كائناتٌ سيميائيةٌ

هَذهِ الكائِناتُ التي تَبْكي خَارِجَ اللُّغَةِ
كُلَّما دَهَسَها قطارٌ من خشَبٍ – فائق السُّرْعَةِ – ابْتَسَمَتْ لي ،
و غَمَزتْ للشَّمْسِ بِعَيْنٍ منْ عَقِيقْ .

هَذهِ الكائٍناتُ التي تَجُرُّ الجَاذِبِيةَ مِنْ أذْيالِها ، في كُلِّ آتِّجاهٍ ،
تَجُرُّها كُلَّما مَرَّتْ بِقُرْبِها حَمامةٌ
وفَرَاشَاتْ .

هَذهِ الكائٍناتُ في الأَصْلِ :
خَلايَا نائِمةٌ، هَاهُنا
في القَصيدَةِ .

هي
ما أشْرَسَها في اللَّيْلِ ،
لاسِيَما حِينَ تَخْتَلِطُ المَشاعِرُ،
و تَصيرُ ذِئَاباً تَعْوي في الفَيافِي .

هذه الكَائِناتُ – التي تَفْتِلُ قِلادَةً منْ فُصوصِ الماءِ –
ما أشْرَسَها حينَ تَنْتَصِر عَلَيّ ،
وتَهْزِم نَفْسَها .

حَتَّى هِي
في نِيَّتِها أنْ تَغْرِسَ أَنْيَابَها في جَسَدِ امْرَأةٍ منْ وَرَقٍ .
أَنْ تَغْرِسَها بِلا رَحْمَةٍ في المَعَانِي ،
والأَلْفَاظِ ،
والمَبَانِي .

هَكَذا نولَدُ بِهَذا النَّمْشِ عَلى الجِلْدِ
وفِي عُيونِنا المُتْعَبَةِ مَدينَةٌ مِنَ العَصافيرِ ،
والكَادِحينَ يخْلِطُونَ الطِّينَ بالطِّينِ ،
والحَجَرَ بالمَاءْ .

يَخْلِطونَ كُل شَيءٍ :
النَّهْرَ، البَحْرَ، اليَابِسَةَ ، وحُقُولَ الأَرزِ .
الرِّيحَ التي كانُوا يَنْفُخُونَهَا  في القَصَبَاتِ . الصَّوْتَ والصَّدَى،
وعَظْمَةَ الكَتِفِ .

مَاذَا أَقْرَأُ ؟
ومَاذَا أَرَى ؟
أنَا لا أَقْرَأُ ،
لَكِنِّي أَرَى عَاصِفَةً فِي عَيْنِ الحِصانْ ..


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 04/09/2020