هل ينجح رونالد كومان في تصحيح مسار نادي برشلونة ويعيده إلى سكة التألق والتوهج؟
هل يوفق في إعادة التوازن إلى صفوف الفريق وضخ دماء جديدة في شرايينه؟
هل تنجح الثورة التي يقودها عبر إبعاد أبرز نجوم البارصا واستقدام لاعبين في بدايات مسارهم الكروي؟
أسئلة يطرحها محبو وأنصار الفريق الكاطالوني الذي فقد في الفترة الأخير بريقه وتناسلت حوله الأخبار خاصة ما يتعلق بكل المتغيرات التي وضعها القائد المدرب الجديد كومان وسم لها الخطوط العريضة في مخططاته.

اللقاء الأول:

أكيد، لن يكون يوم 31 غشت الجاري يوما عاديا بالنسبة لبرشلونة وبالنسبة لمحبيه وأنصاره..إنه يوم رجوع اللاعبين من عطلهم، واستئنافهم للتداريب.. إذ وحسب ما كشفت عنه صحيفة “سبورت” الإسبانية، فموعد التدريب الأول للفريق الأول بنادي برشلونة، تحت قيادة المدرب الهولندي “رونالد كومان”، الذي تم تعيينه مديراً فنياً للفريق، خلفاً للإسباني “كيكي سيتين”.
هو يوم 31 غشت الجاري، إنه موعد اللقاء الأول، بين لاعبي برشلونة، ومدربهم الجديد “كومان”.
وقالت “سبورت” إن “كومان” سيجتمع بلاعبي برشلونة في الساعة الرابعة مساءا نهاية هذا الشهر، على أن ينطلق التدريب الأول له في قيادة الفريق بالساعة الخامسة مساء.

ثورة

يعتبر المتتبعون أن الخطوط العريضة لاستراتيجية المدرب الجديد رونالد كومان خاصة على مستوى تركيبة الفريق البشرية، أنها ثورة حقيقية تندلع في محيط الفريق الكاطالوني، حيث بدأ رونالد كومان مدرب برشلونة الجديد حملة تصفية الفريق والتخلص من بعض اللاعبين بإبلاغه لويس سواريز ثم أرتورو فيدال بأنهما خارج الفريق في الموسم الجديد.
وذكرت صحيفة «ماركا» (MARCA) الإسبانية أن كومان أخبر اللاعبين أن يبحثا عن فريق جديد خاصة أن عقدهما ما زال ممتدا مع برشلونة، مشيرة إلى أنه من المحتمل استخدامهما كورقة في عملية المبادلات مع الفرق الأخرى.
وقالت الصحيفة إنه خلال الساعات المقبلة سيتحدث كومان إلى بقية اللاعبين غير المرغوب في بقائهم في كامب نو، وعلى رأسهم إيفان راكيتيتش وصمويل أومتيتي وجونيور فيربو الذين تأكد رحيلهم وهم يعلمون ذلك.
وأشارت ماركا إلى أن بعض النجوم الكبار ليسوا في مأمن من الرحيل أيضا، أمثال سيرجيو بوسكيتس وسيرجي روبرتو وجيرارد بيكيه، وجميعهم معرض لتلقي اتصال من كومان يخبره باستغناء النادي عن خدماته أيضا، حيث إنهم يدركون أن الفريق بأكمله تقريبًا معروض للبيع

