تتسابق الحكومات وشركات صناعة الأدوية في سباق محموم لتطوير لقاح لفيروس كوفيد.
أكثر من 200 لقاح مرشح يوجد قيد التطوير بما في ذلك أكثر من 20 لقاحا منها تحت التجارب السريرية البشرية،ومع هذا السباق الذي يدور بين الدول الرائدة في مجال صناعة الأدوية واللقاحات تطرح عدة تساؤلات، هل سيكون اللقاح في متناول الكل على حد سواء وفي نفس الوقت؟ وان توفر هذا اللقاح ماهي التسعيرة التي حددت له؟ وهل سيكون هناك سعر موحد له؟ وهل ستراعى ظروف كل دولة على حدة؟
سباق تخوضه الدول والمختبرات مع الزمن وأيضا هناك صراع يوجد في الخفاء بين هذه الدول حول إيجاد لقاح فعال لهذا الوباء القاتل للبشر والمدمر للاقتصادات.
والصراع محصور بين دوائر رائدة في مجال صناعة الادوية هناك دائرة في الولايات المتحدة الامريكية واخرى في اوروبا وثالثة في روسيا ورابع في الصين وخامسة في الهند.
روسيا اول الواصلين وبوتين يبشر بفعالية اللقاح
يوم 11اغسطس اعلنت روسيا عن تطوير اول لقاح للفيروس واحتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالعلاج الذي تم اختبار اللقاح على احدى بناته.
وقال بوتن” لأول مرة في العالم تم تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا في روسيا واضاف قائلا ” اعلم انه فعال بما فيه الكفاية وانه يعطي مناعة مستدامة “.
وأكد على أن هذه الخطوة مهمة لبلاد وللعالم باسره.
وأطلق على اللقاح اسم “سبوتنيك 5” ويعتبر او لقاح مسجل ضد فيروس كورونا في العالم وسمي بهذا الاسم تيمنا بإطلاق اول قمر صناعي روسي “سبوتنيك” عام 1975 وفقا للموقع الرسمي للقاح.
وسيتم طرح هذا اللقاح للتداول في الاول من يناير 2021 وفق ما افاد السجل الوطني للأدوية التابع لوزارة الصحة لوكالات الصحافة الروسية.
وقد صرح رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) أ روسيا وافقت على انتاج لقاحها ضد كورونا في خمسة دول وتتيح السعة انتاج 500 مليون جرعة سنويا مشيرا الى أن هناك 20 دولة طلبت مليار جرعة واضاف أيضا الى أن الانتاج في كوبا قد يبدا في نوفمبر المقبل.
وافاد صندوق الاستثمار المباشر الروسي على انه تجري مناقشة مع المملكة العربية السعودية وكازاخستان والبرازيل والهند وكوبا لإنتاج اللقاح
وقد افاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بمقر الامم المتحدة في جنيف أن هناك اتصال مع السلطات الصحية الروسية وان المناقشات جارية مع موسكو فيما يتعلق بالاعتماد المحتمل للقاح ولكن هذا الاعتماد يلزمه مراجعة وتقييم صارمين لجميع بيانات السلامة والفعالية المطلوبة.
اللقاح الروسي لم ينج من الانتقادات حيث ورد على لسان رئيس الجمعية الطبية الالمانية كلاوس رينهارد معتبرا الموافقة على اللقاح ” تجربة عالية المخاطر ” واعتبر بان الاعلان الروسي على اللقاح متسرع جدا وان اللقاح لم يمر من المراحل التي تمر بها كل اللقاحات المعتمدة حيث اعزى البعض أن هذا التسرع الروسي حول اعلان اللقاح فقط بربغاندى سياسية لصالح الرئيس الروسي.
الصين تتوصل الى لقاح كورونا
توصلت الشركة الصينية سينوفارم وهي شركة ادوية صينية مملوكة للدولة ان لقاح كوفيد 19 سيصل الى السوق بحلول ديسمبر ولكن سعره من المحتمل اعلى بكثير من اي لقاح لفيروس كورونا.
وقال ليو جينغ تشن الرئيس التنفيذي لشركة سينوفارم لصحيفة صينية “ من المتوقع ان تكلف اللقطة بضع مئات من اليوانات ومن المفترض ان تكون اقل من 1000 يوان (145 دولار) للقطعتين.
واضاف ليون ان التكلفة “ ليست عالية جدا “ لكنها في الواقع أغلى بكثير من الأسعار المتوقعة لأقرانها
وقد قامت الشركة الصينية باستثمار ما يقارب 300 مليون دولار في بناء ورشتي انتاج لقاح جديدين وان أحدهما في بكين والاخرى في مدينة ووهان وهاتان الورشتان سيكون بإمكانهما انتاج اجمالي 200 مليون جرعة سنويا.
وقد دخل هذا اللقاح في مرحلة متأخرة من الاختبار البشري في دولة الامارات العربية المتحدة لجمع دليل على فعالية على فعالية اللقاح للحصول على الموافقات التنظيمية النهائية.
