مجلة «سرود» تسبر انفعالات الجسد في عددها الرابع

الأهواء في الخطاب السردي

صدر، مؤخرا، العدد الرابع من مجلة «سرود» (ربيع2020)، التي يشرف عليها مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، في موضوع «سرد الأهواء».
وأوضح المختبر، في بلاغ له، أن مقالات هذا العدد عملت على إبراز الأبعاد ذات الصلة بتيمة «الأهواء» وتمظهراتها في الخطاب المحكي، نظرا لأهمية هذا الملمح من ملامح السردية، وضرورة مساءلته بعد أن بقي، لمدة طويلة، مظهرا لم توله السرديات الكلاسيكية كبير اهتمام أو تأخرت، على الأقل، في جعله قضية مركزية للسرديات الكونية.
وعليه، فالمجلة ، التي تتبع التحكيم التخصصي المتعارف عليه في الدوريات العالمية الأكاديمية، وتنشر دراساتها باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والإسبانية، حاولت في هذا العدد الذي خصصته لسردية الأهواء «Narrating Passion(s)»، مساءلة الخطابات السردية، من خلال البحث في الجسد عبر نموذج سيميائيات باريس، والتمثيل المضاد ضمن سرود الأهواء، وتحليل الذات المتلفظة (نموذج جون كلود كوكي)، برصد انفعالاتها التي هي آلية خطابية لإنتاج الأهواء.
ولهذا الغرض، أتى العدد الجديد في قسمين، أولهما باللغة العربية، ويتضمن ثماني دراسات تجمع بين المؤلف والمترجم، وتتميز بتنوع مؤلفيها واختلاف مرجعياتها، لكنها تشترك في التنصيص صراحة على القيمة المركزية لدينامية الأهواء.أما القسم الثاني، فيشمل ثلاث دراسات باللغة الفرنسية تكمل القسم العربي وتغنيه بتطبيقات على نماذج سردية مغاربية وغربية.
ومن بين المقالات التي نشرت في القسم العربي، (سيميائية الجسد والأهواء في رواية الجسد الهارب لإدريس بلمليح) لمصطفى الشاذلي، و(مقولات تشكل الأهواء في الخطاب ) لنعيمة السعدية، وتحليل التمثيل الذي يشكله سرد الهوى في مجتمع ذكوري حول الأنوثة والمرأة من قبل سعيدة تاقي.
كما تضمن ثلاث ترجمات في مجال الدراسات السيميائية، تم انتقاؤها بعناية لقيمتها العلمية وقدرتها التوصيفية والتطبيقة، وتستعرض الكيفية التي انفصلت بها سيميائيات كريماس وفونتانيل عن سيميائيات بورس، والتحول العميق الذي شهدته سيميائيات باريس في انتقالها من خطاب الأفعال إلى خطاب الأهواء والتوترات، إضافة إلى منهج مدرسة باريس في بناء نماذج للتقاطعات من العلوم التجريبية والاجتماعية.
وانبرت المقالات المحررة باللغة الفرنسية لمعالجة الفعل الهووي من خلال تتبع طبيعة الأهواء وتوتراتها، في مقال (التناص محرك الأهواء في الرواية المعاصرة) لجواد حازم، و(من أجل تلق عاطفي للرواية فائقة الحداثة.. إريك شفيار نموذجا) لعباس المرزوقي، و(فرط الإحساس عند عبد اللطيف اللعبي بين الواقع والخيال) لزينب أمرموش.


بتاريخ : 12/09/2020