انقلاب على « القائد» ميسي

لم يكن اللقاء الأول بين المدير الفني الجديد لبرشلونة رونالد كومان وقائد الفريق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ، حسب تقارير إعلامية،هو البداية الأفضل لعلاقة الثنائي، إذ شهد تأكيد الأخير على احتمالية رحيله الكبيرة خلال الفترة القادمة، إلا أن في حالة بقائه فإن أزمة أخرى تلوح في الأفق بين الطرفين.وكشفت صحيفة “دون بالون” الإسبانية أن خطة المدير الفني الجديد هي تغيير طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، من أجل توفير حماية أكبر لسيرجيو بوسكيتس في وسط الملعب الدفاعي بوضع فرينكي دي يونج بجواره، وكذلك سيعتمد على ليونيل ميسي كصانع لعب تحت المهاجم ليكن أقرب إلى المرمى، عوضًا عن بدايته على الجناح، وهي الخطة التي لا تحظى بإعجاب الأرجنتيني.
وتكمن الأزمة في أن الخطة نفسها كان قد جربها المدير الفني السابق للبوجرانا كيكي سيتين عقب توليه المهمة خلفًا لإرنيستو فالفيردي، إلا أنها لم تأتي بالنتيجة المرجوة، إذ لم يؤمن اللاعبون بتلك الطريقة، وضغط كبار نجوم الفريق لتغيير تلك الخطة، لذا فستكمن مهمة كومان في محاولة إقناعهم باستخدام تلك الخطة مجددًا.
ويأمل كومان أن تسمح له هذه الخطة باستخدام 4 لاعبين في خط الهجوم والاعتماد على أنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي وأنسو فاتي، فيما قد يكون الرابح الأكبر من تغيير الخطة هو البرازيلي فيليب كوتينيو، في حال استمراره مع وصيف الدوري الإسباني.

رونالد كومان يكشف
عن مساعديه

أعلن نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم يوم الجمعة الأخير، عن التعاقد مع مساعدين للهولندي رونالد كومان المدرب الجديد للبارصا.
وأعلن برشلونة عبر بيان على موقعه الرسمي عن التوصل لاتفاق مع «هنريك لارسون» و»ألفريد شرودر» للانضمام إلى الجهاز الفني كمساعدين لكومان.
وأشار البيان الرسمي إلى أن المساعدين وقعا على عقود مع برشلونة حتى 30 يونيو 2022 .
يذكر أن السويدي «لارسون» سبق له أن لعب لفائدة فريق برشلونة من 2004 حتى 2006 ونجح في التتويج معه بالدوري الإسباني مرتين وكأس السوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا مرة وحيدة.

علاقة وطيدة تجمع كومان ببرشلونة

بدأ رونالد مسيرته الاحترافية في عام 1980 مع نادي خرونيغين، و لعب لهم حتى عام 1983، وفي عام 1983 انتقل إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي، ولعب لهم 64 مباراة وسجل 23 هدف، وفي عام 1986 انتقل إلى نادي بي أس في آيندهوفن الهولندي، ولعب لهم حتى عام 1989، و شارك خلالها في 98 مباراة وسجل 51 هدف، وفي عام 1989 انتقل إلى نادي برشلونة الإسباني، وقادهم إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم في عام 1992، و لعب معهم 192 مباراة وسجل خلالها 67 هدف، وفي عام 1995 انتقل إلى نادي فينورد الهولندي، ولعب معهم 61 مباراة وسجل 19 هدف وأعتزل كرة القدم في عام 1997..
ولعب كومان مع منتخب هولندا لكرة القدم منذ عام 1983 وحتى عام 1994، و شارك معهم في 78 مباراة وسجل 22 هدف، وأبرز إنجازاته مع المنتخب هو الفوز بكأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1988.
بعد ست سنوات وأكثر من 200 مباراة مع برشلونة، غادر كومان كاتالونيا للعودة إلى هولندا في عام 1995. انضم لفريق فينورد. قضى كومان موسمين في روتردام.واختتم مسيرته هناك.
حقق كومان لقب دوري أبطال أوروبا كلاعب مرتين مرة مع برشلونة ومرة مع أيندهوفن، وفاز بالدوري الإسباني 4 مرات والكأس مرة واحدة، مع إنجازات أخرى كثيرة داخل هولندا.
تباينت مسيرة كومان كمدرب بين الصعود والهبوط، حيث عاش فترة جيدة مع نادي أياكس بين موسمي 2001 و2005، حقق خلالها لقب الدوري الهولندي في مناسبتين، ولقب كأس هولندا مرة واحدة، كما حقق لقب الدوري الهولندي في موسم 2006-2007 رفقة نادي آيندهوفن، ولقب كأس ملك إسبانيا في موسم 2007-2008 مع نادي فالنسيا، وهو موسمه الوحيد كمدرب في الدوري الإسباني، كما تولى تدريب ناديي ساوثهامبتون وإيفرتون الإنجليزيين، لكن فترته في الدوري الإنجليزي الممتاز لم تكن ناجحة.