واوضح ليو في تصريح للصحف الصينية ان الشركة عرضت على الفور تطعيم العاملين الطبيين في الخطوط الامامية في الصين مجانا . يقول ليون انه حقن نفسه ايضا باللقاح.
في المقابل قال ليو انه يتوقع ان تكون جرعة واحدة من لقاح سينوفارم فعالة بنسبة 97 في المائة في استجابة المناعة وهو معدل قد يقترب من 100 في المائة بمجرد اعطاء جرعة ثانية بعد 28 يوما.
وقد اثار سعر لقاح سينوفارم مخاوف على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية . سال الاستطلاع على منصة ويبو الشبيهة بتويتر في الصين المستخدمين عما إذا كان بإمكانهم تحمل سعر سينوفارم البالغ 145 دولار قال أكثر من 50 في المائة من المستجيبين البالغ عددهم 5000 شخص انهم لا يستطيعون وهذا وفقا للاستطلاع الذي اجري
الولايات المتحدة تعقد صفقات وتعطي تمويلات من اجل اللقاح
في الشهر الماضي ابرمت الحكومة الامريكية صفقة لقاح تجريبي طورته شركة بي فيزير وشريكها بينتيش سي وهذ الصفقة تضمن تحصين 50 مليون امريكي مقابل 40 دولار للشخص الواحد (رويترز) وهذه الصفقة صاحبتها تمويلات لشركات اخرى.
حيث قدمت حكومة الولايات المتحدة تمويلا لشركة مديرنا لدعم جهود البحث والتطوير الخاصة باللقاح المحتمل لفيروس كورونا المستجد.
هذا التمويل هو جزء من عملية “وارب سبيد“ وهي مبادرة من قبل ادارة ادارة ترامب للإسراع في انتاج لقاح كوفيد 19 الذي قتل الى حد الان 830 ألف و197 شخص على مستوى العالم.
بموجب الصفقة، التي تصل قيمتها إلى 1.525 مليار دولار مقابل 100 مليون جرعة، ستكون الجرعات مملوكة للحكومة الأمريكية وسيتم توزيعها واستخدامها كجزء من لقاح كورونا.
وإذا تم استخدام الجرعات، سيتم توفيرها للأمريكيين مجانًا. ويمكن للحكومة أيضًا الحصول على 400 مليون جرعة إضافية من هذا اللقاح.
واللقاح، المُسمى MRNA-1273، تم تطويره بواسطة شركة مودرنا بالتعاون مع الحكومة الأمريكية. وقد حصلت على مساعدة في التطوير من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهيئة الأبحاث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم.
ودعمت الحكومة الأمريكية التجارب السريرية في المراحل المتأخرة وساعدت في توسيع نطاق التصنيع. والمرحلة السريرية المتقدمة من تجربة موديرنا، التي بدأت في 27 يوليو تموز، هي أول تجربة سريرية تمولها الحكومة من المرحلة الثالثة للقاح كورونا في البلاد.
وقد ذكرت صحيفة فايننشال تايمز نقلا عن مصادر لم تسمها ان الشركة مادرنا تخطط لتسعير لقاح فيروس من 50 دولار الى 60 دولار لكل دورة
وهذه الصفقة جزء من عملية “Warp Speed”، التابعة للحكومة الأمريكية، وهي حملة فيدرالية لتسويق اللقاحات والعلاجات في أقرب وقت ممكن بأمان.
وقالت وزارة الصحة الأمريكية إن الهدف هو الحصول على لقاحات فعالة للشعب الأمريكي بحلول نهاية العام.
وفي أغسطس آب، توصلت إلى صفقة مماثلة بشأن 100 مليون جرعة مع شركة جانسين، ذراع اللقاحات الخاصة بشركة جونسون اند جونسون، لمرشح اللقاح. ولديها صفقات مع عدة شركات أخرى.
أوروبا تتوحد
في حجز اللقاح كورونا
قالت شركة أسترا زينيكا البريطانية لإنتاج الأدوية أمس السبت إنها وقعت عقدا مع إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا لتزويد أوروبا بلقاح مضاد لفيروس كورونا، وإن التسليم سيبدأ بحلول نهاية 2020.
ووقعت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا اتفاقية أولية بشأن تقاسم ما لا يقل عن 300 مليون جرعة لقاح مضاد لكورونا فيما بينها. وصرحت بذلك وزارة الصحة الألمانية في برلين.
كل هذا وفقا لبيانات أسترا زينيكا
واللقاح الذي تم تطويره في جامعة أوكسفورد ضد عدوى كوفيد-19 يسمى “إي زد دي 1222” وتم اختباره في دراسة علمية موسعة، وفقا لما صرحت به الشركة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريوت في بيان إنه من المقرر أن يبدأ الإنتاج قريبا “نأمل أن نجعل اللقاح متاحا على نطاق واسع وبسرعة“.
تُجرى التجارب السريرية للمرحلة الثالثة للقاح أكسفورد في منشآت بحثية في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا ومن المتوقع أيضا أن تبدأ التجارب من الأسبوع المقبل في الهند بالشراكة مع معهد Serum Institute of India، بحسب موقع “تايمز أوف إنديا”.
