الفكر… التأويل والتأويل المضاد
(دراسة في التنوير، وانتكاسة التنوير، عند العرب)
يَصدرُ قريبًا كتاب جديد للناقد والأستاذ الجامعي يحيى بن الوليد، اختار له من عنوان « الفكر … التأويل والتأويل المضاد – دراسة في التنوير، وانتكاسة التنوير عند العرب» عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في عمّان، وجاء في كلمة الغلاف أنه في حال الفكر العربي المعاصر، ومهما كان من اعتراض على هذا الفكر على مستوى تشابكه مع الواقع التاريخيّ والإيديولوجيّ، فإن التأويل وارد وقائم، بل إنه مطلوب في سياق الانقطاع المعرفي والتشابك الفكريّ والصيرورة التاريخيّة.
يشار إلى أن الأكاديمي يحيى بن الوليد يولي اهتماما خاصّا بقضايا التراث والنقد الثقافي ودراسات ما بعد الاستعمار، وقد أشار في هذه الدراسة إلى أن ما يهمّه البحث فيه من خلال المحصّلة الكبرى، أو من نواتج لغم التراث / التنوير في التأويل والتأويل والمضاد في آن واحد من خلال منظور محدّد مصوغ في خطاب لا يخلو مما أسماه «مراكز ثقل» مثلما يفيد – معرفيا – على مستوى البحث في مقولات هذا الخطاب بمستنداته الثقافية والإيديولوجية في أفق ما يمكن استخلاصه من دلالات التنوير المهدّدة في الفكر العربي ذاته – وحال العرب بعامة – بمزيد من التجريف التاريخي في مقابل خطاب نقيض، ممأسَس ومرتكز على تأويل مضاد – وحدّي – للخطاب الأوّل.
وأكّد الأكاديمي يحيى بن الوليد أن هذه الدراسة تأتي من منظور التأكيد على مسؤولية الفكر ( النقدي) المتزايدة في العالم العربي، أما التأويل وبما أنه يستحيل بحسبه إقامة نظرية عامة بخصوصه، فهو يبرز في طبيعة المقاربة ذاتها في أثناء تعاطيها مع موضوعها كما في حال موضوع التنوير وانتكاسة التنوير عند العرب، كما يرى أن مدار بحثه هو التأويل ذاته لا كموضوع في التراث أو كموضوع دراسة بصفة عامة، إنما التأويل بوصفه الفكر ذاته في « ثابته ومتحوّله». وبكلام آخر: التأويل الذي يسعى إلى إنتاج نصوص والتأويل الذي يصمّم على اجتثاث هذه النصوص بواسطة نصوص معدّات سلفا باسم إيديولوجيا معدّة سلفا بدورها للاستعمال وانزياحات الاستعمال.
وخصّ الناقد يحيى بن الوليد الإصدار الجديد بكلمة عبّر من خلالها عن شكره للدكتورة هناء علي البواب مدير عام دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، ومحمد العامري صاحب الغلاف، وأشار إلى الموضوع الشائك في الدراسة، مبرزا امتداده لثلاثة أبحاث ساهم فيها في ثلاث مؤتمرات دولية بثلاث جامعات مغربية ( فاس، مراكش وتطوان).