انتدابات جديدة
لاستعادة التوازن

يؤمن كومان أن السبيل الوحيد لكي يتمكن الفريق الكاتالوني من اسعادة بريقه، هو النجاح في انتداب لاعبين جدد بإمكانيات مهارية وفنية وبدنية عالية. على هذا الأساس، وضع نادي برشلونة الإسباني استراتيجية محددة في سوق الانتقالات الصيفية هذا الموسم والذي من المنتظر أن يفتح أبوابه بداية من 5 أكتوبر القادم، فيما حدد المدير الفني رونالد كومان وإدارة الفريق أولوياتهم في التعاقد مع 3 نجوم على وجه التحديد.
ويرى برشلونة أن الأولوية تكمن في تعزيز ثلاث مراكز، هم رأس الحربة، وقلب الدفاع، والظهير الأيسر، فيما تبرز ثلاثة أسماء تحتل صدارة قائمة رغبات النادي الكتالوني في سوق الانتقالات، هم لاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، وإريك جارسيا، قلب دفاع مانشستر سيتي الإنجليزي، بالإضافة إلى خوسيه جايا، الظهير الأيسر لفالنسيا.
وتحرك برشلونة من أجل إتمام تلك الصفقات، حسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، إلا أنه سيتعين عليه أولًا التخلي عن بعض لاعبيه، وبمجرد تحديد الراحلين عن الفريق فإن النادي سيتمكن من حسم التعاقدات المطلوبة، إذ تنص خطته على إتمامها بداية من النصف الثاني من شتنبر.

كومان ومهمة إعادة تنظيم مستودع الملابس

مستودع الملابس، غرفة الملابس، أو أي اسم آخر يطلق على مكان تجمع اللاعبين، والمدرب الذي يمتلك مفاتيح التحكم في هذه الغرفة وفي السيطرة على تنظيمها وتدبير أمورها، تكون نسبة نجاحه مع الفريق عالية جدا. وأكيد، انهيار البارصا في الفترة الأخيرة كان من بين أبرز أسبابه عدم قدرة المدرب على التحكم في غرفة الملابس. كومان إذن أمام مهمة صعبة للغاية، وبداية نجاحه ستكون حتما من داخل غرفة الملابس.خلال فترة انهيار برشلونة ، مر على الفريق العديد من المدربين، أولهم لويس إنريكي الذي دخل في صدامات مع اللاعبين في البداية، ثم نجح في توحيد غرفة خلع الملابس في وقيادة الفريق للفوز بلقب دوري الأبطال، مستغلاً قدرات الثلاثي المرعب ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.
ولم ينجح إنريكي في تكرار نفس النجاح بالموسين اللاحقين بسبب فقدانه أولا بوصلة التحكم في غرفة الملابس، وكذا تراجع مستوى بعض اللاعبين، ووجود مشاكل إدارية. الفريق دخل في مرحلة أخرى من فقدان الهوية بعد وصول إرنستو فالفيردي الذي قدم نسخة عن البارصا لم يعتد عليها محبوه في العقد الماضي.
فالفيردي لم ينجح في امتلاك مفاتيح مستودع الملابس، لتبدأ الاخفاقات في دوري أبطال أوروبا، وتلقي هزائم مفاجأة في البطولات المحلية أيضاً، قررت إدارة بارتوميو تحميله المسؤولية بالكامل، وأعلنت إقالته والتعاقد مع كيكي سيتيين .هذا الأخير، كان يدرك أنه يواجه تحيات كبيرة في وجود كل تلك الفوضى في صفوف اللاعبين.
كيكي سيتيين الذي تولى تدريب الفريق لمدة ستة أشهر فقط فشل خلالها في تحقيق أي تقدم، بل على العكس، ازدادت الفوضى في غرفة تبديل الملابس، وانقطعت العلاقة بين اللاعبين والإدارة بشكل أكبر، ولم ينجح في فرض سيطرته على الفريق مطلقاً.