وكان اللقاح المدعوم من جامعة أكسفورد، والمسمى AZD-12222، من أوائل اللقاحات التي دخلت مرحلة التجارب البشرية وكذلك بدء التجارب في المراحل المتأخرة إنه أيضًا اللقاح الذي وجدت منظمة الصحة العالمية أنه “الأكثر أمانًا” حتى الآن في مرحلة ما قبل التطوير.
وقام العلماء بإجراء أحدث تطوير باستخدام سلالة فيروسية غير متكررة، ويأمل الباحثون فى رؤية نهاية التجارب السريرية بحلول نوفمبر أو أوائل ديسمبر.
ووقع باحثو أكسفورد أيضا اتفاقية مع المكسيك والسلطات الأرجنتينية لتوسيع الإنتاج فى الربع الأول من عام 2021.
الهند تعد شعبها بتوفير
اللقاح في نهاية العام
أعلن آدار بونوالا الرئيس التنفيذي لمعهد سيروم في الهند، عن توفر اللقاح للجماهير الهندية خلال العام الجاري.
وفقا للمقترحات، فإن اللقاح الذي سيتم بيعه وتسويقه تحت اسم “كوفيشيلد” في الهند، سيشمل مرشحين من فئة عمرية صحية.
وتعد الهند من أكبر مصنعي الأدوية الواسعة الانتشار واللقاحات في العالم، فهي موطن لنحو ستة من كبريات الشركات المصنعة للقاحات، ومجموعة من الشركات الأصغر التي تصنع جرعات ضد شلل الأطفال، الالتهاب السحايا، الالتهاب الرئوي، الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، وغيرها من الأمراض الأخرى.
وتقوم الآن ست شركات هندية بتطوير لقاحات، ضد الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد 19.
إحدى هذه الشركات هي معهد الأمصال الهندي، وهو أكبر منتج لقاحات في العالم، من حيث عدد الجرعات التي يتم إنتاجها وبيعها على مستوى العالم. وتصنع الشركة، التي تبلغ من العمر 53 عاما، نحو 1.5 مليار جرعة كل عام، بشكل رئيسي من منشأتيها الواقعتين في مدينة بوني غربي البلاد. ولدى الشركة مصنعان صغيران آخران في هولندا وجمهورية التشيك، ويعمل في مصانع الشركة نحو سبعة آلاف شخص.
وتوفر الشركة نحو 20 نوعا من اللقاحات لـ 165 دولة. يتم تصدير حوالي 80 في المئة من اللقاحات، وبمتوسط سعر نصف دولار للجرعة وتعد الأرخص في العالم.
وتتعاون الشركة حاليا مع شركة “كودا جينيكس” الأمريكية التي تعمل مجال التقنية الحيوية، لتطوير لقاح “حي موهن”، من بين أكثر من 80 لقاحا قيد التطوير في جميع أنحاء العالم.
وفي اتصال هاتي أجرته البيبسي مع آدار بونوالا الرئيس التنفيذي لمعهد سيروم في الهند
ان الشركة تشاك في إنتاج لقاح، يتم تطويره في جامعة أوكسفورد وبدعم من حكومة بريطانيا. ويشكل فيروس الشمبانزي المعدل وراثيا أساس اللقاح الجديد. لقد بدأت التجارب السريرية على البشر في أوكسفورد، الخميس الماضي. وإذا سارت الأمور على ما يرام، يأمل العلماء في توفير مليون جرعة منه على الأقل بحلول سبتمبر/ أيلول
.
منظمة الصحة العالمية
ومبادرة “كوفاكس
كشفت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، عن أن 172 دولة تشارك في مبادرة كوفاكس المصممة لضمان الوصول العادل إلى لقاحات فيروس كورونا، إلا أنها نبهت إلى أن هناك حاجة لمزيد من التمويل، وأن البلدان عليها تقديم التزامات ملزمة.
وقالت المنظمة، في بيان، إن “الدول التي ترغب في أن تكون جزءاً من مبادرة كوفاكس العالمية لديها حتى 31 أغسطس/آب، لتقديم بادرة الاهتمام، مع تأكيد نية الانضمام المستحقة بحلول 18 سبتمبر/أيلول المقبل، والمدفوعات الأولية المستحقة بحلول 9 أكتوبر/تشرين الأول المقبل”.
وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المبادرة كانت حاسمة لإنهاء جائحة “كوفيد-19″، وأنها لن تقتصر على تجميع المخاطر بالنسبة للبلدان التي تطور وتشتري اللقاحات، ولكنها تضمن أيضاً إبقاء الأسعار “منخفضة قدر الإمكان”، موضحاً أن نجاح مبادرة كوفاكس لا يتوقف فقط على البلدان التي انضمت إليها، ولكن أيضاً على سد فجوات التمويل الرئيسية.
قال غيبريسوس: “في البداية، عندما يكون هناك إمداد محدود من لقاحات فيروس كورونا، فمن المهم توفير اللقاح لأولئك الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء العالم، وهذا يشمل العاملين في المجال الصحي في الخطوط الأمامية للوباء، والذين كانوا حاسمين في إنقاذ الأرواح واستقرار النظام الصحي العام”.