أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، عن أملهما في أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واستهل بومبيو جولته الشرق الأوسطية التي تستمر خمسة أيام، بزيارة إسرائيل، حيث بحث اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي-الإماراتي والملف الإيراني.
وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نتانياهو في القدس «آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم للخطوة الإماراتية».
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل «للعمل جنبا إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل».
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الصفقة مع الإمارات بأنها «نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي».
وأضاف «أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها (…)آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب».
وتأتي جولة بومبيو بعد نحو عشرة أيام من إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، صباح الاثنين، إلى إسرائيل في مستهل جولة في الشرق الأوسط تستمر خمسة أيام، يثير خلالها مسألة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
والتقى بومبيو الذي كان يضع كمامة بألوان علم بلده عقب وصوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مكتبه في القدس.
وكان مقررا أن يتشاور بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خصوصا حول الملف الإيراني و»تعميق» العلاقات بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط، كما أكد المتحدث باسمه في واشنطن.
وأكد نتانياهو الأحد أن «صديقه» بومبيو سيثير معه مسألة «توسيع دائرة السلام في منطقتنا».
كما كان من المقرر أن يلتقي بومبيو أيضا نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
ومنذ الاتفاق مع الإمارات، تسري تكهنات كثيرة بشأن دول أخرى مرشحة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بينها البحرين وسلطنة عمان وحتى السودان.
وبعد إسرائيل، يتوجه بومبيو إلى الخرطوم للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية و»المرحلة الانتقالية» في هذا البلد الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر البشير، ثم ينتقل إلى البحرين والإمارات، وفق المتحدث باسمه.
وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن 1994، واللتان كانتا في حالة حرب مع إسرائيل.
وبناء على اتفاق التطبيع، أعلنت إسرائيل والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري وبيع النفط الإماراتي لإسرائيل إضافة الى التكنولوجيا الإسرائيلية للإمارات، مع تنشيط قطاع السياحة ومشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبوظبي.
وأمل نتانياهو في أن تعبر هذه الرحلات الأجواء السعودية، وهو ما يستدعي إجراء مفاوضات، لكن الرياض ترفض أي اتفاق مع إسرائيل قبل التوصل إلى تسوية بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
وفي هذا السياق أفاد مسؤولون، الجمعة، أن وفدا إسرائيليا أمريكيا سيكون على متن أول رحلة جوية تجارية يتم تسييرها بين إسرائيل والإمارات، أمس الاثنين، إثر اتفاق التطبيع بين البلدين.
وقال متحدث باسم شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية «العال» إن «وفدا إسرائيليا رسميا سوف يتوجه إلى أبوظبي في رحلة مباشرة للمرة الأولى لطيران العال»، مشيرا إلى تحديد يوم الاثنين موعدا للرحلة.
وأكد جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، أنه سيكون ضمن الوفد الأمريكي مع مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق هذا الأسبوع أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شباط سوف يكون على رأس «الوفد المهني».
وقال نتانياهو إن إسرائيل «تعمل على تمكين الرحلات الجوية المباشرة من المرور فوق السعودية»، حليفة الولايات المتحدة المقربة من الإمارات.
اتفاق التطبيع المقرر توقيعه في البيت الأبيض بين إسرائيل والإمارات، أكدت بشأنه هذه الأخيرة أنه نص على «وضع حد لأي ضم إضافي لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967»، لكن نتانياهو اكتفى بالحديث عن «إرجاء» عملية الضم.
وبعد إعلان الاتفاق بين إسرائيل وأبوظبي في 13 غشت، نددت القيادة الفلسطينية بما اعتبرته «طعنة في الظهر»، خصوصا أن الإمارات عمدت إلى تطبيع علاقاتها من دون اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهتها طالبت حركة حماس الإسلامية التي تدير قطاع غزة، دول المنطقة بـ «الخروج عن صمتها» و»إنهاء حصار غزة»، وذلك بعد قصف إسرائيلي جديد على القطاع.
واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم غياب «القرارات الرادعة للاحتلال والتغاضي عن جرائمه والتطبيع معه، هو السبب الرئيسي لتماديه في جرائمه وانتهاكاته».
لكن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة اعتبر في رسالة بالعبرية نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الجمعة على صفحتها الأولى، أن التطبيع «سيتيح تغيير مسار المنطقة من ماض من العداء والنزاعات إلى أمل آخر بالسلام والازدهار».
وعقب اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي-الإماراتي، برزت التساؤلات حول من هي الدولة التي ستلحق الإمارات في التطبيع مع الدولة العبرية، وتشير المعطيات إلى كل من البحرين وسلطنة عمان والسودان التي طوت صفحة رئيسها السابق عمر البشير، لكن إسرائيل لا تزال من الناحية العملية في حالة حرب مع السودان الذي دعم لسنوات الحركات الإسلامية المتشددة.
وكانت السودان قد أعفت الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من مهام منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك «للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية».
وأكدت الوزارة أيضا، أن وزير الخارجية الأمريكي سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق الإسرائيلي.
وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم» الصادرة في تل أبيب، الأحد، «يمكن التوصل إلى اتفاق كامل في غضون شهر» في إشارة إلى الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي.
لكن ثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل: احتمال أن تبيع الولايات المتحدة الإمارات مقاتلات من طراز اف-35.
تاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط بينها الأردن ومصر لأنها تريد الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في المنطقة.
وأكد نتانياهو أن الاتفاق مع الإمارات الذي رعته واشنطن لا يشمل بندا ينص على بيع تلك المقاتلات للدولة الخليجية، وقال جوشوا تيتلباوم، الخبير في الخليج في جامعة بار إيلان الإسرائيلية لفرانس برس إن «الإمارات تقول إن هناك وعدا، في حين تنفي إسرائيل هذا الأمر (…) ولكن هناك تدابير يمكن اتخاذها لإرضاء اسرائيل»، لافتا الى اتفاقات سبق أن أبصرت النور في الكواليس لتسهيل بيع مقاتلات اف-15 للسعودية والدولة العبرية.
خريف التطبيع العربي الرسمي قادم؟ بومبيو:آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم للخطوة الإماراتية : نتانياهو:آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب
بتاريخ : 01/09/2020