الخبير الأمريكي ريتشارد ويتز قال إن المغرب فاعل مهم للغاية
أرجئت اجتماعات الحوار الليبي الذي يجري في بوزنيقة، إلى يومه الخميس، بهدف التوصل إلى اتفاق بخصوص المناصب السيادية وهيكلة مؤسسات الدولة وتثبيت وقف إطلاق النار.
وهذا هو التمديد الثاني للاجتماعات التي انطلقت الأحد الماضي بعد التمديد الأول الذي مدد فترة الاجتماعات إلى الثلاثاء.
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، محمد خليفة نجم، إن المشاورات «تسير بشكل إيجابي وبناء وتم تحقيق تفاهمات مهمة تتضمن وضع معايير واضحة تهدف للقضاء على الفساد وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي»، وأضاف في إيجاز صحفي عقب انتهاء جلسات اليوم الثالث، أن «الجميع يأمل بتحقيق نتائج طيبة وملموسة».
وطغت أجواء التفاؤل على اليومين الماضيين من جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق، التي تجري في مدينة بوزنيقة، ويعد هذا الاجتماع الأول الذي يضم مختلف الأطراف الليبية منذ عدة أشهر، بسبب تعثر مسار البحث عن مخرج للأزمة الليبية.
ومنذ بدء الجلسات تكتمت الأطراف المتحاورة عن تفاصيل المشاورات، وقال مصدر في الخارجية المغربية إن المغرب حريص على إنجاح المشاورات التي انطلقت الأحد بين الأطراف الليبية، وأضاف في تصريح لوكالة «سبوتنيك « «نسعى لمنح المشاركين الوقت والفرصة للتباحث بعمق في جميع القضايا».
ويتوج هذا اللقاء بين الأطراف الليبية نشاطا دبلوماسيا حثيثا للمغرب الذي استقبل الشهر الماضي كلا من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
وقال بيان للخارجية المغربية إن هذا الحوار يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد أكد في بداية اللقاءات الليبية الأحد الماضي، أن الدينامية الإيجابية المسجلة مؤخرا والمتمثلة في وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات من الفرقاء الليبيين، يمكن أن تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية.
وفي هذا الصدد أكد الخبير الأمريكي ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري التابع لمركز التفكير الأمريكي المرموق «معهد هدسون» ومقره واشنطن، أن المغرب «فاعل مهم للغاية ويحظى بالاحترام» من أجل الوساطة بين الأطراف الليبية بهدف التوصل إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة الليبية.
وقال ويتز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا النزاع هي التوصل إلى حل تفاوضي. والمغرب لديه من دون شك عناصر قوية في التزامه بحل سلمي للنزاع الليبي من خلال عقد الحوار في بوزنيقة بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق».
وأضاف الخبير الأمريكي، الذي سبق أن عمل في جامعة هارفارد ووزارة الدفاع الأمريكية، على الخصوص، أن المغرب «فاعل إقليمي على دراية كبيرة بالوضع الميداني»، كما أنه يتحلى «بحسن نية ومساعيه الحميدة من مستوى عال جدا».
وتابع أن «الميزة أيضا بالنسبة للمغرب هي أنه لا ينظر إليه من قبل أي طرف في النزاع، كقوة مقوضة»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة الانخراط مجددا في هذا الملف، ويبحث فيه الأوروبيون عن وسيط، سيكون للمغرب دور حاسم للاضطلاع به من أجل التوصل إلى توافق سياسي يجمع كافة الفاعلين الليبيين حول أرضية موحدة».
وخلص المحلل الأمريكي إلى أن «المغرب سيكون له دور جيد، وجلالة الملك يحظى باحترام بالغ، وينظر إليه كشريك جيد للولايات المتحدة (…)وقد رأينا كيف أن وساطة المملكة تحظى بدعم قوي في أوروبا ولا تلقى أي اعتراض في روسيا أو في الصين أو لدى أي عضو رئيسي آخر في مجلس الأمن».
ومن خلال دعم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية للمحادثات الليبية الجارية في بوزنيقة، أشاد المجتمع الدولي بالدور «البناء» و»الفاعل» للمغرب، الذي ساهم، منذ بداية الأزمة الليبية، في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في ليبيا وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة.