أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء بالرباط، على الأهمية التي يكتسيها توقيع اتفاق بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية حول تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يمثل دليلا على «تحالف راسخ « ما فتئ «يتعزز ويزدهر «.
وأبرز بوريطة ،في كلمة بمناسبة التوقيع عبر تقنية الفيديو على الاتفاق الثنائي بشأن تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، أنه «من خلال منح مراكزنا القنصلية، بشكل متبادل، امتيازات وحصانات أكثر من تلك المتضمنة في اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات القنصلية، نكون قد برهنا بشكل ملموس على المستوى الرفيع من الثقة بين بلدينا».
ويهدف الاتفاق، الذي وقعه ديفيد فيشر سفير الولايات المتحدة بالرباط وأنس خالص السفير، مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج خلال مراسم ترأسها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي مايك بومبيو، إلى ضمان السير الفعال للتمثيليات الدبلوماسية للجانبين.
وبعد أن استعرض «التاريخ الغني للعلاقات الثنائية»، الفريد من نوعه والقديم قدم الولايات المتحدة نفسها، شدد بوريطة على أن هذا الاتفاق سيمكن من دعم، بشكل أفضل، «العمل المهم الذي يقوم به موظفونا القنصليون في خدمة مواطنينا في الخارج «.
وقال إن «هذا الاتفاق سيواكب أيضا تعاوننا المتنامي في هذا المجال»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق كذلك بتجسيد رغبة الجانبين في «تحديث» القانون الدبلوماسي الدولي.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشار بوريطة إلى أن الرباط وواشنطن «كانتا على الدوام سويا في الجانب الصائب من التاريخ ، سواء خلال الأحداث الكبرى التي ميزت القرن العشرين أو من خلال دعم القيم النبيلة للسلام والتعايش».
وأضاف الوزير «تواصل أمتانا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، العمل بشكل وثيق لرفع مختلف تحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك لشعوبنا»، مشيرا في هذا الصدد إلى مساهمة جلالة الملك محمد السادس في توطيد العلاقات الثنائية.
وسجل أن «جلالة الملك محمد السادس اختار تشريف معاهدة الصداقة والسلام المبرمة منذ قرنين ونصف، من خلال رفعها إلى مستوى غير مسبوق: مستوى تحالف حقيقي قائم على المصالح والقيم المشتركة والالتزام الراسخ»، مشيرا إلى عمق العلاقات المغربية الأمريكية التي يعود تاريخها إلى 1777.
وبحسب بوريطة، فإن المغرب والولايات المتحدة نجحا، على مر السنين، في إرساء آليات فعالة وأدوات مبتكرة للتعاون في جميع القطاعات.
واستشهد بوريطة باتفاقية التبادل الحر، وبالميثاقين المتتاليين لمؤسسة تحدي الألفية وبالحوار الاستراتيجي الأمريكي المغربي، الذي يسمح إطاره بإجراء مشاورات منتظمة رفيعة المستوى حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. كما أشاد الوزير بالتعاون في مجالي الدفاع والأمن، والذي يعتبر، برأيه «دليلا ساطعا على التميز» ، كما يشهد على مكانة المغرب كحليف رئيسي، من خارج حلف الناتو، للولايات المتحدة، وكذا بالتعاون المثمر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بالعالم.
وأضاف بوريطة «إن تاريخنا استحضار دائم للطابع الاستثنائي لعلاقاتنا الدبلوماسية. اليوم نؤكد، أن التزامنا في التحالف المغربي الأمريكي دينامي وواعد أكثر من أي وقت مضى»، مبرزا أنه من الضروري الاستفادة من «المؤهلات غير المستغلة».
وخلص بوريطة إلى أنه «بينما نتوجه نحو المستقبل، نرى أن المؤهلات التي لا تزال غير مستغلة، ستسمح لتعاوننا بأن يتعزز ويصبح أكثر تنوعا،على اعتبار أن نجاحه المستقبلي مضمون بالالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس بالحفاظ على إرث أسلافه وبالرقي بشراكتنا الاستراتيجية إلى مستويات أعلى».
واشنطن تشيد بإصلاحات المغرب «الجريئة وذات الأهمية الكبرى«
من جهتها أشادت الولايات المتحدة، أول أمس الثلاثاء، ببرنامج الإصلاحات «الجريئة وذات الأهمية الكبرى» الذي تم وضعه حيز التنفيذ بقيادة جلالة الملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في بيان، أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، أعرب خلال مباحثات عبر الفيديو مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن شكره للمغرب على «قيادته للجهود ذات الأهمية البالغة في مجال الصحة العامة لصالح إفريقيا في ظل جائحة كورونا».
وأشارت أورتاغوس إلى أن بوريطة وبومبيو نوها، خلال هذه المباحثات، بالشراكة الاستراتيجية العريقة والدائمة التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة.
وذكرت أن «المسؤولين الكبيرين ناقشا فرص تعزيز التعاون الثنائي من أجل خلق منطقة أكثر أمنا وازدهارا»، مشيرة إلى أن بومبيو «شجع الحكومة المغربية على مواصلة دعم الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لحل النزاع في ليبيا ووضع حد لآثاره المزعزعة للاستقرار في المنطقة برمتها».
وأشارت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأمريكية إلى أن «وزير الخارجية أبرز أيضا جهود المغرب في مجال المكافحة المشتركة للإرهاب، وكذا الدور الذي تضطلع به المملكة في التصدي للتطرف العنيف»، مضيفة أن بومبيو أشاد بالشراكة المغربية في مجال حفظ التراث الثقافي للأقليات الدينية، والحوار بين الأديان والتسامح الديني».
وترأس بومبيو وبوريطة، الثلاثاء عبر تقنية الفيديو، مراسم توقيع اتفاق ثنائي حول تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية.
ويهدف الاتفاق، الذي تم توقيعه من قبل ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة بالرباط، وأنس خالص، مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى ضمان السير الفعال للتمثيليات الدبلوماسية للبلدين.
وبموجب أحكام هذا الاتفاق، يمنح كل طرف للموظفين القنصليين للطرف الآخر، وكذا أفراد عائلاتهم، الامتيازات والحصانات المنصوص عليها في المواد من 29 إلى 36 من اتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية.
بعد توقيع اتفاق ثنائي بشأن تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية: بوريطة :المغرب والولايات المتحدة، تحالف راسخ ما فتئ يتعزز ويزدهر
بتاريخ : 03/09/2020