حصار قطاع غزة من جرائم الحرب الدولية

بقلم: سري القدوة

إن الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان ويعد من جرائم الحرب الدولية البشعة، حيث تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها منذ سنوات بشكل متواصل، وتلجأ إلى اتباع سياسة الابتزاز والمساومة مقابل ادخال السلع التجارية والمواد الغذائية والأدوية والمعقمات الطبية، وخاصة بعد انتشار وباء الكورونا القاتل، وإن مواصلة الحصار الإسرائيلي يعد ضمن سياسة العقاب الجماعي المفروض على قطاع غزة، والتي تمارسها حكومة الاحتلال بشكل متواصل ضمن الحرب الشاملة، وسلسلة أعمالها الاستيطانية وجرائمها المرتكبة في الضفة الغربية والقدس تعد من جرائم الحرب الكبرى وتعديا صارخا على القوانين الدولية.
ان استمرار بناء الاستيطان وتوطين الإسرائيليين وسرقة الأراضي في الضفة الغربية المحتلة يمثل جرائم حرب، وبذلك يكتمل المشهد الإجرامي الخطير والعمل المتواصل الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، وهو أمر أصبح غير مبرر على الإطلاق بأن يستمر الاحتلال بفرض حصاره على القطاع منذ الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006، وشددته منذ يونيو 2007، مما أثر على العديد من الخدمات بشكل كبير ومنها الكهرباء والقطاع الصحي والتعليمي وفي المجال الزراعي والصناعي والتطور الحضري والسكاني، وخاصة بعد الحروب التي شهدتها مدن ومخيمات قطاع غزة وتدمير المناطق السكانية، بشكل كامل، وما ترتب عن ذلك من ازدياد نسب البطالة والفقر بين المواطنين.
ويخضع قطاع غزة لحصار ظالم وإغلاق متكرر لحدوده مع العالم الخارجي، حيث وصلت الأمور إلى الانهيار الشامل لكافة المؤسسات الخدماتية وتدهورت خلالها مستويات الخدمات الأساسية وأوضاع وحقوق الإنسان، ولاسيما قطاع الصحة، الذي يعاني من نقص مزمن في إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية والتجهيزات وغيرها، بالإضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المهجرين قسرياً بعد أن دمرت قوات الاحتلال منازلهم وحال استمرار الحصار دون إعادة بنائها، وعليه فإن استمرار هذا العدوان، ومع انتشار وباء الكورونا، سوف يزيد من سوء الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
واتخذت حكومة الاحتلال قرارا يقضى بإغلاق معبر “كرم أبو سالم”، ومنع إدخال المحروقات والوقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، وإغلاق بحر القطاع أمام الصيادين وملاحقتهم من زوارق الاحتلال على بعد أمتار من شاطئ البحر، وعدم السماح للمزارعين بالوصول لحقولهم بإطلاق النار صوبهم، وترويع المدنيين الآمنين في منازلهم، مما يعني تواصل سياسة “البلطجة” والعربدة والإرهاب الإسرائيلي المنظم بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، حيث يعد ذلك تصعيداً خطيراً في سياسة العقوبات الجماعية وتشديد الحصار الظالم الذي يتناقض مع حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية.
إن مواصلة هذه السياسة الخطيرة، ومع انتشار ووجود حالات مصابة بالكورونا في قطاع غزة، يزيد من عبء المواطنين وظروف العيش التي أصبحت لا تطاق من التأثيرات الخطيرة لسياسة العقوبات الجماعية وخاصة على حياة المرضى وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، إلى جانب الأضرار المادية وتكبيد المصانع والمؤسسات الاقتصادية خسائر فادحة وإلحاق الضرر بمجالات الصحة والتعليم والمياه والبيئة من جراء استمرار هذه السياسة المتبعة والحصار الذي بات يدفع الأمور نحو كارثة إنسانية تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليتها بشكل كامل، مما يتطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية التدخل السريع والعاجل لاتخاذ موقف حازم وإدانة ممارسات الاحتلال العدوانية ومواصلة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عقوباتها الجماعية ورفع الحصار الظالم على نحو مليوني إنسان في قطاع غزة يعيشون في أكبر سجن عرفه العالم .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 29/08/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *