لها ” هذه الزيارة تأتي في إطارالتعاون بين قطاعي الداخلية للبلدين وستشكل فرصة لإثراء التبادل وتعزيزه في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الدائرتين الوزاريتين.”
وأثارت الوضعية الكارثية للقطاع الصحي بالمخيمات موجة تساؤلات عن حجم المساعدات التي تم الإعلان عن تقديمها لمخيمات اللاجئين الصحراويين أثناء أزمة كورونا، فقد أثبتت الأرقام وصول حجم المساعدات إلى أكثر من 12 مليون دولار في الوقت الذي يفتقر فيه المستشفى لأجهزة تنفس في صالة الاستعجالات.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومدير فرعه بالجزائر عماد خنفير، مثنيا على مساهمة الاتحاد الأوروبي بمبلغ 5 ملايين دولار لصالح اللاجئين الصحراويين، الذين يعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية، لاسيما على ضوء جائحة كورونا التي أحدثت نقصا حادا في المواد الغذائية وباقي الحاجيات الأخرى الضرورية.
وقال “مع تعرضنا لجائحة عالمية غير مسبوقة، يود برنامج الأغذية العالمي أن يعرب عن شكره للاتحاد الأوروبي على دعمه المتواصل لأسر اللاجئين الصحراويين، وخاصةً في هذا التوقيت الحرج، وبما أن مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي هي المؤسسة المكلفة بالاتصال بالدول المانحة والمنظمات الدولية، يجب عليها تقديم توضيحات للرأي العام عن المبالغ التي تم الإعلان عنها من مصادر رسمية كمساعدات أثناء جائحة كورونا لمخيمات اللاجئين الصحراويين”.
ومقابل تفشي الوباء كما أعلن رسميا إثر اجتماع ترأسه زعيم جبهة البوليساريو حيث أعلن الخصاص والوصول إلى المرحلة الثالثة وطلب من المرضى لزوم خيمهم للعلاج، فقد لجأ مسلحو المخيمات في الأيام الأخيرة إلى القيام بحملة استدعاءات غير معلنة ضد كل من نشر رواية مخالفة للرواية الرسمية حول انتشار فيروس كورونا بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
ووجه استدعاءات لعدد من الأطباء والمدونين بعد نشرهم لتدوينات أو مقاطع صوتية عبر تطبيق الواتساب تقدم رواية مخالفة للرواية الرسمية، كما مورست ضغوطات مباشرة على بعض ممن تم استدعاؤهم وتم إرغامهم على تغيير أقوالهم ونشر آراء مخالفة لأقوالهم السابقة.
وحسب مصادر جد مطلعة فقد تم توجيه تهمة إثارة الهلع والتشكيك في قدرات “الدولة الصحراوية” لبعض الدكاترة المقيمين في الخارج خاصة إسبانيا، وسيتم استدعاؤهم حال وصولهم للمخيم.
ووصلت سيارة للشرطة مرتين للبحث عن أحد الأشخاص الذي قدم تصريحات لا تتوافق والموقف الرسمي من فيروس كورونا.
وانتقدت بعض العائلات والمتضامنين الإسبان حملة المضايقات التي تعرض لها أحد الدكاترة الصحراويين بعد نشره لمقاطع صوتية عبر تطبيق الواتساب تتحدث عن واقع انتشار فيروس كورونا بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
يأتي هذا التطور بعد صدور تقرير عن مجلس حقوق الإنسان العالمي ينتقد تعامل السلطات الصحراوية مع بعض المدونين الذين ينتقدون السياسة النظامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وانتقدت العائلات والمتضامنين الإسبان حملة المضايقات التي تعرض لها الدكتور الولي حمة من قبل الانفصاليين، بعد نشره لمقاطع صوتية عبر الوتساب يحذر فيها من مخاطر انتشار فيروس كورونا بمخيمات اللاجئين الصحراويين، ودعا فيها إلى ضرورة الفصل بين الجانب السياسي والقضايا الصحية المتعلقة بصحة المواطنين، وهو المقطع الذي لاقى انتشارا واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي.