عبد الجبار لوزير- مراكش

عبد السلام المساوي

 

ونفجع مرة أخرى… ونفجع بعد فاجعة ثريا جبران…
وترحل ثريا وتأبى إلا أن يرافقها في الرحيل عبد الجبار لوزير…
ليس فقط رحيل فنانة وفنان… لم يكونا عاديين… إنهما جزء من كينونتنا… هويتنا… وجودنا… ثقافتنا….
عبد الجبار لوزير مغربي… مراكشي… وطني مقاوم ومواطن أصيل…
عبد الجبار لوزير فنان… فنان بالطبع والطبيعة… بالفطرة والغريزة… عفوي وتلقائي… من هنا كان الصدق… وكان الحب…
عبد الجبار لوزير… فنان… بدون مساحيق هو فنان… بدون تكلف هو فنان… بدون تصنع هو فنان… هو إنسان… هو مراكشي… هو مغربي… وطني مقاوم…
عرفنا الضحكة عندما تنبعث من الأعماق… عرفناها وعشناها مع الثنائي بلقاس-لوزير…
عشقنا المسرح، عشقنا الفكاهة، عشقنا البساطة، عشقنا بلادنا بإطلالة بلقاس-وزير…
ليس سهلا أن نستوعب اليوم رحيل عبد الجبار لوزير… إنه ليس رحيلا لرجل عظيم فقط… إنه رحيل لمكون من مكونات هويتنا… ثقب في الذاكرة والوجدان… يتم للفن المغربي في تجلياته الإبداعية التلقائية…
عبد الجبار لوزير مارس الفن بتواضع وكبرياء… مارس الفن بوطنية… مارس الفن من باب أنه مراكشي-مغربي…
عبد الجبار لوزير مقاوم قبل أن يكون فنانا… وطني قبل أن يكون كوميديا…
كبيرا بدأ… كبيرا استمر… كبيرا يرحل… جبارا عاش وجبارا رحل…
السلام على عبد الجبار لوزير… السلام على ثريا جبران… السلام على من ساهم في بناء الثقافة المغربية… في بناء المواطن المغربي… السلام على الصادقين والصادقات… على الوطنيين والوطنيات…
أيا عبد الجبار لوزير! أيا مراكش!
في وقت سابق من تاريخ هذا البلد العريق، كان المغرب كله يسمى مراكش، لذلك تكتسي هاته الحاضرة لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات، أهمية خاصة، لرنين صوتها التميز كله؛ بلقاس-لوزير نموذجا، لملامح سكانها سمرة الوطن كله، ولبهجة الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام، لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يبكون عبد الجبار لوزير، ويتفاعلون مع تطور الحالة الوبائية في المدينة الحمراء هذا التفاعل الكبير…
لعبد الجبار لوزير في القلب كله… للحمراء في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا ولمرضاها كل دعوات الشفاء، ولعبد الجبار لوزير، ولراحليها كل دعوات الرحمة…
لمراكش كل دعوات العودة للبقاء على قيد البهجة التي تعني كل الحياة…

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 05/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *