أربع نسوة يغامرن بحياتهن ويدخلن التراب المغربي سباحة هربا من المعاناة بعد أكثر من 6 أشهر بسبتة المحتلة

استطاعت أربع نسوة مغربيات من العالقات بسبتة المحتلة الدخول إلى التراب المغربي سباحة هربا من المعاناة وضنك العيش، واعتبرت وسائل إعلام سبتية أن هذا بمثابة ناقوس خطر يبرز حجم المعاناة الحاطة من كرامة الإنسان التي يعيشها العالقون.
وفي هذا الاطار أثار موضوع دخول أربع نساء سباحة إلى التراب المغربي حفيظة السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، اللتين سارعتا إلى تكثيف التواصل في ما بينهما، بشكل استعجالي، في محاولة لإيجاد صيغة ممكنة لحل مشكل النساء العالقات في مدينة سبتة المحتلة.
ويشار إلى أن قضية النسوة العالقات بسبتة المحتلة تم الصمت عليها لشهور في انتظار القرار الحكومي الذي يبدو أنه انشغل بعدد من الملفات المتعلقة بوباء كوفيد 19، رغم تكرار صيحات النساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدون مجيب، في انتظار  تمكينهن بصفة رسمية من الدخول إلى التراب المغربي.
وبحسب وسائل إعلام محلية في المدينة المحتلة، فإن النسوة الأربع خاطرن بحياتهن من أجل العودة إلى المغرب، بعد 6 أشهر من الانتظار، حيث تمكن من سلك نفس الخطة التي اتبعها مجموعة من الشبان سابقا، بعدما تمكنوا من مغادرة التراب المغربي المحتل سباحة من منطقة «طاراخال»، والذين تجاوز عددهم 50 عالقا إلى غاية منتصف شهر غشت الجاري.
ووفق جريدة «ايل فارو ديسونا»،  فقد تمكنت ثلاث منهن من  الدخول إلى التراب المغربي، يوم الاثنين المنصرم، من خلال مرورهن بمحاذاة الحاجز الصخري بمنطقة «تاراخال» ، لتقمن  بعدها بالعبور سباحة إلى الجانب المغربي، بعدما قضين أزيد من ستة أشهر بالثغر المحتل. وسجلت الصحيفة المذكورة «فيديو» يعرض المغامرة والرحلة الخطيرة التي أقدمت عليها سيدة مغربية رابعة، غامرت بدورها بنفس الطريقة، يوم الثلاثاء المنصرم، من أجل العودة إلى الوطن ومعانقة أسرتها.
وبحسب ذات المصدر، فإن هؤلاء النسوة لم يعد بإمكانهن تحمل ضنك العيش وقساوته بالمدينة السليبة، وبتن يفكرن في سلك أية طريقة من أجل العودة للوطن، بعد طول انتظار واحتجاجات، وتصوير مقاطع فيديو توثق معاناة العالقين وظروف عيشهم المزرية، ولم يبق أمامهن سوى خيار وحيد، رغم خطورته، هو العودة سباحة إلى المغرب، وهذا ما تم بالفعل.
على صعيد متصل، ووفق مصدر أمني مسؤول، فإن سلطات عمالة المضيق الفنيدق لم ترتب أية إجراءات قانونية حيال النسوة اللائي دخلن التراب المغربي بصفة غير قانونية، رغم خرقهن للقانون ودخولهن التراب المغربي بطريقة غير شرعية.
من جهة أخرى، يشار إلى أن «مرصد الشمال لحقوق الإنسان» ، نبه في بلاغ له سابقا، إلى أن «حوالي 120 مغربيا ومغربية منهم أطفال ومرضى، مازالوا عالقين على حدود سبتة المحتلة»، بسبب إغلاق الحدود خشية تفشي فيروس كورونا المستجد منذ منتصف شهر مارس المنصرم.
كما التمس المرصد من الحكومة المغربية التدخل لإعادة هؤلاء المواطنين إلى ديارهم، مبرزا أن هؤلاء المواطنين كانوا يعملون بالمدينة المحتلة ويقطنون بمدن تطوان، الفنيدق ، المضيق ومرتيل ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لظروف استثنائية، قبل تنفيذ قرار الإغلاق المؤقت الذي اتخذته السلطات المغربية والإسبانية.
كما دعا ذات المصدر إلى فتح الحدود استثنائيا في وجه هؤلاء المغاربة العالقين، وإخضاعهم للحجر الصحي، وفقا للمعايير الصحية العالمية المعمول بها حاليا، لتفادي انتشار الوباء.


الكاتب : مكتب تطوان: جواد الكلخة

  

بتاريخ : 28/08/2020